-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حَلَب: منارة التراث العلمي العربي

حَلَب: منارة التراث العلمي العربي
ح.م

من يذكر الآن سوريا ومدنها لا يذكر سوى ويلات الحرب وأبشع صور الدمار وتشريد الأهالي. كان هذا البلد إلى عهد قريب قِبلة للسياح وللمثقفين ولطالبي العلم. ذلك أن سوريا تمكنت من الحفاظ، في أحلك الظروف، على تراث لم تستطع بلدان أخرى، رغم كل ما لديها من إمكانيات، حمايته والحيلولة دون اندثاره. ولعل أسطع دليل على ذلك ما يقدمه معهد التراث العلمي العربي.

 معهد التراث العلمي العربي

لقد تم إنشاء معهد التراث العلمي العربي الملحق بجامعة حلب يوم 4 نوفمبر 1976 بقرار من رئيس الجمهورية. ويأوي المعهد مبنى جميلا بأربعة طوابق تُطل على الجامعة، وهو يكاد يكون المعهد الوحيد المتخصص في تاريخ العلوم في الوطن العربي. تُعنى هذه المؤسسة بدراسة كل ما يتعلق بالحضارة العربية الإسلامية في مجالات العلوم الطبية والصيدلانية والأساسية (الرياضيات والفيزياء والكيمياء).

ويسعى المعهد من خلال ذلك إلى إعادة كتابة تاريخ العلوم العربية بطريقة أكاديمية حديثة تبرز للعالم إسهام الدراسات العلمية العربية الإسلامية ودورها الريادي في بناء الحضارة الإنسانية. وفي نفس الوقت، يرمي إلى ترسيخ منجزات العلماء العرب والمسلمين في أذهان جيل اليوم لتكون حافزًا قويا لطلب العلم والاستزادة منه. ولا يتأتى ذلك إلا بتوفير بيئة مناسبة للبحث والنشر، وبتكوين باحثين في هذا المجال حرص المسؤولون منذ البداية على ابتعاثهم إلى البلدان الأوربية مثل فرنسا وألمانيا.

ولذلك جاءت أبرز مهام المعهد على النحو التالي:

– جمع المخطوطات العلمية العربية وتحقيقها وترجمتها ونشرها.

– تأسيس مكتبة لجمع المخطوطات العلمية العربية الموزعة في أنحاء العالم حتى تكون مرجعًا أساسيًا للباحثين.

– إصدار المجلات والدوريات المتخصصة ونشر البحوث والمؤلفات.

– عقد الدورات المتخصصة القصيرة والطويلة المدى.

– دعوة الباحثين العرب والأجانب للإسهام في مشروعات التراث العلمي العربي.

– إيفاد البعثات للقيام بالأبحاث والتحريات الميدانية.

– العمل على إقامة متحف جامعي للتراث العلمي العربي.

– عقد الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية ونشر نتائج أبحاثها.

 وماذا حقق المعهد؟

فتح المعهد الباب للطلبة عام 1980 فنال عشرات منهم شهادة “الدبلوم” الذي يُمنح بعد 4 سنوات من الدراسة. وإثر ذلك انتقل المعهد إلى منح شهادة الماجستير بدءا من عام 1985، وقد فاق عدد الحاصلين على هذه الشهادة مائة طالب. وبلغ الآن عدد الحاصلين على الدكتوراه في تاريخ العلوم الأساسية والطبية والصيدلانية وعلم الآثار 35 طالبا. ومن المعلوم أن منهم من أحرز على جوائز عربية ودولية توّجت أبحاثهم الراقية في التراث العلمي العربي.

وقد استطاع المعهد منذ نشأته استقطاب عديد الباحثين من مختلف البلدان الغربية، ناهيك عن الدول العربية… بل يمكننا القول إن معظم كبار الباحثين في حقل التراث العلمي العربي قد زاروا هذا المعهد زيارات علمية وأقام البعض فيه مطولا.

ومن هؤلاء الباحثين من أتى من الولايات المتحدة وكندا (أمثال إدوارد كندي، ودافيد كينج، وجورج صليبا، وعبد الحميد صبرة، وسامي حمارنة، وجون برغرن، وصالح عمر…)، ومن بريطانيا (أمثال ريتشارد لورش، وغادة الكرمي، وألبير اسكندر، ودونالد هيل…)، ومن ألمانيا (أمثال فؤاد سزكين، وبول كونيتش، وأورسولا فايسر…) ومن إسبانيا (أمثال خوليو سامسو، وسيمون حايك، وميرسيه كوميز، وأميليا كالفو، وخوان فرنيه…) ومن فرنسا (أمثال ماري دوبارنو، وأحمد جبار، ورشدي راشد، وريجيس مورولون، وفرانسواز ميشو، وفلوريال سناغوستان…). وهؤلاء هم صفوة المختصين عبر العالم في دراسة التراث العلمي العربي الإسلامي بكل تفرعاته.

وقد استفاد طلبة وأساتذة المعهد من خبراتهم في مجال تاريخ العلوم العربية، كما استفاد الزائرون من مكتباته ونشاطاته العلمية المتنوعة.

أما في مجال النشر فقد أصدر المعهد مجموعة من الكتب في حقل تاريخ العلوم، نجد فيها 16 كتاباً باللغة العربية والإنكليزية في تاريخ العلوم الأساسية و10 كتب في تاريخ الطب والصيدلة باللغة العربية والفرنسية، وهذا بالإضافة إلى عشرات الكتب التي تتضمن وقائع المؤتمرات والندوات التي عقدها المعهد وأزيد من 10 مؤلفات في شكل موسوعات وفهارس.

وبالموازاة مع كل ذلك، يُصدر المعهد مجلة أكاديمية نصف سنوية، ثلاثية اللغات، عنوانها “مجلة تاريخ العلوم العربية” تتألف هيئتها من كبار المختصين في التراث العلمي. وللأسف، فهي متوقفة الآن بسبب الظروف القاسية التي تمرّ بها مدينة حلب بصفة خاص وبلاد الشام بصفة عامة، ورغم ذلك يبذل المسؤولون في المعهد حاليا قصارى وسعهم لاستئناف نشرها.

 وهناك أيضا مجلة سنوية عنوانها “عاديات حلب” يصدرها المعهد بالتعاون مع “جمعية العاديات” تركز على منجزات العرب والمسلمين في التطور الحضاري الذي عرفته البشرية. وهذا فضلا عن نشرية علمية إخبارية تصدر إلكترونيا باللغتين العربية والأنكليزية.

وقد أسس المعهد مكتبة متخصصة في تاريخ العلوم العربية تشمل الكتب النادرة، والمخطوطات الأصلية والمصورة، والكتب المطبوعة، والموسوعات والمعاجم والقواميس والفهارس العربية والأجنبية. وتجاوز عدد الكتب فيها 20 ألف عنوان. أما المخطوطات فناهز عددها 3 آلاف مخطوط!

وللساهرين على المعهد فكرة راسخة ترى بأن إنشاء متحف للعلوم سيكون بمثابة مخبر للطلبة والباحثين ولعامة الناس حتى يدرك الجميع تطور الآلات والأجهزة على مرّ الزمن وليقفوا على دور العرب والمسلمين في تطور العلوم. وعليه فالسعي حثيث لتوفير مقتنيات عديدة ستشكل نواة المتحف، منها: أدوات من الفولاذ، وأخرى طبية قديمة، وكرات سماوية، ونماذج للنواعير، وآلات رفع الماء والطاحونات والساعات المائية. كما تتضمن هذه المقتنيات مجموعة من الأعشاب والنباتات الطبية التي كانت تستخدم في منطقة الشام. وفي هذا السياق، استضاف المعهد خبراء في إنشاء المتاحف وإدارتها للاستفادة من خبراتهم. وتجدر الإشارة إلى أن المعهد أبرم عدة اتفاقيات مع هيئات علمية وأكاديمية عبر العالم.

فكيف لا نحيّي هذه الجهود الجبارة الساعية إلى إحياء تراثنا العلمي رغم صعوبة الظروف المحيطة بحلب؟ كيف لا ندعو أن نتخذ من معهد التراث العلمي العربي نموذجا لكل من أراد حماية تراثه الثقافي والفكري؟ كيف لا نقول شكرا وألف شكر، لحَلب وأهلها على حمايتهم لهذا التراث المشترك الذي خدم البشرية خلال قرون وقرون؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
53
  • عمر

    لا يمكن للبدو والرحل ان يؤسسوا حضاره والدليل لايوجذ اي اثر لهده الحضاره المزعومه.. ثم استاد علمي كهدا حجته المنطق يهدر عصاره فكره في البكاء عن الاطلال عوض ان يجتهد ويشارك في احياء تراثه الامازيغي الذي هو ورشه المستقبل ويتطلب جهود الجميع

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    وقد أخطأ كلَّ الخطأ من رأى أن السبيل إنما يكون بأخذ صناعات الكافرين وتعلمها وتعليمها ونشرها بين المسلمين ، لأنه لا بد من معرفة الداء قبل أن يوصف الدواء ، وداء المسلمين اليوم هو البعد عن دين الله وعن منهج السلف ، فلو أنهم التزموا دين الله على منهج السلف لكان هذا الدواء بإذن الله تعالى ، وكما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى :
    ( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها )
    و الله أعلم
    المصدر :
    كتاب ( حقيقة الحضارة الإسلامية ) للشيخ ناصر بن حمد الفهد

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    قبل قيام الساعة كما ورد في الحديث الصحيح .

    لذلك فاعلم أن ذل المسلمين اليوم ليس لجهلهم بهذه العلوم ، فإنهم كانوا في القرون المفضلة – وقت الحضارة – أجهل بها ، ولكن هذه الزلة ضربها الله عليهم لما أعرضوا عن دينه ، أن تسليط الكافرين اليوم على المسلمين إنما هو فتنة لهم وعقوبة .
    وبعد :
    فإن السبيل للرجوع إلى حضارة الإسلام الأولى إنما تكون بإتباع السلف في العناية بالأعمال الصالحة والعلوم الشرعية والقيام بالجهاد والزهد في الدنيا .
    وقد أخطأ كلَّ الخطأ من رأى أن السبيل إنما يكون بأخذ صناعات الكافرين وتعلمها وتعليمها ونشرها بين المسلمين ، لأنه لا بد من معرفة الداء قبل أن يوصف الدواء ، وداء المسلمين

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    فعزة المسلمين وقوتهم بإيمانهم ، فإنهم ينصرون به ، وما السلاح إلا وسيلة فقط ، لذلك فإن الله تعالى قال : {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) } فإنه سبحانه أمر بإعداد المستطاع فقط ، ولم يأمر المسلمين بأن يعدو من السلاح مثل ما أعده الكافرون أو أكثر من ذلك ، فلو لم يستطع المسلمون إلا على الحجارة فأعدوها مع إيمانهم الصادق لنصرهم الله ، ولعل هذا الأمر يتضح بإمداد الله سبحانه للمسلمين بالملائكة في بدر وحنين ، وكما مشى سعد بن أبي وقاص وجنده على الماء و كذلك العلاء بن الحضرمي ، ولعل هذا الأمر يتضح بصورة أكثر في مساعدة الحجر والشجر للمسلمين في قتالهم مع اليهود

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    المؤكد أنهم برعوا فيها منذ القدم ، وقد قدمت بعض الشواهد على ذلك ، وقد يرد سؤال عند هذا وهو : إذا كان الكفار أقوى من المسلمين منذ القدم عددا وعتادا وعمرانا ، فكيف كانت الدولة بالأمس للمسلمين واليوم للكافرين ؟ فجواب هذا هو :
    ( إن قوة المسلمين بإيمانهم لا بدنياهم )
    وهذا ظاهر ولو ذهبت أستقصي الآيات والأحاديث و الآثار التي تثبت هذا الأصل لطال المقام ، لذلك تجد أن الإيمان إذا ثبت وتأصّل في النفوس فإن الله سبحانه ينصر عباده كما فعل في معارك الرسول و إمداده لهم بالملائكة في بدرٍ وحنين ، لذلك كان عمر يقول :
    ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    - أما الناحية العمرانية فنكتفي بمثالين :
    الأول : فإن هارون الرشيد حاول هدم ( أيوان كسرى ) فلم يستطع والهدم أيسر – و لا مقارنة – من البناء الثاني : أن المأمون بعده أيضاً حاول هدم الأهرامات فلم يستطع كذلك ، وما ذلك إلا لقوة هذين الصرحين وقدرة من بناهما .
    كذلك الصحابة قد استفادوا من الفرس من الناحية التنظيمية الدواوين وكالكتابة ونحوها ، فإن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أميين في الجملة و لم يكن ذلك نقصا في حقهم بل كان إلى الكمال أقرب ، كما أن كمال النبي في أميته .
    فالحاصل :
    إن قوة الكافرين اليوم وتمكنهم من هذه العلوم ليست غريبة عنهم ، بل إن تمكنهم فيها منذ القدم وإن حصل تطور عن ذلك

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    دائما ،والذي يقرأ ويدرس أمهات معارك المسلمين يعلم جيداً أن الفرق بين القوتين يكون دائماً كبيراً وفي صالح الكفار ، لذلك كان عمر رضي الله عنه يوصي جيوشه فيقول :
    ( إنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة ، لأن عددنا ليس كعددهم ، ولا عدتنا كعدتهم ، فإذا استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة ، وإلا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا ) .
    فمما يدل على أن قوة الكافرين كانت دائماً أكبر من قوة المسلمين ( مادياً ) أمور كثيرة منها :
    -لو درست معركتي ( القادسية ) و ( اليرموك )التي بها قضى الصحابة رعلى قوتي فارس والروم لتبين لك أن أعداد الكفار وعتادهم أضعاف أضعاف

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    كآثار الفراعنة في مصر ، وآثار البابليين ، و كما نرى اليوم من زخارفهم وعلومهم .وقد قال تعالى كتابه :
    (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون)
    (ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون)
    ( وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين)
    أما الأصل الثاني فهو : ( إن الكفار كانوا منذ القدم – ولا زالوا – أكثر من المسلمين عدداً وعُدداً وعمراناً ) .
    وهذا ظاهر جداً بالتتبع والاستقراء ، حتى بعد نتشار الإسلام ومن شك في ذلك فليقرأ التاريخ ، وقد ذكر شيخ الإسلام وغيره إن الكفار كانوا في قتالهم مع المسلمين أكثر عدداً وعدة دائماً ،

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    أما الشبهات الثلاث الأخيرة فأذكر فيما يلي أصولا ثلاثة في الجواب عليها :
    أما الأصل الأول فهو : ( إن الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن )
    فالكافر غايته الدنيا وهي منتهى أربه فهو يعمل فيها عمل مقيم أبداً ، أما المؤمن فهو كعابر سبيل لا بد من ارتحاله اليوم أو غداً ، كالذي في السجن ينتظر الفرج . لهذا السبب كان السلف مع إقبال الدنيا عليهم كان أقصى مرادهم من الدنيا هو العمل الصالح والتزود بالعلم النافع ، وأما الدنيا فليست أهلا لعمرانها فوق الحاجة .أما الكفار فإنهم سعوا منذ القدم في تحصيل الدنيا وعمرانها لأنها جنتهم ومقصودهم فبرعوا في ذلك ، وهذه آثارهم شاهدة على ما أقول مع قدم الزمن كآثار الفراعنة

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    فإن كان في ملاحدة المسلمين ( المعلم الثاني ) الفارابي ، ففيهم ( المعلم الأول ) أرسطو ، وإن كان في ملاحدة المسلمين ( الأب الثاني ) للطب ، ابن سينا ، ففيهم ( الأب الأول ) أبقراط ، وإن كان في ملاحدة المسلمين ( بطليموس الثاني ) ابن الهيثم ، ففيهم ( بطليموس الأول ) ، وهكذا ، وكان الفضل للمتقدم .
    ثم إن قلتم إن المسلمين طوروا هذه العلوم ،فإن ما طوره الكفار اليوم ووصلوا إليه من الصناعات المذهلة التي طيّروا بها الحديد ، وكلموا الجماد ، وبنو الشاهقات وأخرجوا عجائب المخترعات ، ليفوق أضعاف أضعاف أضعاف ما طوره أولئك ، فإن قلتم : بأن هذه العلوم إنما تدور مع الحق حيثما دار ، فقد صححتم عقائد الكافرين

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    فإن دخل الكفار بهذه الدعوة إلى الإسلام فلله الحمد ، وإ لم يدخلوا فيه وأصروا على باطلهم ورموا الإسلام وشتموه ، فلا ضرر عليه من كلامهم
    والوجه الثاني :
    أن يعلم – أصحاب هذه الشبهة – أن المسلمين إنما فتحوا الدنيا و ملكوها بعدل عمر وفقه معاذ وحديث أبي هريرة وزهد أبي ذر وشجاعة خالد ، و لم يفتحوها بإشارات ابن سينا ولا بحادي الرازي ولا ببصريات ابن الهيثم ولا بموسيقى الفارابي ، بل ما بدأت عزة المسلمين تذهب إلا بعد انتشار هؤلاء وأمثالهم كما سبق بيانه .
    والوجه الثالث :
    أن هذه الشبهة منقوضة طردا وعكسا :
    أما طردا : فإن أصحاب هذه العلوم من ملاحدة المسلمين إنما استفادوها من اليونانيين

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    الشبهة الثانية :
    إننا إذا ذكرنا براعة هؤلاء العلماء إنما نؤكد للعالم اليوم إن الإسلام هو دين العلم والحضارة وإذا تركنا ذكرهم من أجل عقائدهم نقص جانب كبير ومهم من الحضارة الإٍسلامية .
    أما الشبهة الثانية فجوابها من وجوه أيضاً :
    فالوجه الأول :
    إن دعوة الكفار إلى الإسلام لا تكون بتكلف المحالات وتزييف الحقائق ،فننسب إلى الإسلام ما هو منه براء لنرغب الكفار فيه ، وإلا فلا فرق بين من يفعل ذلك وبين من يضع الأحاديث في الزهد والرقائق ليرغب الناس في الصالحات ، ويقول : أنا أكذب للرسول ولا أكذب عليه .
    وإنما تكون دعوتهم كما كانت دعوة الرسول للكفار زمانه ببيان التوحيد وذم الشرك ونحوه مما ورد عنه وثبت

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    الوجه الثالث :
    لو سلمنا بأن البيئة إسلامية صحيحة وعلمية سليمة ، فكيف يبرع العالم في أتفه الأمور وأخسها ، وينحرف في أعظم الأمور وأهمها على الإطلاق وهو أمر دينه ؟!
    والوجه الرابع :
    إن كون البيئة إسلامية علمية صحيحة لا يسوّغ المفاخرة بهؤلاء الملاحدة ، وإن ساغ ذلك عند أحد فليسع عنده أيضاً المفاخرة بيهود ذلك اوقت و نصاراه و مجوسه الذين في الدولة الإسلامية ، والذين برعوا في نفس العلوم وهم كثير لأنهم في نفس البيئة الإسلامية العلمية الصحيحة !!
    وعندها يختلط الخاثر بالزُّباد ، والرغوة بالصريح ، ولا يكون للدين معنى ، ولا للإسلام قيمة .

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    فلو سلمنا بـ ( إسلامية ) هذه العلوم فإننا لا نسلم وجود البيئة الإسلامية الصحيحية التي هيأت ( المناخ المناسب ) بل إن الواقع يشهد بخلاف ما ذكر ، فإنه كما أن الحشرات لا تكثر إلا في مواضع الرمل والقمامات ، فإن هؤلاء العلماء لا يكثرون إلا في دويلات البدع والضلالات ، وإليك بعض الأمثلة التي تؤيد ما ذكرت :
    فالخوارزمي وآل شاكر ظهروا في دولة المأمون المعتزلي ، وابن سينا وابن الهيثم ظهرا في دولة العبيديين الزنادقة ، والفارابي ظهر في دولة الحمدانيين الرافضية ، ومسكويه في دولة البوبهيين الرافضية ، وابن رشد في أول دولة الموحدين الأشعرية المهديّة ، وهكذا .

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    الفصل الرابع : الشبهات التي قد ترد حول هذا الموضوع وردها
    قد ترد بعض الشبهات حول هذا الموضوع و ربما يكون من أهم هذه الشبهات ما يأتي :
    الشبهة الأولى :
    أن هؤلاء العلماء وإن كانوا ملاحدة إنا برعوا في علومهم لأن بيئتهم بيئة إسلامية علمية صحيحة هيّأت لهم المناخ المناسب للتفوق العلمي ، فلنا علومهم وعليهم إلحادهم .
    جواب الشبهة الأولى :
    فأما الشبهة الأولى فجوابها من وجوه : فالوجه الأول :
    إن هذه العلوم أصلاً – بصرف النظر عن علمائها – لا تمت إلى الإسلام بصلة فتسقط هذه الشبهة جملة وتفصيلاً .
    والوجه الثاني :
    إننا لو سلمنا بـ ( إسلامية ) هذه العلوم ، فإننا لا نسلم بوجود البيئة الإسلامية ا

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    ·ابن طفيل :
    من ملاحدة الفلاسفة والصوفية .
    ·ابن رشد :
    فيلسوف ، ضال ، ملحد و قد انتصر للفلاسفة الملاحدة في ( تهافت التهافت )
    ·ابن جبير :
    و يظر من رحلته تلك تقديسه للقبور والمشاهد الشركية ، وتعظيمه للصخور والأحجار ، واعتقاده بالبدع والخرافات وغيرها كثير .
    ·الطوسي :
    نصير الكفر والشرك و الإلحاد ، فيلسوف ملحد ضال مضل
    ·ابن بطوطة :
    صوفي قبوري خرافي كذاب
    ·الرازي :
    من كبار الزنادقة الملاحدة
    ·البثّاني :
    كان صابئاً ، قال الذهبي : ( فكأنه أسلم ) ، فيلسوفاً ، منجّماً .
    ·اليعقوبي :
    رافضي ، معتزلي ، تفوح رائحة الرفض والاعتزال من تاريخه المشهور ، ولذلك طبعته الرافضة بـ ( النجف )

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    ·الفارابي :
    من أكبر الفلاسفة و أشدهم إلحادا وإعراضا ، كان يفضّل الفيلسوف على النبي ، ويقول بقدم العالم ، ويكذّب الأنبياء ، وله في ذلك مقالات في انكار البعث والسمعيات ، وكان ابن سينا على إلحاده خير منه ، نسأل الله السلامة والعافية .
    ·ابن سينا :
    إمام الملاحدة فلسفي النحلة ضال مضل ، من القرامطة الباطنية ، كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم بالآخر .
    ·ابن الهيثم :
    من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام ، من أقران ابن سينا علماوسفا و إلحادا وضلالا
    ·الأدريسي :
    كان خادماً لملك النصارى بعد أن أخرجوا المسلمين منها ، وكفى لؤما وضلالا ، وفي الحديث ( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين)

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    سيء المخبر ، رديء الاعتقاد ، تنسب إليه البدع والضلالات ، وربما جاز به بعضهم إلى الانحلال ، حتى قيل : ( يا ويح من كفّره الجاحط ) ، حكى الخطيب بسنده أنه كان لا يصلي ، ورمي بالزندقة ، وقال بعض المعلماء عنه : كان كذاباً على الله و رسوله وعلى الناس.
    ·الكندي :
    فيلسوف من أوائل الفلاسفة الإسلاميين ، منجّم ضال ، متهم في دينه كإخوانه الفلاسفة ، بلغ من ضلاله أنه حاول معارضة القرآن بكلامه .
    ·عباس بن فرناس :
    فيلسوف ، موسيقي ، مغنٍ ، منجّم ، نسب إليه السحر والكيمياء ، وكثر عليه الطعن في دينه ، واتهم في عقيدته
    ·ثابت بن قرة :
    صابئ كافر فيلسوف ملحد منجّم
    ·الرازي : من كبار الزنادقة الملاحدة

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    ثانياً : و لو أثبتنا وجوده فإنما نثبت ساحرا من كبار السحرة في هذه الملة ، اشتغل بالكيمياء والسيمياء والسحر والطلسمات ،وهو أول من نقل كتب السحر والطلسمات
    الخوارزمي :
    هو المشهور باختراع ( الجبر والمقابلة ) وكان سبب ذلك كما قاله هو المساعدة في حل مسائل الإرث ، وقد رد عليه شيخ الإسلام ذلك العلم بأنه وإن كان صحيحاً إلا أن العلوم الشرعية مستغنية عنه وعن غيره .
    والمقصود هنا : إن الخوارزمي هذا كان من كبار المنجمين في عصر المأمون والمعتصم الواثق ، وكان بالإضافة إلى ذلك من كبار من ترجم كتب اليونان وغيرهم إلى العربية
    ·الجاحظ :
    من أئمة المعتزلة تنسب إليه فرقة الجاحظية ، كان شنيع المنظر سيء المخبر

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    الفصل الثالث : العلماء المسلمين الذين قيل : إنهم برعوا في تلك العلوم
    تمهيد :
    سوف أذكر في هذا الفصل قائمة بأشهر العلماء الذين يهيج المعاصرون بمدحهم ، والثناء على خلائقهم ، وذكر فضائلهم ، وأذكر ما قاله أئمة الإسلام فيهم وفي عقائدهم ، وقد تركت منهم أكثر مما ذكرت لأن القصد التنبيه لا الحصر ، وقد رتبتهم على حسب الوفاة . والله المستعان .
    · ابن المقفع : عبد الله بن المقفع :
    كان مجوسياً فأسلم ، وعرّب كثيراً من كتب الفلاسفة وكان يتهم بالزندقة لذلك قال المهدي :
    ( ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع )
    ·جابر ابن حيان :
    أولا: إن وجود جابر هذا مشكوك فيه

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    ولكثرة الأحاديث التي تذم البناء و رفعه كان المحدثون رحمهم الله يعقدون أبوابا عن البناء وما ورد فيه . لذلك فإن عمر لما اختط الكوفة أمرهم ببناء بيوتهم من قصب ،فلما وقع فيها الحريق استأذنوه في بنائها بالحجارة فقال : ( افعلوا ، و لا يزيدنّ أحد على ثلاثة أبيات ولا تطاولوا في البنيان والزموا السنة تلزمكم الدولة ) ،هكذا كان عهد الراشدين والسلف وهذه هي ( العمارة الإسلامية ) أما ( قصور الزهراء وغرناطة وقرطبة ودمشق الفيحاء وبغداد والقاهرة وزخرفة جوامعها ومساجدها ) فليست عمارة إسلامية بل إن من الإفتيات و الكذب على الإسلام أن ينسب إليه ما نهى عنه وزجر ، ولكنه التعلق بزهرة الحياة الدنيا .

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    فن العمارة :
    أما العمارة فليست من الإسلام في شيء ، فقد روى البخاري وغيره عن خباب: ( إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفعه إلا في شيء يجعله في هذا التراب )
    قال ابن حجر في ( فتح الباري ) :
    ( وقد ورد في ذم البناء صريحاً ما أخرج ابن أبي الدنيا من رواية عمارة بن عامر
    " إذا رفع الرجل بناءً فوق سبعة أذرع نودي : يا فاسق إلى أين ؟ "
    وفي ذم البناء مطلقاً حديث خباب قال : ( يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا التراب ) أو قال (البناء).
    روى الطبراني من حديث جابر قال : ( إذا أراد الله بعبدٍ شراً خضَّر له في اللبن والطين حتى يبني ) ومعنى ( خضّر ) حسّن وزناً و معنى الخ

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    علم الفلك :
    علم الفلك قسمان :
    الأول : هو معرفة منازل القمر والنجوم والمطالع وغيرها مما يعين في معرفة القبلة والاهتداء في البر والبحر ونحوها ، وهو ما يسمى بـ ( علم التسيير ) .
    الثاني : هو الاستدلال بالحوادث الفلكية على الحوادث الأرضية وادعاء معرفة الغيب ، وهو ما يعرف بـ ( التنجيم ) ويسمى ( علم التأثير )
    فالقسم الأول تنازع العلماء في جوازه ، فمنهم من حرمه سدا للذريعة ومنهم من كره تعلمه ، ومنهم من أجازه – وهم الجمهور – فإذا كان هذا الأمر في ( علم التسيير ) فما بالك بالتنجيم ، فإن العلماء جميعا على حرمته وإبطاله شرعاً وعقلاً ، وفي الحديث ( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر )

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    وقال :
    "إن الكيمياء لم يعملها رجل له في الأمة لسان صدقٍ ، ولا عالم متبع ، ولا شيخ يقتدى به ولا ملك عادل ، ولا وزير ناصح ، وإنما يفعلها شيخ ضال مضل ) ثم قال :
    ( وأيضاً فإن فضلاء أهل الكيمياء يضمون إليها الذي يسمى (السيمياء) و هو السحر فإنك تجد ( السيمياء ) التي هي من السحر كثيراً ما تقترن بالكيمياء ، ومعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن السحر أعظم المحرمات ، فإذا كانت تقترن به كثيراً ، ولا تقترن بأهل العلم والإيمان بل هي من أعمال أهل الكفر والفسوق والعصيان )
    قال الذهبي : ( ومن العلوم المحرمة : علم السحر والكيمياء والسيمياء والشعبذة والتنجيم والرمل وبعضها كفر صراح )

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    علم الكيمياء :
    قال شيخ الإسلام :
    ( وحقيقة الكيمياء إنما هي تشبيه المخلوق ، وهو باطل في العقل ، والله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، فهو سبحانه لم يخلق شيئاً يقدر العباد أن يصنعوا مثل ما خلق ،وأهل الكيمياء من أعظم الناس غشا ولهذا لا يظهرون للناس إذا عاملوهم إن هذا من الكيمياء ، فجماهير من يطلب الكيمياء لا يصل إلى المصنوع الذي هو مغشوش باطل طبعا ، محرم شرعا بل هم يطلبون الباطل الحرام ، ولم يكن في أهل الكيمياء أحد من الأنبياء ولا من علماء الدين ولا من مشايخ المسلمين ، ولا من الصحابة ولا من التابعيين لهم بإحسان...و الكيمياء أشد تحريماً من الربا !!!

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    وخالفوا المعقول ، وأضلوا الأمم .
    قال ابن الصلاح :( الفلسفة رأس السفه والانحلال ومادة الحيرة و الضلال ومثار الزيغ والزندقة ، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالحجج الظاهرة والبراهين الباهرة ، ومن تلبس به علماً وتعليماً قارنه الخذلان والحرقان ، واستحوذ عليه الشيطان ، وأي فنٍ أخزى منْ فنٍ يعمي صاحبه -أظلم قلبه –عن نبوة نبينا .. وليس الاشتغال بتعليمه وتعلمه مما أباحه الشارع ، ولا استباحه أحد من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ، والسلف الصالحين ، وسائر من يقتدى به من أعلام الأئمة وسادتها ، وأركان الأمة وقادتها ، قد برّأ الله الجميع من معرّة ذلك وأوناسه ، وطهرهم من أوضاره )

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    و كأني بأولئك القوم يحاولون أن يكذبوا أو على الأقل : يخفوا هذه الرواية وهذا الخبر حتى لا يسمع به الغرب والكفار خير مؤيد للإسلام بأنه دين الجهل ، وأنه غدو للعلم والعلماء ، الإسلام هو الإسلام لا يغيره تأويل جاهل ،ولا تكلّف أحمق ، وحكم الإسلام في هذه العلوم واضح جلي ذكره العلماء ، وسوف أنقل فيما يأتي بعض هذه العلوم وبعض ما قيل فيها ، والله المستعان .
    علم الفلسفة :
    هو منبع الضلالة ومنجم الباطل ، قد عشش به الشيطان وضرب فيه قباب ، حرمه جميع المحققين من العلماء ، ومَنْ تعلمه وأدمن النظر فيه لم يسلم من الإلحاد ، ودين أهل هذا العلم هو الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، أبطلوا النقول

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    ثم طلبت كتبهم ( أي الفلاسفة ) في دولة المأمون من بلاد الروم ، فعُرِّبت ودرَّسها الناس ، وظهر سبب ذلك من البدع ما ظهر . اهـ ونصوص العلماء في ذم فعل المأمون هذا كثيرة ، ولكن الذي يزيد الأمر ضغثٌ على إبّارة أن أولئك القوم يجعلون عصر المأمون هذا من أعظم العصور الإسلامية علما وفتحا على المسلمين بسبب هذه الترجمة .
    ولك أن تقارن إن أردت الحق في ذلك بما فعله الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ،فإنه لما فتحت فارس وجد المسلمون فيها كتبا كثيرة فاستشاروا عمر فيها ، فأمرهم بإحراقها وقال قولته العظيمة :
    ( إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه ، وإن يكن ضلالا فقد كفاناه الله فأحرقت كلها أو طرحت في الماء

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    الحاصل :
    إن الحضارة الإسلامية لا تقاس بعمران الدنيا و لا بعلومها ، فإن المسلمين لما اشتغلوا ببناء القصور الفارهات ، وبتعلّم الفلسفة والمنطق والطبيعيات ، و ركنوا إلى الدنيا واستهانوا بالعلوم الشرعيات ، رماهم الله بالدواهي والمصيبات ، فالفهمَ الفهمَ ، فإن الإسلام لم يأتِ لعمارة الدنيا إلا بالطاعات .
    الفصل الثاني : العلوم الدنيوية التي قيل إن المسلمين برعوا فيها
    تمهيد :
    لم تنتشرْ هذه العلوم والتي تسمى بـ ( علوم الأوائل ) عند المسلمين وتظهر بصورة كبيرة إلا في وقت المأمون الذي أمر بترجمة كتب اليونان في الفلسفة و الحكمة وغيرها ، فأدخل بفعله هذا على المسلمين شرا لا يزال أثره إلى اليوم

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    وما سواه إما أن يكون علما فلا يكون نافعا وإما أن لا يكون علما وإن سمي به ،ولئن كان علما نافعا فلا بد أن يكون في ميراث محمد ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه)
    قال ابن رجب : (العلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها ، والتقيد بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث ،في ذلك غاية لمن عقل ، وشغل لمن بالعلم النافع اشتغل)
    وقال الشافعي رحمه الله تعالى :
    كل العلوم سوى القرآن مشغلة
    إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
    العلم ما كان فيه قال : حدثنا
    و ما سوى ذاك وسواس الشياطين
    وقال ابن القيم :
    العلم قال الله قال رسوله..قال الصحابة هم أولو العرفان

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    و لو أمعنوا في دراسة التاريخ لاتضح لهم جلياً إن المسلمين لم يضعفوا ويتسلط عليهم الكفار والتتار والباطنية وغيرهم إلا بعد انتشار مثل هذه العلوم والعلماء بين المسلمين .
    فالعلم هو العلم الشرعي وهو الذي دل عليه القرآن والسنة وكلام السلف لا علوم الفلاسفة والملاحدة ، و في الحديث العلم ثلاثة وما سوى ذلك فضل : آية محكمة ، وسنة متبعة ، وفريضة عادلة )
    و قال الأوزاعي رحمه الله تعالى : ( العلم ما جاء به أصحاب النبي ، فما كان غير ذلك فليس بعلم )
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله : ( لكن جماع الخير أن يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه هو الذي يستحق أن يسمى علما )

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    و هذه العلوم لم يبرع فيها من المسلمين إلا الملاحدة ، و غفلوا أو تغافلوا عن قوله تعالى :
    (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا) و هذا من عطائه سبحانه ، والدنيا يعطيها الله لمن يحب ويكره ، ولكن الدين لا يعطيه الله إلا لمن يحب ، وإلا فهذه العلوم لا تدل على حق ولا تمنع من باطل بدليل أنك لو جمعت ما عند ملاحدة اليونان والمسلمين من هذه العلوم ثم قارنتها بما عند الكافرين اليوم لما بلغت عشر معشارها . والنقص إنما يشعر به من ابتعد عن جادة الدين ، وإلا فمن سلكَ الجَدَد أَمِنَ العثار .

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    فطووا ذكر القرون المفضلة لأنهم يعلمون أنه ليس فيها لشفرتهم محزّا ، ولا لبغيتهم طائلاً ، وأمعنوا النظر في دويلات البدع والضلالة فأخرجوا منها زبالات التاريخ وحثالات المسلمين ممن تفلسف و تزندق وألحد في دين الله ، فلمَّعوا وجوههم الكاحلة ، ونفضوا عنها الدَرَن والنتن ، فبارزوا بهم الكفار ، فكانوا بحقٍ كعبدٍ صرغه أَمَةٌ ، وكالمستجير من الرمضاء بالنار
    الإسلام لم ينضب معينه من أفذاذ الرجال ، ولا من الأئمة الأعلام حتى يكون بحاجةٍ إلى كلّ موقوذة ومترديةٍ ونطيحةٍ ينازل بهم المسلمون والكافرين ، ولكن النكتة في ذلك أن هؤلاء القوم إنما أرادوا مبارزة بني الأصفر بعلومٍ من جنس علومهم

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    فَمن كان مفاخراً فليفاخِرْ بهم ، ومن كان مكاثراً فليكاثرْ بهم ، فدينهم هو الدين ، وعلمهم هو العلم . مكّن الله لهم في الأرض ففتحوا الدنيا وحكموا العالم في مدةٍ لا يبلغ فيها الرضيع أن يفطم .
    لذلك فاعلم أن الدين ما انتهجه السلف ، والعلم ما طلبوه ، وما سوى ذلك فلا خير فيه .
    فصل
    و في هذه الأزمنة التي أتت بكل عجيب ظهر قوم بهرتهم زخارف بني الأصفر وبلبلت أفكارهم وفهومهم ، فشعروا لبعدهم عن الحق بنقص إزاء ما يرونه ، فهبوا إلى التاريخ يقلبون أوراقه لعلهم يجدون فيه ملجأ أو مغاراتٍ أو مدَّخلاً يسترون فيه هذا النقص ، فطووا ذكر القرون المفضلة لأنهم يعلمون أنه ليس فيها لشفرتهم محزّا ، ولا لبغيتهم طائلا

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    الفصل الأول : الحضارة الإسلامية والعلم الشرعي
    إن الحضارة الإٍسلامية الصحيحة هي التي وجدت في القرون المفضلة ، في وقت الصحابة والتابعين ،و أئمة الدين ، فريق الهدى ، وأشياع الحق ، وكتائب الله في أرضه ، الذين بلغوا من الدين والعلم والقوة غاية ليس وراءها مطلع لناظر ، ولا زيادة لمستزيد ، ففتحوا البلدان ، وشيدوا الأركان ، ودانت لهم الأمم ، وتداعت لهم الشعوب ، و هم الذين قال فيهم الرسول : ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ، أولئك هم ( أبر الأمة قلوباً ، وأعمقها علوماً ، وأقلها تكلفاً ، وأقومها هدياً ، وأحسنها حالاً )

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    فحضارتهم دنيوية زائلة ، و حضارة المسلمين دينية نبوية باقية ، وعلومهم دنيوية دنيه ، وعلوم المسلمين شرعية ربانية ، وقد كتبت هذا البحث ونقلت فيه كلام الأئمة الأعلام حول هذا الموضوع ، وقسَّمته إلى أربع فصول :
    الفصل الأول : عن الحضارة الإسلامية وعلاقتها بالعلم الشرعي .
    والفصل الثاني : عن العلوم الدنيوية التي قيل إن المسلمين برعوا فيها وحكمها شرعاً .
    والفصل الثالث : عن العلماء المسلمين الذين قيل إنهم برعوا في هذه العلوم وحكمهم شرعاً .
    والفصل الرابع : عن الشبهات التي قد ترد حول هذا الموضوع وردها .
    أسأل الله تعالى أن يجعل هذا البحث خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع به من قرأه وصلى الله على محمد

  • الشيخ / ناصر بن حمد الفهد

    حقيقة الحضارة الإسلامية لفضيلة الشيخ / ناصر بن حمد الفهد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    تنبيه :
    هذه المذكرة جواب عمَّن جعل حضارة الإسلام هي النبوغ في علوم الفلاسفة والملاحدة وجعلها هي تشييد المباني و زخرفة المساجد ، و جعل علماء الإسلام هم الملاحدة كابن سينا و الفارابي و نحوهم ، أسأل الله تعالى أن ينفعهم بها وصلى الله على محمد
    فريق من المسلمين ثبتوا على دينهم ،لكن نقعا من هذه الفتنة أصابهم ، وذلك أنهم حاولوا إبراز محاسن الإسلام للكافرين ، وأن المسلمين كانوا في حضارة وعلم من جنس حضارتهم وعلومهم ، فهؤلاء صحت ألفاظهم وأخطأت معانيهم ، فالإسلام هو دين الحق والعلم والحضارة ، ولكنها حضارة غيرُ الحضارة

  • لا يهم

    أين هي الشواهد الحية للحضارة العربية من عمران و قصور و بناءات هندسية ؟
    لم يؤسس العرب حضارة لأنهم كانوا أهل بداوة
    ما يسمى بالحضارة الاسلامية كانت نتاج تلاقح أفكار و ثقافات الامم الاخرى غير العربية ،فبغداد كانت جزء من الامبراطورية الفارسية ، و دمشق فكانت تنتمي الى الامبراطورية البيزنطية ذات ثقافة إغريقية رومانية و ليست عربية .هاته الشعوب التي تحولت الى الاسلام ( سريان سوريا فرس مصريون أمازيغ و إسبان مسلمون ) هم من أسس تلك الحضارة العظيمة.
    لا توجد في جزيرة العرب شواهد حضارية مثل قصور الأندلس ، لأن العرب أهل صحاري و رمال و بناءاتهم بسيطة نظرا لأنهم لا يملكون بنائين ذوو خبرات هندسية متميزة

  • الأمانة العلمية

    العنوان الأصلي لكتاب زيجريد هونكه هو ( Allahs Sonne über dem Abendland ) و معناها ( شمس الله تسطع على الغرب) لكن لأسباب أيديولوجية تم استبدال كلمة ( الله ) بكلمة ( العرب )..
    الأمانة العلمية تقتضي الاعتراف بأنه ليس العرب هم من سطعت شمسهم على الغرب كما ادعى من حرف العنوان ، و انما هم العلماء و الفلاسفة العقلانيون من مختلف الأعراق و الملل ، فأغلب العلماء و الفلاسفة الذين أناروا مناهج العلوم عند الغرب في شتى المجالات هم ليسوا عربا ، كما أنهم غير محسوبين على ملة الاسلام لأن علماء الأمة الاسلامية كفروهم و اعتبروهم زنادقة و ملحدين ، لذلك تعرضوا للاضطهاد و التعذيب و حرق منتجاتهم الفكرية .

  • مهدي

    جميعنا يختار ابن تيمية لاتقلق واما من يختار منهاج السلف ودراسة العلوم مثل العديد من دعاة والعلماء من سلف في الماضي والحاضر ومنهم حتى علماء كبار اما اذا تحدثت عن الواقع بعيدا عن خيالك فالجميع الذي تتحدث عنهم عندنا وبكثرة في المقاهي وامام الثانويات لتكحال طبعا ثم نباح الاسلام تخلف ههههه اما في صغرهم فأذكر انهم كانوا ينتضرون دخولنا للمسجد ليقومو بسرقة احذيتنا واليوم تجدهم على موا
    قع التواصل يتحدثون عن هذه الظاهرة ويتهموننا بها ويزنون ويتحرشون ثم يأتون للمواقع تواصل لقول مصطلحهم شهير مكبوتين ويستدل لك بالغرب الذي فيه نسبة خيالية وقياسية بالتحرش بالرغم من انحلالهم اخلاقيا او كما تسمونها حرية

  • أريتا

    هناك عالمان في الزمن المعاصر لا ثالث لهما و هما :
    عالم المدينة cité الذي تتعايش داخله أعراق و أجناس و أديان مختلفة منصهرة في قيم مدنية تحترم الاختلاف و روح الحياة ، المقدس فيها هو ( الانسان) بكل العناصر المكونة لكيانه و وجدانه..
    أما العالم الثاني فهو العالم السفلي( hades ) الذي تعيش فيه أشباح الماضي و طيور الموت التي تقتات على الدماء ، و شمسها هي الكراهية و عدوها هو الانسان، و بالتالي فلم يعد بامكان ساكن العوالم السفلية ان يتغطى بثياب المقدس الديني لكي يسوق نفسه و يشيطن آخره و نقيضه ساكن المدينة، و لم يعد بامكانه الخروج بتصنيف ماضوي للتعمية على التصنيف الحضاري

  • العقل ليس جغرافيا

    و الحرية واحدة ليس فيها ألوان ،و التقسيم الواقعي الذي يتبدى واضحا هو (الخندق الانساني ) المحترم لهذه القيم ضد الخندق الارهابي الماضوي المخالف لها ،فنحن كمسلمين بالوراثة لم نستشر في انتمائنا و لو ان اي مسلم تم تخييره بين الانتماء لابن تيمية و اينشتاين سيختار الثاني ،فاذن تقسيم الناس الى اسلام و غرب يهودي-مسيحي مخادعة يجب ان تتوقف ، التقسيم الصحيح هو خندق الظلاميين ضد محور التنويريين فلتختاروا خندقكم !!!

  • العقل ليس خريطة

    تقسيم البشر الى خندق اسلامي و آخر غربي مسيحي ، أو الى دار اسلام و دار كفر ، هو تقسيم بدائي لا يهمنا في شيئ و لا يعني سوى القطيع السلفي الذي يردده بدون وعي، عدا عن كونه تمييزا عنصريا هو قمعي مفروض بالقوة، اذ بمجرد ما يفكر مسلم أو يتصرف مثل غربي يصبح عميلا خائنا !!!
    يعني أنهم وضعوا اطارا عنصريا و سياجا أيديولوجيا ليرهبوا به المحاصرين داخله ، و يمنعونهم من الانفلات منه،و الى جانب كونه عنصريا و قمعيا هو مخالق للمنطق و الطبيعة الانسانية ، لأن القيم الانسانية غير قابلة للتجزيئ ، فالعقل البشري واحد ليس فيه اسلامي و غربي ، و الحرية واحدة ليس فيها ألوان

  • مهدي

    مدام المغرب العربي تحت رحمة اصحاب النعرة العرقية الزائفة والولاء لفرنسا فلا امل في تحقيق مثل ذلك

  • مهدي

    الى الوهراني ...حسنا قبل الاسلام من هم العرب واين مكان انتشارهم ؟؟؟اذا لم يكن للعرب بنيان فمن اين اتت تلك القصور داخل الجبال وفوقها في المشرق وارض اليمن والشام؟ كيف كان يعرفهم ملوك الروم والفرس ؟ العرب ليسوا فقط ابناء اسماعيل واذا كنت تختزلهم في ابنائه فقط فهل تعلم ان ملوك سبأ الذين حكموا العالم هم من نسله واشهرهم ذو قرنين *الذي ذكر في القران * وافريقيش الذي سميت افريقيا على اسمه هل تعلم ان العرب ابناء اسماعيل والكنعانين هم من نسل مشترك واحد ويحسبون من العرب وهم من بنى قرطاج التي تنسبونها زورا وبهتان لكم هل تعلم ان المؤرخين ذكروكم على انكم مجرد بدو تعيشون في الجبال لاغير

  • محمد

    تحية كبيرة للأستاذ أبو بكر خالد سعد الله وتحية أكبر للغة العربية لغة الدين الإسلامي ولغة الدنيا . إنها بحق قادرة على استيعاب كل أنواع العلوم والتكنولوجيا ومن يشك في ذلك فليبحر في أعماق الأنترنت لكي يكتشف المكانة المرموقة للغة العربية بين اللغات الأكثر انتشارا وأهمية في العالم ...

  • سهيل

    شتان بين حلب الشهباء بالأمس وحلب اليوم , وفي ذلك يقول نزار :
    فلا خيول بني حمدان راقصة **** زهوا ولا المتنبي مالىء حلبا

  • أبو بكر خالد سعد الله

    إلى أمين الوهراني
    4. إن أردت الاطلاع الجاد بدون إثارة نعرات وتعصب فاقرأ ما يكتبه الباحثون الغربيون اليوم (وغض البصر عن العرب والمسلمين حتى تقترب من الحياد). أقترح عليك بعض أسماء هؤلاء من بلدان مختلفة : Edward Stewart Kennedy ، David King ، George Saliba ، Len Berggren ، Julio Samso ، June Vernet ، Marie-Thérèse Debarnot ، Donald Hill ، Régis Morelon ، Jan Hogendijk ، Jacques Sesiano ، Emilio Garcia Gomez... والقائمة طويلة.
    أخيرا أشير إلى أني لست مؤرخا للعلوم لكني أحتك عن قرب بأهلها منذ أزيد من 30 سنة بدون انقطاع لأزداد علما، وأقدّر جهود هؤلاء المؤرخين للعلوم العربية.
    شكرا لك.

  • أبو بكر خالد سعد الله

    إلى أمين الوهراني
    دعك أخي من الحديث عن الأعراق واعلم أن:
    1. المصطلح الأوروبي "العلوم العربية" يعني كل النصوص التي كتبت باللغة العربية مهما كان عرق ودين وانتماء الكاتب. وهو ما يسميه البعض الآخر "العلوم العربية الإسلامية".
    2. لو تكلف نفسك وتحصي من أسهموا في ما يعرف "بالحضارة العربية الاسلامية" لوجدت أنهم تساووا عدديا فلا غلبة لفئة في بلاد آسيا وإفريقيا والأندلس.
    3. كان عليك أن تتساءل لتتجرد من التحليل العرقي المقيت : لماذا نزل الوحي في محيط لم يكن (في نظرك) يحمل حضارة؟ وهل من عبد النار والأشجار أو قال "أنا ربكم الأعلى" أكثر حضارة ممن عبد الأصنام؟
    ما معنى الحضارة في نظرك؟
    يتبع...

  • عبد العزيز ميهوبي

    بارك الله فيك يا أستاذنا، نتابعك دوما ، وإنه لحقيق بأكبر تراث علمي في التاريخ أن ينشر ويمجد، إنه الثراث العربي

  • محمد

    والله احتار عندما اسمع اناس يتهجمون على العربية وعلى العرب .

    ماهي المع حضارة في التاريخ ازدهرت فيها شتى العلوم العربية كالطب و الهندسة والميكانيك والجبر الكيمياء اليس هي في العصر العباسي
    العربية كانو يترجمون اليها مثل الانجليزية في العصر الحالي
    روحو اقراو التاريخ قبل ان تتكلمو

  • امين الوهرانى

    استاد في الرياضيات يبذر و قته في رواية الخرفات و ابرزها و جود "علوم عربية"فقبل الاسلام العرب لم تكن لهم حضارة و لغتهم كانت تنقل الشعر و يعبد بها الاصنام.و بعد الدخول في الاسلام لشعوب ذو حضارة عضيمة مثل الفرص و مصر الفرعونية و تركيا...تم احياء اللغة العربية باسناد اليها وضائف جديدة مثل نقل العلوم و البحث العلمي و لكن معضم العلماء حتى لا اقول كلهم لم يكونوا من عرق عربي و باالتالي انه تزويرا ان نتكلم عن " علوم عربية " .و ما يلفت الانتباه ان بعد استرجاع الامم الاسلامية لغتها الام و تخليها عن اللغة العربية عادت هذه الاخيرة الى ركودها الاصلي و الى وضفتها كلغة الدين و الشعر.

  • لا يهم

    كانت سوريا مركزا للمعرفة و التعايش السلمي الى أن غزتها طيور هيتشكوك فحولتها الى جحيم و خراب