حلفاء للأبد

قرّر الأمريكيون والإسرائيليون أن يتركوا رجالاتهم للمهمات العالمية والمحلية الصعبة وأن يبعثوا للشرق الأوسط والعالم الإسلامي بنسائهم القوامات على رجالاتنا، الآمرات الناهيات في مصائرنا.
-
وقد يجد الزعيم العربي أو المسلم نفسه مثل العروس محاطا بالشقراء ليفني والسمراء كوندوليزا أو خليفتها..
-
وتصبح بذلك “نعم” التي يقولها دائما المتلقي العربي أكثر عذوبة وليونة ونعومة ورومانسية والقائل إن رحيل بوش عن البيت الأبيض هو نهاية لحقبة من الحروب التي اندلعت في كل بقاع المسلمين هو مجرّد أحلام يقظة، لأن السياسة الأمريكية واضحة ولن يتغيّر لونها سواء حكم أمريكا بيض بريطانيا أو سمر إفريقيا أو حتى هنود الولايات المتحدة الحمر، وهي قناعة أيضا لدى كل الشعوب والحكام والإعلاميين، والدليل على ذلك أن وسائل الإعلام العربية غطت مقابلة جمعت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الراحلة بأولمرت الوزير الإسرائيلي الأول الراحل، ولم تغط لقاءات رسمية عربية على أعلى مستوى، وعندما تلتقي “رجُلة” سياسة أمريكية سابقة “برجل” سياسة إسرائيلي سابق، فمعنى ذلك أن الود لا يتوقف في القدس وواشنطن زمن الخدمة فقط، وإنما يتواصل إلى نهاية العمر في خدمة المصالح المشتركة، وليس غريبا أن يفني جيمي كارتر أو توني بلير ما تبقى من عمريهما في خدمة “قضيتهما الأم” في الشرق الأوسط، فما بالك بالساسة السابقين لإسرائيل.
-
عندنا حب الوطن والعمل في صالح القضية ينتهي لحظة مغادرة قصر الرئاسة.. هذا طبعا إن كان قد بدأ الحب فعلا.. وطبعا إن جاءت لحظة المغادرة فعلا، أما لدى الطرف الآخر، فالأمور مختلفة والنتيجة أن انتصاراتهم متواصلة وخيباتنا متواصلة.
-
الإعلام صار يدرك أن السياسة فن واستراتيجية، لأجل ذلك غطى بالتفصيل الممل لقاء جمع كوندوليزا بأولمرت الراحلين والباقيين على قناعاتهما.