-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما كانت حكرا في السابق على الرجال

حمى كأس أمم إفريقيا تصيب النساء والأطفال وتثير حالة طوارئ في البيوت

زهيرة مجراب
  • 1936
  • 1
حمى كأس أمم إفريقيا تصيب النساء والأطفال وتثير حالة طوارئ في البيوت
ح.م

لم تعد متابعة مباريات كرة القدم حكرا على العنصر الرجالي فقط، بل بات ينازعهم على مشاهدتها النساء والأطفال لتتعالى فرحاتهم وهتافاتهم مع كل هدف يسجل ويصرخون ويبكون عند تضييع الفرصة، ويرتفع التوتر ليصل أعلى مستوياته عندما يتعلق الأمر بالفريق الوطني، فتكون نساء الجزائر وأطفالها في مقدمة الصفوف دوما.

يحفظون جدول المباريات ومواعيد انطلاقها عن ظهر قلب، ويعرفون كل ما يخص الفرق الإفريقية من مدربين ونجوم ينشطون في النوادي الأوروبية، ومع أنهن في السابق كن لا يتحمسن لمشاهدة الكرة بل ويتضايقن من اهتمام الرجال بها بل ويرينها في الكثير من الأحيان رياضة خاصة بالجنس الخشن فقط لا غير، لكنهن اليوم بتن مهووسات أكثر منهم، فخلال مباريات كأس أمم إفريقيا المقامة في مصر أبدت السيدات ولعا كبيرا بالكرة الإفريقية، بعدما كانت تستهويهن الأوروبية وصرن يتابعن جميع مبارياتها ويحفظن أسماء اللاعبين والمدربين وكأن الكرة تسري في دمائهن.

وجبات عشاء تطبخ على وقع المباريات

أصبح الطبخ على صوت المعلقين الرياضيين تقليدا منتشرا في معظم البيوت منذ انطلاقة “كان” مصر، خصوصا أن توقيت المباريات في الغالب يتزامن مع موعد تحضير وجبة العشاء، فتكون ربات البيوت منشغلات، لذا اهتدين إلى فكرة متابعة المقابلة بسماعها عبر صوت التلفزيون أو باستخدام الهاتف النقال، وهذا حتى لا يؤدين أعمالهن المنزلية ولا يفوتن مقابلات هامة وحساسة.. وإن كان هذا هو الوضع بالنسبة إلى بعض السيدات، فهناك أخريات يخشين بشكل كبير مشاهدة مباريات الفريق الوطني، لذا يتقصدن في هذا الموعد بالذات البحث عن أعمال منزلية يؤدينها ليخففن من قلقهن ويتجاوزن التوتر. وتقول إحدى السيدات بأنها تابعت مباريات جميع الفرق الإفريقية، لكن في كل مرة يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني تخاف مشاهدتهم لما أصابها في مباراة أم درمان، حيث فقدت الوعي بعدما دخلت في نوبة هستيرية من الصراخ، ومنذ ذلك اليوم تكتفي بسماع النتيجة فقط.

دعوات وتجمعات نسوية لمشاهدة المقابلات في مجموعات

بعدما كان التجمع في واحد من البيوت لمشاهدة أطوار المباراة من التقاليد الرجالية الشائعة التي تثير تذمر الزوجات، أصبحت النساء أيضا يسرن على خطاهم فيتجمعن في منزل للمشاهدة والتشجيع ويحضرن بذلك حلويات تقليدية وشايا ومكسرات، حيث نشرت إحدى السيدات مقطع فيديو ليومياتها استعدادا لمباراة الجزائر مع نيجيريا، حيث ظهرت وهي تقوم بتحضير بعض الحلويات وتعمل على تنظيف غرفة الاستقبال “الصالون”، حيث ستجلس برفقة صديقاتها وجاراتها لمشاهدة المباراة، مؤكدة أنهن في كل مقابلة للفريق الوطني يتنقلن إلى مسكن واحدة، فيتابعن عندها المقابلة لتكون النهاية بخروجهن جميعا للاحتفال في حال الفوز، معتبرة المتابعة النسوية الجماعية مميزة جدا وتختلف عن تجمعات الرجال، فمع أنهن يهتفن ويصرخن أيضا لكن يظل مميزا وتسوده تعليقاتهن الساخرة وانشغالهن بالتفاصيل.

بينما تفضل فئة أخرى من النساء التوجه في شكل مجموعات إلى الساحات العمومية مثل ساحة أول ماي، حيث تنصب شاشات عملاقة لمشاهدة المباريات في أجواء حماسية، أو حتى يقصدن ملاعب الأحياء التي تنصب فيها شاشات مماثلة للمشاهدة وتعرف إقبال الجنسين نساء ورجالا ومسنين بل وحتى الأطفال أيضا.

نساء بالقميص الرياضي للفريق الوطني

استقطب القميص الرياضي للفريق الوطني العنصر النسوي، حيث نافسن الرجال في اقتنائه باللونين الأبيض والأخضر، وتداولن صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” و “أنستغرام” وهن يلبسنه، بعدما سرن على خطى العديد من الممثلات والفنانات اللواتي اخترن قميص رفقاء محرز ليزين إطلالتهن وكذا ليشجعن الفريق الوطني، وبررت الفتيات خروجهن للعمل والتسوق بقميص المنتخب بأن الوطنية لا تعرف امرأة ولا رجلا وبأن الجزائر تحررت من الاستعمار بفعل إرادة ومجهودات وسواعد نسائها ورجالها.

أطفال يقضون العطلة الصيفية على وقع مباريات “الكان”

وليست النساء وحدهن اللواتي أصبن بحمى كرة القدم بل حتى الأطفال أيضا، فلا ثوب يلبسونه سوى البدلة الرياضية للفريق الوطني، ولا لعبة لهم في العطلة الصيفية سوى الكرة، حيث يتجمعون كل مساء في الأحياء ليلعبوا مقابلات، بعدما يصف كل واحد منهم نفسه بلاعب في المنتخب الوطني.. والغريب أنهم يرفضون اللعب في منتخبات أخرى، مثلما هي حال بعض أطفال حسين داي، الذين يفضلون أن تكون مباراتهم بين المنتخب الوطني الأول وبين لا عبي دكة الاحتياط. وأصبح الأطفال أيضا يخرجون تلفزيونات إلى الحي، حتى يشكلوا تجمعا صغيرا يتابعون فيه المباراة بمفردهم ويتفاعلون مع مجرياتها بعيدا عن غضب الكبار وقلقهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عمر

    بينت انحلال الاسره الجزائريه فوضي عارمه وليست فرحه كما يظن