-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حينما يحتفي الماسونيون ببن غبريط؟!

حسين لقرع
  • 3797
  • 16
حينما يحتفي الماسونيون ببن غبريط؟!

يكفي أن يوجّه نادي “الروتاري” بالجزائر “تحية شكر وتقدير” إلى وزيرة التربية نورية بن غبريط رمعون، على قرارها منعَ الصلاة في المؤسسات التربوية، حتى يتأكّد القاصي والداني أن الوزيرة على خطأ؛ فالمعروف أن هذا النادي الذي يختفي وراء غطاء “المساعدات الإنسانية” ينتمي إلى الحركة الماسونية العالمية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالصهيونية، وقد جهر بتعاطفه مع دولة الاحتلال حينما نشر رسالة رثاء لرئيسها الهالك شمعون بيريز في أواخر سبتمبر 2016، ولذلك لا ننتظر منه الاحتجاج على قرار الوزيرة أو الدفاع عن حق التلاميذ والأساتذة الجزائريين في أداء صلواتهم في مؤسساتهم، ولكننا نستغرب كيف تمنح له السلطات الاعتماد وتسمح له بالنشاط إلى حدّ الساعة، بدل أن يُغلق ويُطرد شرّ طردة من بلد الشهداء والمجاهدين؛ البلد المناوئ للصهيونية والمناصِر للقضية الفلسطينية ظالمة أو مظلومة؟!
كان يمكن أن لا تتطور مسألة الصلاة في المؤسسات التربوية وتتحوّل إلى “قضيّة” لو أحسنت حفيدة قدور بن غبريط التعاملَ مع حادثة الفتاة التي صلّت بفناء المدرسة الجزائرية الدولية بباريس، وأمرت المديرة بإعادة الطالبة إلى الدراسة؛ فهي لم تفعل شيئا تستحق عليه الطرد، لم تهرّب مخدراتٍ إلى الأقسام، أو تتناول الخمر، أو ترتكب فاحشة أمام الجميع، بل قامت فقط بأداء الصلاة في وقت فراغها، فهل هذه جريمة حتى تُطرد بسببها؟ وعوض أن تبادر الوزرة إلى تصحيح خطإ المديرة، شدّت على يدها وقالت إن مثل هذه “الممارسات” مكانها البيت وليس المدرسة؟! ما الذي يمنع طالبا أو أستاذا أو مراقبا من أداء الصلاة في ساحة مؤسَّسته التربوية أو في قاعة صغيرة فارغة، كما هو الحال في الكثير من المؤسسات العمومية والخاصة، عندما يحين وقتُها ويكون لديه متسعٌ من الوقت؟ أليس هذا ما هو معمولٌ به منذ الاستقلال إلى الآن؟
تُرى، هل يندرج ذلك في “الإصلاحات” المزعومة التي شرعت فيها الوزيرة منذ سنوات؟ إلى حدّ الساعة لم تقترح سوى التدريس باللهجات العامّية في السنوات الثلاث الأولى للتعليم الابتدائي، و”إصلاح البكالوريا” من خلال فرْنسة المواد العلمية للتعليم الثانوي، وكذا تقليص أيام هذا الامتحان لاستبعاد مواد الهوية، والاستعانة بالخبراء الفرنسيين في عملية “إصلاح التعليم” بالجزائر، ولم نرَ منها سوى الإصرار على منح الاحتكار للفرنسية كلغةٍ أجنبية أولى في التعليم على حساب اللغة العالمية الأولى، وكذا إلغاء البسملة من الكتب الدراسية، ومنع النقاب في المدارس، وصولاً إلى رفض إقامة الصلاة فيها، والقائمة لا تزال مفتوحة.. أهذه هي “الإصلاحات” المزعومة؟
قلناها مرارا ونعيدها: هذه الوزيرة مكلفة بمَهمَّة تغريب المدرسة الجزائرية باسم “إصلاحها”، ولن يثنيها شيء عن تحقيق هذه المَهمّة ما دامت تحظى بثقة من عيّنوها لتنفيذها خطوة خطوة، ولذلك لن ننخدع بتصريحها الأخير في البرلمان بأنّ “الاستعمار لم يستطع طيلة 132 سنة القضاءَ على الثوابت الوطنية، وهي بالنسبة إلينا خط أحمر”، فأفعال الوزيرة منذ سنوات معاكِسة لهذه الأقوال المعسولة التي ترمي فقط إلى امتصاص الغضب الواسع للجزائريين على تصريحاتها.. هذه هي نتيجة إسناد أمرِ التعليم إلى غير أهله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • Pauvre Algerie

    تريدون مجتمع غير منضبظ (إسلاموي) يتجه نحو الهاوية dommage !

  • فؤاد

    شخصيا لست ضد الصلاة في أي مكان ما دام ذلك لا يخل بالنظام.

  • علي

    شكرا أستاذنا الكريم لنصرتك الدائمة لقضايا الأمة أدامك الله ذخرا لها.

  • simberk

    لماذا تعد الشعوب مسؤولة عن حجم الاستبداد الذي يقهرها؟ هل الشعوب مسؤولة عن اختياراتها وواقعها الحالي؟

  • محمد

    حين تقولون شيئا وحتى تكون لكم المصداقية اذكروا لنا المرجع لما تزعمون أن هذا النادي وجه "الشكر والتقدير للوزيرة "على منعها الصلاة في المدرسة. ثم اذكروا لنا المرجع حين تقولون أن الناي المذكور وجه تعزية الى شيمون بيريس ، علما أن هذا النادي لا يهتم بالسياسة وهذا من مبادئه. ثم لماذا الخلط بين الماسونية وهذا النادي وهما هيئتان مختلفتان، وكذلك الخلط بين الماسونية والصهيونية، والكل يعرف أن الماسونية لا تتعاطى السياسة . ما ذا لم تخترعوا بعد ضد هذه الوزيرة : قلتم يهودية ، وعميلة لفرنسا واليوم ماسونية ، كونوا موضوعيين وناقشوا آراءها و توجهاتها الاصلاحية بعلمية وموضوعية بدل الافتراء وتشويه الحقيقة

  • عبد الله المهاجر

    بسم الله
    - استأسدت الثعالب لما خبت رؤوس الضراغم وزمجرت القرود ترمي ديننا بسهام الغدر ( وعيون الجزائر ) نامت

  • امين الوهراني

    المشكل ليس في الصلاة لكن في استغلالها لاشراك التلاميذ في مشروع اديولوجي سياسي والسيدة بن غبريط مشكورة لاعتراضها على هذا المسعى هدفه انتاج اجيال اخرى من المناضلين الاسلامويين. فمن له النية الخالصة في الصلاة لله لا يسعي ان يتفرج عليه الناس.لماذا هذه الحاجة المرضية في الصلاة علنا في كل اماكن.ففى زمن غير بعيد لما الامان كان الدافع الوحيد كانت الصلاة في المنزل او المسجد و بكل هدوء.لكن تغير الزمن فنحن نعيش زمان الاسلام المضاهر الاسلام الذي لم يبقى منه الا الاسم. نلاحض بان من كثرة استغلال الدين لاغراض سياسية ا صبحى اداة للفتنة و الكرهية.فبنغبريط عارضت و هي محقة ممارسات دعاة الاسلام السياسى.

  • الجزائري العربي

    مقال في الصميم وتحيا الجزائر حية بهويتها العربية الاسلامية

  • محمد بن عبد الله

    إن الله خلقنا لنعبدوه الصلاة فرضت من السماء و ليس من الأرض لكي تقول لا أو نعم و الوطن هو الصنم الأكبر و السياسيون هم الكهنة و العلم كله في الدين . بدلا ما تعلمون أولادنا كيف يصلون تحاربونها لمادا لأنها الحقيقية نسأل الله الهداية و سيأتي يوم يبكي فيه كل تارك لصلاته

  • Ezzine

    اليهود هم اليهود ولو يتغنون بألسنتهم صبح مساء بثوابت البلد الذي ينتسبون إليه. لو تتخل الأفاعي والحيات على سمومها لن يتخل اليهود على عدائهم للإسلام.

  • عبد النور

    قبل سنوات كانت "خليدة تومي (أو مسعودي) " على إحدى القنوات الفرنسية قبل أن تعين في أي منصب ، تسب الإسلام وتحتقر الصلاة والحجاب وماإلى ذلك.. ولم يمض الكثير من الوقت حتى كانت في الوزارة.
    تواجد الروتاري والليونز ليس صدفة، ولا تصريح بن غبربط هذا كذلك صدفة ...هؤلاء يتوددون للماسونية العالمية من أجل بقاءهم في المناصب، بما أننا على مقربة من الإنتخابات...وقد شهدنا أيضا من قبل قضية مفتعلة حول الإلحاد وماإلى ذلك..فكل لبيب بالإشارة يفهم.. وأنا من جهتي أنادي الصحفيين الإستقصائيين الشرفاء ، أن يقوموا بتحقيق موسع حول الماسونية والمنتسبين إليها في الجزائر ومدى تغلغلها ويفضحو أسرارها. فهنالك يكمن الداء.

  • ابن الشهيد

    ابناءنا بحاجة للعلم وليس للطائيفية الدينية أو الأديولوجية والتغريبية ،علموا ابناءنا كيف التعامل مع الجميع

  • كسيلة

    أن الذين يتهجمون على الوزيرة هم حاقدون على التغير والتجديد فقط ،وأي شخص كان في هذا المنصب يحمل أفكار التجديد الهادفة لبناء شخصية جزائرية متفتحة بفكر جزائري، كان سيواجه نفس الاتهامات و نفس الحملة لتشويه صورته ، فلتعلموا أنكم لا تملكون أي دليل منطقي يدعم موقفهم المعارض، أن سبب تهجمكم المتعصب هو أن الجيل الثاني قد اعتنى بكل ما هو جزائري ،عكس المنهج القديم "المشرقي" الذي جعل الجزائري اليوم يفكر بفكر دولة أخرى،أن الحل هو تربية جيل متفتح على كل اللغات العالمية ومشبع بكل مقومات الشخصية الجزائرية دون إقصاء، وأنه من الضروري أن نعلم أبناءنا أن هناك اختلاف بين الدين والوطن.

  • عبدالعالي

    الوزيرة على حق خاصة عندما تهاجم من قبل الجهلة من لا يتقنون غير القيل والقال والعكيس والإنتقاد من اجل الإنتقاد.

  • شاوي

    فرنسا 132 سنة لم تسطع تغيير الثوابت
    العرب 12 قرن لم يستطعو تغيير الثوابت
    لـــكن بعد الإستقلال حصل شيء رهيب بين العرب والصهايهة لسلخ كل المنطقة الأمازيغية من ثوابتها
    لاداعي لذكــرأحداث الثمانيات والتسعينات من طرف العرب وأحفادهم
    الملاحظ المتابع للشؤون الأمازيغية أنه بعد بداية ــالربيع العربي ــ وتطبيعهم العلني مع الصهيونية أصبح عرب الدول الأمازيغية يهددون مستقبلنا بالمكشوف

  • محمد 23

    يقول مثل صيني(لتحرك جبل يجب ان تبدا بصخرة) و لتميع جيل و من وراءه امة يجب ان تبدا من الصغر لانه كالنقش على الحجر...
    السؤال المطروح هو هل المربيين و المعلمين و الاساتذة اللذين نراهم في الشوارع لاجل الدراهم سنسمع لهم همسا لاجل ابناء الامة؟؟؟ لا اعتقد و الله اعلم.