-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تكشف امتيازات "بطاقة الفنان" وتفاصيل المساعدة الاجتماعية لـ"لوندا"

حلم النقابة مؤجل.. الفنان الجزائري ضحية السلطة أم زملائه؟

حسان مرابط
  • 2900
  • 2
حلم النقابة مؤجل.. الفنان الجزائري ضحية السلطة أم زملائه؟
تعاقب الوزراء لم يأتي بالجديد على القطاع
ح.م

فنانون على اختلاف مشاربهم وفكرهم، مخرجون سينمائيون، مسرحيون، ممثلون، مغنون، تشكيليون وغيرهم، عاشوا لحظات صعبة في حياتهم، عانوا من التهميش والحقرة، بعضهم مات على سرير المرض دون أن تلتفت إليه السلطات وبعضهم لم يكن يملك سكنا يؤويه، هي حالات تختلف ظروفها، باستثناء حالات أخرى وجدت الرعاية من طرف الدولة ولا يمكن نكران ذلك، “الشروق” في هذا الملف أرادت أن تتوقف عند سؤال لماذا فشل الفنانون في تكوين نقابة تدافع عنهم مثل القطاعات الأخرى باستثناء قطاع الصحافة؟ وهل لذلك علاقة بالسلطة أم القضية بين أهل الفن فقط (الزملاء)؟

ويفتح هذا الملف نافذة على ما يقدمه الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة للفنانين والمجلس الوطني للفنون والآداب من امتيازات وحقوق.

هذه تفاصيل المساعدات الاجتماعية التي تقدمها “لوندا” للفنانين؟

قالت المكلفة بالإعلام بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، كوثر بلعاليا، إنّ “الفنانين المسجلين أعضاء في الديوان يتمتعون بكافة الحقوق كاملة غير منقوصة”.

وأضافت بلعاليا: “لا يمكن الكشف عن قيمة الحقوق فهو أمر سري بين الديوان والفنان العضو، وهي عملية تنظم كل سنة”.وأكدّت المتحدثة أنّ الفنانة نضال أخذت مساعدتها الاجتماعية منذ شهرين، بعد تقديمها طلبا، وتأخذ حقوقها، كل سنة بشكل عادي”. و”الفنانة نضال عضو في الديوان منذ 1999″. كما شددت بقولها: “وكل فنان يأخذ حقه بحسب أعماله واستغلالها سواء في الإذاعة أم التلفزيون أم وسيلة أخرى”.

وأشارت المتحدثة إلى أنّ “المساعدة الاجتماعية تتمثل في عدّة جوانب منها أن يقدم الفنان مثلا لإجراء عملية طبية، أو يقدم ملفا للتكفل بعلاج ابنه أو زوجته، كما يمكنهم تقديم ملف بأخذ تسبيق الحقوق.

المساعدات الاجتماعية تشمل كل الفنانين الأعضاء في الديوان الوطني وتمس في حالة الوفاة منح عائلة المتوفى 98 ألف دينار جزائري (9.8 ملايين سنتيم)، إضافة إلى حاجيات وأغراض أخرى.

وفي حالة المرض: هناك حالات كثيرة يتكفل بها الديوان الوطني لحقوق المؤلف مثل حالة الفنانة الممثلة عتيقة، مطرب الشعبي عبد الرحمان القبي، محمد عنقر، عبد المجيد مسكود، وكذا آخرون لا يزالون على قيد الحياة.ولفتت المتحدثة إلى أنّ الديوان يتكفل بالفنانين في هذه الحالة بشكل تام سواء ما تعلق بالتحليل أم الكشف الطبي أم الدواء أم إجراء العمليات.

ولم تخف المتحدثة أنّ “العيادة الخاصة” التي كان يفترض أن تفتحها “لوندا” بحسين الداي وتختص بعلاج الفنانين، أوقف مشروعها وزير الثقافة السابق عزالدين ميهوبي.

وأوضحت المتحدثة أنّ “هناك مساعدات اجتماعية أخرى مست كتابا ومغنين وملحنين وذكرت المغنية الزهوانية، والأخيرة طلبت مساعدة من لوندا لإجراء عملية جراحية على عينها وهو ماكان لها”.

ووفق كوثر بلعاليا، “هذه المساعدة تعدّ الثانية التي منحت للزهوانية أدرجت ضمن المساعدة الاجتماعية للفنانين.

وشددت المتحدثة على أنّ الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يمنح المساعدة الاجتماعية إذا كان الفنان أو المثقف المعني عضوا في الديوان، وشريطة أن يقدم ملفا حول الأمر الذي يطلبه.

امتيازات “بطاقة الفنان” كثيرة… منها جواز سفر

من جهته، يرى رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب، سليم دادة، أنّ المجلس يشارك في إطار مهامه، بآرائه وتوصياته واقتراحاته في التعريف بعناصر سياسة تطوير الفنون، كما يشارك في حماية حقوق الفنانين وترقيتها.

وقال دادة، الذي عين على رأس المجلس في مارس 2019،لـ”الشروق”، إنّ المجلس يقوم بعديد المهام إزاء الفنانين مثل متابعة وضعية الفنانين، والمساهمة في ترقية التراث الفني وتعميم التعابير الفنية التقليدية والقديمة، إلى جانب المساهمة في ترقية وتطوير الجمعيات والتعاضديات التي تعمل لصالح الوسط الفني، فضلا عن تشجيع المواهب الفنية الشابة، وإبداء الآراء في ترقية الثقافة الجزائرية في الخارج وفي الحوار بين الثقافات، واقتراح العنا‎صر المرتبطة بآداب وأخلاقيات مهنة الفنان والمساهمة في وضع بطاقيات وطنية خاصة بالفنانين.

وبخصوص المزايا التي يتحصل عليها الفنان الذي يمتلك “بطاقة الفنان”، أوضح المتحدث أنّ البطاقة تسمح للفنان بالحصول على امتيازات وأحقيات عديدة، أبرزها الانتماء إلى صندوق الضمان الاجتماعي لغير الأجراء والمساهمة في المعاش، الحصول على بطاقة الشفاء، الحصول على جواز سفر فنان وكذا استفادة الفنان من تخفيضات فيما يخص التأمينات على المركبات والأملاك (بحسب اتفاقية الوزارة الأخيرة).

ويشار إلى أنّه بتعيين من وزير الثقافة ولمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد كليا أو جزئيا يتشكل المجلس من 14 عضوا على النحو التالي: رئيس المجلس، عضوين نائبين للرئيس ممثلين عن وزير الثقافة وعن وزير العمل والضمان الاجتماعي، 11عضوا من بين الشخصيات الفنية والأدبية التي ساهمت بأعمالها في إثراء الثقافة الوطنية.

الفنان ضحية من…أهل القطاع يجيبون؟

ولمعرفة رأي الفاعلين في القطاع الفني بمختلف ألوانه خاصة لماذا لم يستطع الفنانون الجزائريون تأسيس نقابة فنية تدافع عنهم وتنظم مهنتهم؟ وهل الفنان الجزائري ضحية السلطة أم الفاعلين في مجاله، سألت “الشروق” بعض الوجوه الفاعلة في المشهد وتباينت الإجابات حول الموضوع.

الكيلاني: المصالح الشخصية مسيطرة والنوايا الطيبة غائبة

وأكدّ الممثل التلفزيوني والمخرج المسرحي هارون الكيلاني عدم وجود أرضية جادة لاحتضان الفعل النقابي الذي يحمي المجتمع والفنان.

وقال الكيلاني إنّه إلى حد الساعة يبقى الفنان في ذيل اهتمامات أي نقابة قد يلجأ إليها طمعا في أن تكون منفذا له أو على الأقل صدى لصوته المبحوح، وأغلب خطوات إنشاء هذه النقابات كان في ظروف سياسية مرة للسطو على الفنان ومرة لتحقيق المآرب الشخصية.

واعتبر المتحدث أنّ “كل ما تحقق إلى حد الساعة كان بقرار إداريتشريعي لا يهم إن كان متأخرا مقارنة بالواقع الاجتماعي للفنان والساكنة المجاورة.

ووفق الكيلاني، “لن تنجح المساعي النقابية إلا إذا حضرت النوايا الطيبة. وعبرّ بقوله: “فقد جربنا أن من أعطيناه صوتنا بقي صوته المرفوع فقط. والأصوات النشاز والعصابة المتخفية أو الحرباء التي تدعي الفن هي من تركب كل الأمواج، لتمارس كل أنواع وسائل إخماد صوت الفن والحياة والإنسان”.

وأشار المتحدث إلى أنّه مادام ما وصفهم بـ”أشباه الفنانين” أنفسهم يسرقون أملاك بعضهم ويتنافسون على المناصب والمال والفرص على حساب الفنان الحقيقي ستبقى أرضية العمل النقابي هينة”.

وشدد المتحدث على ضرورة الاتحاد والتفاهم من أجل تأسيس نقابة تدافع عن المهنة وأهلها بقوله: “نشد على يد النظيفين والأصفياء من هم روافد في مجالنا ومتواجدون في مضامير قدرة التصرف والتشريع والتنفيذ من أهل المهنة والمحنة والذين يملكون زخما فنيا وإنسانيا ويؤمنون بأنّ الفن غذاء للأرواح والنفوس ومنفذ للضائقة الاجتماعية وأن (المرء كثير بإخوانه) وأنلنا الحق في نقابة تتمتع بالشخصية المعنوية وتنصر بلادها وعبادها وتعلي مقامات الخيرين في المجتمع المثقف والفنان”.

بوكبة: السلطة تستغل الفن لتسويق خطاباتها..والحل في الحراك

وبدوره، قال الكاتب والناشط الثقافي عبد الرزاق بوكبة إنّ ” التركيبة السياسية القائمة مبنية على التعامل مع الحقل الفني بصفته ملحقا بها. فهي تسخّره لتسويق مقولاتها وخطاباتها لا لصناعة وعي عام جديد وتثمين وعي قديم جدير بالاستمرار”.

وأشار بوكبة إلى أنّ “السلطة بهذا ترصد أموالا ومصالح وامتيازات للفنانين المنخرطين في مسعاها، ما يجعل العلاقة بين الفنانين قائمة على الصراع لا الإبداع. وهو معطى يحول دون تأسيس نقابة فنية حقيقية”.

وأوضح المتحدث أنّه في ظل هذا المشهد الذي وصفه بـ”المفخخ بالتباس الثقافي بالسياسي” سيكون الفنان في طليعة تكسير المشاريع الفنية والثقافية الجيدة والجادة.

وبرر المتحدث قوله بأنّ الفنان أداة في يد المنظومة السياسية التي تقبل بأن يكون ثمّة ما يساهم في التنوير والدفاع عن الحقوق. وليس فعلا صاحب مشروع ومبدإ ومبادرة.

وفي ختام حديثه، يأمل بوكبة أن يبني الفنانون ومختلف الفاعلين في القطاع الفني والثقافي، على الحراك الشعبي، بصفته مسعى تغيير لإعادة النظر فعليا في مفهوم الفنان ودوره في خدمة نفسه أولا وفي خدمة الفضاء العام، مؤكدا في السياق أنّه “لا شك في أنّ واقعا جديدا برز وسيبرز عنه واقع جديد آخر أيضا في المجال الفني”.

نبيل عسلي: ليس المرض من يقتل الفنان

من جهته، تأسف الممثل نبيل عسلي على حال قطاع الفن وأهله في الجزائر،قائلا في تدوينة على حسابه الرسمي على “الفيسبوك”: “عمي عمر معروف رحمه الله فارق الحياة منذ نحو سنة وهو دون مسكن، إسماعيل المعروف بزعباطة إلى حد الآن لم يتحصل نهائيا على بيت يؤويه هو وعائلته، السيدة نضال عانت التهميش لسنوات وهي تنتظر قبول ملف سكنها..إذا قمنا بإحصاء هذا النوع من الحالات منذ الاستقلال ستكون القائمة طويلة جدا”.

وأضاف عسلي في رسالته الموجه إلى الممثلة نضال:”بصراحة لا أظن أن الجماهير الأخرى تعرفنا بل حتى لا تكترث لنا ولا لأعمالنا وأيّ أعمال؟ وتابع قوله: “أصبحنا ننافس قلب اللوز والزلابية في شهر رمضان الكريم”.

وتساءل قبل أن يجيب: “بم نقابل أو ننافس؟ ببضعة مسلسلات وسكاتشات تعرض خلال شهر واحد من أصل 12 شهرا؟..

ونجاح بعض الأعمال لا يدل أبدا على أن الأمور في تحسن..بل الغريب في الأمر أن معظم الممثلين الذين كانت لهم أعمال خلال شهر رمضان لم يحصلوا على مستحقاتهم، بل حتى الربع، وأكاد أجزم بأنهم لن يروا الباقي أبدا” وفق المتحدث.

وأشار المتحدث إلى أنّ الممثل عريوات قال له يوما: “ليس المرض من يقتل الفنان في الجزائر..بل هو الزعاف والحقرة والغبينة..والمسؤولون “التافهون” والمنتجون “السراقون” والقنوات “غير المحترفة”…

ولفت إلى أنّه يرمى بالممثل في الواجهة ليقابل الناس ثم يسبونه إذا فشل ويمجدونه إذا نجح، وفي كلتا الحالتين. “والله ما يشوف دراهمو” بحسب تعبيره. كما أكدّ “أنّهم جعلوا الممثل الحلقة الأضعف وهو الذي لم يطلب الكثير بل يريد فقط أن يشتغل في ظروف محترمة وفي أعمال ذات مستوى وأن يأخذ نقوده كما يأخذها الآخرون”. ويقصد بها من وصفهمبـ( كل المشاركين في هذه المهازل).

حدرباش: تصنيف الفنانين غائب والسلطة ترى الفن خطرا

المغني إبراهيم حردباش يرى أولا أنّ غياب تصنيف في الوسط الفني غائب، فضلا عن انعدام أرضية لتأسيس نقابة.

وقال حدرباش لـ”الشروق” إنّ “غياب التصنيف بمعنى من هو فنان الدرجة الأولى والثانية؟ أو من هو الفنان؟”.

وأضاف المتحدث: “لا يزال الفنانون الجزائريون لا يقبلون بعضهم البعض، فالنخبة منهم لا تقبل أصواتا لها جماهير وصدى إعلامي وتعتبرهم فناني الشعبوية”.

وأشار المتحدث إلى غياب أرضية تستقبل الفن بصفة عامة، كما أنّ الشعب بمختلف فئاته لا يعطي للفن قيمة كبيرة.

ووفق حديث حدرباش هناك استصغار للفن وأهله من طرف الشعب والسلطة معا.

ورجح المتحدث إمكانية تأسيس نقابة لكن دون فعالية، بل قال يمكن أن تكون شكلية باعتبار أنّ الأرضية الحقيقية غير موجودة أصلا.

وبالنسبة لعلاقة الفن بالسياسة، أكدّ المتحدث أنّ “الساسة عملوا ويعملون على تتفيه المشهد الثقافي والفني”.

وبحسب تعبيره، “كلما يكون الفاعلون في المشهد الثقافي بوعي كبير وواسع، تشعر السلطة والساسة بالخطر.
وأكدّ المتحدث أنّ “الساسة أو السلطة تدرك جيدا أنّ الفن والثقافة يمكنهما تغيير المواقف وإحداث التغيير لذلك يعون جيدا خطورتهما.

وشدد بقوله إنّ “الفن يمكن أن ينجز ما تعجز عنه السياسة لكن تبقى الأرضية مغيّبة وغير موجودة من أجل تأسيس نقابة تدافع عن الفنانين والقطاع ككل”.

ويعتقد حدرباش أنّ الدولة في النهاية تتعامل مع أي ظاهرة فنية ناجحة كواقع، حيث تحاول احتواءها وتعمل على أن تجعلها تصب في مسعاها السياسي، غير أنّ الفن يجب أن يكون معبرا عن الواقع وعن حرية الفرد والشعوب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • BOUMEDIENNE

    هذا القطاع، حاله حال كل القطاعات الاستراتيجية، كالتربية والصحة،...
    الوطنيون من الفنانين والفنانات، الحقيقيون، همشوا، الئ درجة انهم فقدوا كرامتهم، وادخلوا غياهيب الفقر والحرمان والبؤس، ليتخلواعن رسالتهم الحضارية وخدمة بلادهم وشعبهم، واعطيت كل الفرص اللذين يفسدون ولا رسالة لهم، حتئ الذين يشتغلون في السنما، مستهم موجة الدمار هذه، لتعطئ الفرصة لمخرجين،ومنهم من يقول عن العربي بن مهيدي رحمه الله انه لم يتعذب كثيرا، ولهذا نحن انجزنا فلمه، في غرف، فماذا تنتظرون من مثل هؤلاء، لاجل انجاز مهمات وطنية تكون في خدمة البلاد والعباد ؟؟؟

  • seddik

    saksiyo al hajja azahwania kach ma talgalkem hall