-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحقيق "العقيد المغدور" في جزئه الثاني سهرة هذا الخميس على "الشروق نيوز"

خبايا الخلاف بين شعباني وبومدين حول “ضباط فرنسا”

الشروق أونلاين
  • 38773
  • 2
خبايا الخلاف بين شعباني وبومدين حول “ضباط فرنسا”
الأرشيف
طاهر شعبان المدعو محمد شعباني ومحمد روينة المدعو غنتار

تواصل قناة “الشروق نيوز” بث الدراما التاريخية حول العقيد المغدور محمد شعباني، حيث سيعرض مساء اليوم على الساعة 21.05، الجزءُ الثاني من هذا الفيلم الوثائقي (العقيد المغدور) والمعنون بـ”الطـريق إلى التمرد” والذي يزخر بقضايا صادمة تطرح لأول مرة إعلاميا، بدءا بظروف وملابسات “تسليم” محمد شعباني رتبة عقيد عشية وقف إطلاق النار والاعتراف “الغموس” بالولاية السادسة، في سياق السلطة بين الحكومة المؤقتة وهيئة قيادة الأركان العامة، مرورا بقضية فصل الصحراء وصمود الجنوب ديمغرافيا وجغرافيا في وجه التقسيم والتفتيت، ووقوفا عند مأساة تصفية جماعة عبد الله السلمي، ليغوص الفيلم بعدها في أغوار الصراع وأهوال المناورات التي تحولت إلى مكائد ودسائس بين الثلاثي أحمد بن بلة وهواري بومدين والعقيد المغدور، الذي انتهى به إلى “التمرد” لينقض عليه خصومه في موقعة “بئر العربي”، كل هذه الأحداث المجنونة بالمواقف والمشحونة بالضغائن، تتابعونها الليلة حصريا على قناة “الشروق نيوز” في تمام 21.05 عبر برنامج .TOP SECRET

حكاية  الصحراء.. الفصل والفضل

اكتشاف الذهب الأسود من طرف الاستعمار الفرنسي في قلب الصحراء سنة 1956، أثار نعرة أطماع الفرنسيين مما جعل البرلمان الفرنسي يصدر قانون فصل الصحراء في 23 جوان 1957، وقد تفطن العقيد سي الحواس مبكرا لهذا المخطط المقيت بتفتيت التراب الوطني، مما جعله يستبق المشروع الهدام بتكوين وتجنيد خلايا طلائعية في عمق الجنوب كترياق عسكري يجابه الحلم الاستعماري بفصل الصحراء، فأوفد كلا من محمد روينة المكنى بغنتار ورويني لغويني وحامدي عثمان وإبراهيم حليلو الذين خاضوا معركة افران بمتليلي بقيادة عثمان حامدي صيف م1957.

يروي رائد جيش التحرير في الولاية السادسة عمر صخري صلابة موقف أهل الجنوب وقيادتها وأعيانها ومحافظتهم على جذوة القتال “لولا الثورة في الصحراء لما بقي الجنوب”، ويردف الضابط مصطفى مزوز: “لعدة سنوات ونحن نقاوم بآلاف المناشير مؤامرة فصل الصحراء”، وهو ما يؤكده الضابط خالد جباري “الفضل يعود لشعب الجنوب الذي كان واعيا بخطورة هذا المخطط الهدام”، حيث يجمع كوادر وضباط الولاية السادسة أن ثورة الجنوب منحت الوفد الجزائري المفاوض جرعة صمود وورقة رابحة في مفاوضات إيفيان ضد ابتزاز الوفد الفرنسي.

حكاية التحالف.. السم في الدسم

رافق بداية مفاوضات إيفيان الثانية في مارس 1962، سباقٌ محموم حول السلطة الوليدة بين الحكومة المؤقتة بقيادة يوسف بن خدة وهيئة الأركان العامة بقيادة العقيد هواري بومدين، مما جعل هذا السباق يدخل مرحلة كسر العظم عبر التحالفات الحاسمة، خارجيا حول السجناء الخمسة التاريخيين، وداخليا حول قادة الولايات الست التاريخية، فالتنازع حول السلطة عجل بالاعتراف أخيرا بالولاية السادسة هيكلا وقيادة في 20 مارس 1962، لكسب صوتها “المرجح” في مؤتمر طرابلس، والتي “تيتَّمت” ودخلت في فراغ القيادة منذ تصفية العقيد الطيب الجغلالي في 29 جويلية 1959 (سنتان وثمانية شهور بدون قيادة)، حيث يروي كل من عمر صخري وخليفة محمد طاهر وخالد جباري ومصطفى مزوز خلفيات “المغانم والمغارم” حول اعتراف القيادة العامة للأركان بقيادة هواري بومدين بالولاية السادسة عندما كلفت الرائد محمد روينة المدعو غنتار العائد من تونس يحمل قرارين بترقية محمد شعباني من رتبة نقيب إلى عقيد وتكليفه بتشكيل مكتب الولاية، بهدف ضمان التزكية والبيعة في مؤتمر طرابلس الذي انحازت فيه الولاية السادسة للتحالف الشهير للثنائي بن بلة وبومدين.

حكاية السلمي.. التسوية والتصفية

قضية تصفية عبد الله السلمي قائد “الفاد” وعناصره غداة الاستقلال، بعد أن أعطي لهم ميثاق الأمان، تحت لواء الآية الكريمة عفا الله عما سلف، وأذهبوا فانتم الطلقاء، لكن “غُدر” بهم في تصفية جماعية مباغتة ظلت فصولها غامضة، خاصة حول من أعطى الأمر بتصفيتهم؟ ومن يتحمل مسؤولية هذه التصفية الجماعية؟ وكم عدد الذين تم تصفيتهم والأماكن التي تمّ نحرُهم فيها؟

حيث يروي الضابط خليفة محمد الطاهر، مسؤول لجنة توقيف القتال على مستوى بوسعادة، عن الطريقة التي تم فيها تسليم عبد الله السلمي وجماعته بحضور رئيس الحكومة التنفيذية الصخرة السوداء “روشي  نوار” عبد الرحمان فارس في بلدة الديس ريف بوسعادة، لكن هذا الصلح تدحرج إلى “ثأر وانتقام” تضاربت الروايات فيه؛ روايات عن مكان التصفية والأرجح، انه تم على ثلاث مناطق بالشارف في الجلفة ورأس الضبع في بوسعادة وعين الدابة في بسكرة، لكن تبقى أرقام عناصر عبد الله السلمي، تصل، حسب عبد الرحمان فارس في كتابه “الحقيقة المؤلمة”، إلى 800 عنصر، وفي تصريح للعقيد أحمد بن الشريف 750، والمصادر الفرنسية 250 عنصر، فيما يؤكد مجاهدو وإطارات وضباط الولاية السادسة أنه لم يتجاوز120عنصر، لكن يبقى السؤال معلقا: كم من عنصر تم تصفيته؟ تفاصيل هذه التصفية تنفرد بها قناة “الشروق نيوز” كأول وسيلة إعلامية تفتح هذا الجرح التاريخي الغائر.

حكاية حرب الولايات.. الفخ والمصيدة

الشرخ الذي وقع في مؤتمر طرابلس، أفرز جماعتين متناطحتين، جماعة تيزي  وز وجماعة تلمسان، أدت إلى أزمة حكم سُمِّيت آنذاك بحرب الولايات، وبعد فشل مفاوضات الشلف الشهيرة والأخيرة بين الإخوة الأعداء، قرر المكتب السياسي لجماعة تلمسان، الذي يقوده سياسيا أحمد بن بلة وعسكريا هواري بومدين، الدخول إلى العاصمة  بقوة السلاح، وكانت الولاية السادسة شريكا محوريا في هذا الدخول “الدامي” بلغة السلاح عبر المحورين الأساسيين، الأول الذي يمتد من بوسعادة إلى البليدة عبر بوغار وقصر البخاري، والثاني الذي يمتد من بوسعادة إلى البليدة عبر سيدي عيسى وديرة وسور الغزلان وبئر غبالو بالبويرة، حيث يتطرق الشهود إلى مأساة الاقتتال بين مجاهدي الولاية الرابعة والسادسة، في مشهد مؤلم وقاسٍ، حرك الجماهير التي خرجت تهتف بشعار “سبع سنين بركات”.

حكاية الصراع.. العـناد والـزناد

السلطة الوليدة لم تكمل السنة الأولى من حكمها الثوري حتى شبّ فيها حريق الخلافات سريعا، دشنها فرحات عباس باستقالته وتلاه انسحاب محمد خيضر ورحيل كريم بلقاسم إلى الخارج وسجن محمد بوضياف، ولجوء آيت احمد إلى قوة السلاح في تمرد عسكري صريح لقلب نظام الحكم، فانفرد الثنائي بن  بلة وبومدين بدفة الحكم، وصارا اللاعبان الأساسيان في هذا المشهد السياسي المشحون بالمناورات والمؤامرات، فاشتعلت المناورة والمناورة المضادة، فيما بقي كل اللاعبين من حولهم أو من دونهم ثانويين، بل هم وقود هذه الصراع القوي والخفي بين رئيس الجمهورية أحمد بن بلة ووزير الدفاع هواري بومدين، فالأول سياسي محترف قادم من منظمة “لوس” إلى الرئاسة، والثاني عسكري متمرِّس قادم من هيئة الأركان إلى وزارة الدفاع، لينزل فيلم “العقيد المغدور” إلى قاع بئر الخلاف بين الثنائي ومحمد شعباني، حيث يسرد الفيلم الوثائقي جذور هذا الانزلاق السحيق “من التحالف إلى التخالف”.

حكاية ضباط فرنسا.. بين القداسة والدناسة

هل ضباط فرنسا داخل الجيش الوطني الشعبي مفسدة مطلقة أم مصلحة مطلقة؟ أم المنزلة بين المنزلتين؟ لأول مرة قناة تلفزيونية تخوض وتغوص في “وحل” ملف حساس حول الهاربين من الجيش الفرنسي، حيث ظل الحديث حول ضباط فرنسا صداعا مزمنا منذ أن اتخذ كريم بلقاسم وزير القوات المسلحة، مدير ديوانه الرائد مولود إيدير أيام الثورة التحريرية المظفَّرة، واتخاذ وزير الدفاع هواري بومدين غداة الاستقلال الرائد عبد القادر شابو أمينا عاما لوزارة الدفاع.

فهل المناداة بتطهيرهم في أدبيات وخطابات محمد شعباني، يدور حول عقيدة الجيش أم وحدته؟ وهل التطهير يمثل قناعته الشخصية أم ينوب فيه عن بقية المجاهدين؟ ومن هم أنصاره في معركة التطهير؟ وهل أعد العدة للتطهير من أجل التغيير؟ تنفرد “الشروق  نيوز” في هذا الجزء  الثاني “الطريق إلى التمرُّد” بكثير من التفاصيل الصادمة والمدهشة بالرواية والرواية المضادة.

حكاية مؤتمر 1964

تراكمت الاستفزازات وتوالت القرارات من توقيف محمد شعباني في محور مدينة الثنية (بومرداس) إلى إرسال الرائد محمد بوتلة نائباً له على رأس قيادة الناحية، إلى تعيين الرائد عمار ملاح بدله في قيادة الولاية الرابعة، ثم نقل مقرها من بسكرة إلى ورقلة، ناهيك عن مطالبة بن بلة وهواري بومدين محمد شعباني بالالتحاق لممارسة عضويته في المكتب السياسي وكذلك في قيادة الأركان العامة، وقد تعامل معهما محمد شعباني بالرفض، في قناعة منه أنها كلها مؤامرات محاكة لتجريده من مركز قوته ونفوذه بغية تحييده لاحقا، فجاء مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني أفريل 1964، فعمَّق الشرخ وكان القشة التي قصمت ظهر البعير، فخطاب رئيس الجمهورية أحمد بن بلة الذي نكث التزاماته تجاه محمد شعباني الذي ذكره بعهوده الثلاثة “التعريب والتوازن الجهوي وتطهير الجيش من ضباط فرنسا”، ردّ وزير الدفاع هواري بومدين عن الطاهر شعبان المكنى بمحمد شعباني “وشكون الطاهر بن الطاهر لي جاي يطهّر الجيش؟”، كانت بمثابة الفرز الأخير بين مواقف الثلاثة، حيث باتت المواجهة وشيكة، يسرد كواليسها المثيرة شهود وحضور كوادر وضباط الولاية السادسة.

حكاية الوساطات.. المهمة المستحيلة

باءت كل عروض التسوية بالفشل بين شعباني من جهة، والثنائي بن بلة وبومدين من الجهة الأخرى، فخيَّم الانسداد وساد العناد وصار الأصبع على الزناد، فتهاطلت الوساطات لعلها تنقض ما تبقى من غزل خيط الحرير بين الرئيس والوزير والقائد، ففشلت الوساطة الأولى الممثلة في علي منجلي والوساطة الثانية التي قادها العقيد يوسف الخطيب، الموفدين من طرف الرئيس احمد بن بل،ة وكذلك فشلت الوساطة الثالثة الممثلة في العقيد الطاهر زبيري الموفد من طرف هواري بومدين، ليدخل الصراع فصلا عاصفا، عنوانه التعنت (التغنانت) والذي سينتهي حتما إلى مرحلة “أُكِلت يوم أكل الثور الأبيض”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • معزوزي زكريا الله يرحمو ويج

    اللهم آمين يارب العالمين * اللهم ارحم ابني مجدي رحمة واسعه واغفر له وادخله الجنه مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ☆ وابني له بيتا في الجنه واجعله في ملتقانا هناك وارحم جميع اموات المسلمين يارب العالمين. معزوزي زكريا الله يرحمه ويجعل‬‎ مثواه الجنة

  • فتح الله

    المطلوب هو تسمية الأشياء يأسمئها لا تحريف الكلم عن مواضعه, فضباط فرنسا بومدين هو من أتى بهم و القضية لا تتعلق بترقيتهم , و القول أن بومدين ما كان ليقوم بترقيتهم انما هي فكرة مثيرة للضجر, لأن الأرجح أن بومدين كان سيرقيهم بشكل أسرع, و الدليل على ذلك أنه أقصى جميع رواد الحركة الوطنية و الاصلاحية و المجاهدين على اختلاف مشاربهم (سواء بالقتل ,بالنفي , بالاقامة الجبرية , و بالسجن...) لأنه ببساطة كان رجلا مستبدا.
    و نذكرك مثلا بكريم بلقاسم,البشير الابراهيمي,بنخدة,خيضر,بوضياف,ايت احمد, مدغري, مفدي زكريا