خالد من وهران: مايحدث في لبنان شبيه بالمحرقة النازية
عاش مسرح الهواء الطلق حسني شڤرون بوهران، سهرة أول أمس، أجواء خاصة ميزتها عودة ملك الراي خالد للوقوف أمام جمهوره في وهران بعد 20 سنة من الغياب، حيث أدى خالد وعلى امتداد ساعة كاملة بعض أغانيه القديمة مثل “وهران رحت خسارة”، “طريق الليسي”، “أصحاب البارود”، … وذلك وسط فوضى عارمة في المقاعد الأمامية للمسرح التي هجم عليها عشاق خالد أمام فشل كبير للمنظمين ومحافظ المهرجان في التحكم في هذه الفوضى.قادة بن عمار
بحضور بعض الوجوه الفنية مثل سيد علي كويرات، محمد ڤطاف، محمد العماري، لخضر بن تركي وغيرهم، غنى خالد للجمهور الوهراني جزءا من تراثه القديم، حيث تميز الحفل بحضور كبير لبعض العائلات والمهاجرين بفرنسا، حتى وإن استاء البعض للطريقة التي ظهر بها “الكينغ” أمام جمهوره، إذ بدا “متعبا في صوته وشكله” ناهيك عن تفكيره في إنهاء الحفل سريعا بسبب ارتباطاته الأخرى، وهو الأمر الذي دفع بالمنظمين إلى تقليص الفقرات الفنية للمطربين الأوائل، ناهيك عن طرد الشاب تيتو من فوق الركح بشكل مهذب من أجل تمهيد الطريق لدخول خالد الحفلة في وسطها بدلا من أن يختتمها كما كان مقررا، وهو الأمر الذي أحدث فوضى كبيرة وعارمة تفاقمت عقب انتهاء فقرة خالد ودخول الشاب عباس ثم الشاب جلول، حيث عجز أفراد الأمن والمنظمون عن التحكم في الأعداد الكبير للوافدين إلى المسرح الأمامي، ناهيك عن انسحاب سيد علي كويرات وبن ڤطاف وغيرهما من الضيوف عقب أغنيتين فقط لخالد، الأمر الذي فسّره البعض بانزعاجهم من عدم توجيه ملك الراي تحية لهم..
رغم أن خالد يكون قد نسي أيضا تحية لبنان أو حتى الشيخة الريميتي “عنوان المهرجان” وظهر وكأنه يريد الغناء لساعة فقط ثم الرحيل، وهو الأمر الذي لم يروِ ظمأ عشاقه بعد 20 سنة من الغياب، وليس معلوما أنه قد أقنع المنظمين الذين دفعوا 400 مليون مقابل ساعة واحدة وأغاني قديمة!
”ما يحدث في لبنان شبيه بمحرقة النازية”
صرح أول أمس المطرب العالمي خالد أن ما يحدث في لبنان هذه الأيام شبيه بما فعلته النازية باليهود خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكدا في ذات الصدد عدم خشيته من ترديد هذا الكلام “حتى في فرنسا وأمريكا” ردا على التضييق الكبير الذي يمارسه اللوبي اليهودي ضد الأصوات المنتقدة له هناك.
وقال خالد، الذي كان يتحدث خلال ندوة صحفية عقدها على هامش مشاركته في مهرجان الراي، إنه تصادف وجوده في لبنان مؤخرا مع الإرهاصات الأولى للحرب، حيث سافر قبلها بأيام قليلة عقب مشاركته ببيروت في تسجيل حلقة من برنامج “شاكو ماكو” الذي تعرضه قناة التلفزيون الجديد “نيو تي في” وقد رأى وقتها بلدا جميلا حزن كثيرا عند سماع أخبار تدميره المستمر.
خالد الذي ظهر سياسيا أكثر منه فنانا خلال ندوته الصحفية التي مهدت لعودته إلى الوقوف أمام الجمهور الوهراني عقب 20 سنة من الغياب، لم يستطع إخفاء بعض التناقضات في رده على أسئلة الصحفيين، حيث استرسل في القول إن ردود الفعل كانت صامتة إزاء المذبحة في لبنان، لكنه وخلال التطرق لسبب عدم خروج الفنانين الجزائريين إلى الشارع للتنديد بالحرب، صرح خالد أن “الجزائر لها مشاكلها الخاصة وشارعها لا يشبه شوارع المدن والعواصم الأخرى”.
وبعيدا عن الحديث عن أجواء الحرب في لبنان، التي أوقفت ضحكات خالد المعتادة خلال كلامه، عرج ملك الراي على بعض تفاصيل عودته إلى وهران مؤكدا سعادته بالرجوع مرة أخرى للغناء في الباهية أمام جمهور “الحمراوة والمدينة الجديدة” حتى وإن تحفظ في كلامه عن التطرق لما سبق عودته من إشاعات بخصوص وضعه “شروطا تعجيزية أمام المنظمين” أو تفكيره في التخلي عن قرار الغناء خلال اللحظات الأخيرة، كما أكد خالد في ذات السياق، إعتزازه الكبير بأداء التراث الوهراني الأصيل وإعادة تطويره، في إشارة لما قام به مؤخرا من تطوير لموسيقى أحمد وهبي وكذا بلاوي الهواري، ووقف ملك الراي طويلا في حديثه للدفاع عن فكرة الغناء المشترك أو “الديو” مع الفنانين العرب الذين كان آخرهم ديانا حداد، مبينا إحتفاظه بمفاجآت جديدة في هذا الإطار.
من جانب آخر، أكد خالد اعتزازه كذلك بالمشاركة في مهرجان الراي هذا العام، خصوصا أنه يقام تكريما للشيخة الريميتي التي وصفها بـ “العزيزة على قلبه” مؤكدا شعوره بالحزن عند سماع خبر رحيلها تماما مثل حزنه لرحيل عميد الأغنية الشعبية الهاشمي ڤروابي الذي “كنت أحد عشاق صوته” ختم خالد كلامه.