-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خرائط الكيان تنسفها حقائق الميدان…

خرائط الكيان تنسفها حقائق الميدان…

في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر من السنة الماضية، ألقى زعيم عصابة الكيان الصهيوني كلمة أمام الجمعية العامة للأمة المتحدة مُلوِّحا بخريطة في يده وهو مزهو بما حَقَّقَه من تطبيع مع دول الشرق الأوسط مُتَسِّرعا باعتبار المملكة العربية السعودية جزءا من دول التطبيع! وهي التي لم تفعل بعد!. وبَدت الخريطة التي كان يُشير إليها ماسكا قلما في يده، وكأن الأمر قد حُسِم بالنسبة لأكبر دولة في المنطقة أما البقية بالنسبة له أصبحت ضمن سياسة الأمر الواقع، بل إنه سارع في ذلك اليوم إلى تبشير الغرب، موضحا عبر خريطته المزعومة بأن خطَّ نَقلٍ بري غير مسبوق في التاريخ سيتم فتحه نتيجة هذا التطبيع وسيربط لأول مرة في تاريخ البشرية برا بين الهند والغرب عبر شبه الجزيرة العربية، من الإمارات إلى حيفا المحتلة دون حاجة إلى المرور بمضيق باب المندب أو البحر الأحمر أو قناة السويس!!
ولم يكن يدري، قائد العصابة هذه، وهو في قمة غروره أن المقاومة في فلسطين كانت في تلك اللحظات بالذات وهو يشرح خرائطه المُزَيَّفة تضع اللمسات الأخيرة في الميدان لِمعركة طوفان الأقصى لِتُهينه وتُهين قوته العسكرية الظالمة إهانة سيبقى يذكرها الناس إلى يوم الدين، إذ بعد أقل من 15 يوما من هذا الاستعراض الواهم، يصحو هو ومن معه على الحقيقة الميدانية التي كان يُخبؤها قادة المقاومة بجميع فصائلها، التي ستنسف خريطته نسفا وتُعيد تذكيره بأن فلسطين لم تقل كلمتها بعد في الميدان…
ويتكرر ذات المشهد بالأمس، عندما يُقدِّم قائد ذات العصابة الصهيونية خريطته الجديدة لفلسطين مع فارق كبير هذه المرة! فقط هي غزة التي تبدو بحدودها واضحة ضمن فلسطين، أما الضفة الغربية فلا وجود لها كما كانت في خريطة السنة الماضية، بما يعني أن الكفاح المسلح هو مَن أعاد الحياة لحدود غزة في عقل العصابة الصهيونية، وأن هذا الكفاح المسلح ذاته الذي يجري الآن في الضفة الغربية هو ما سيُعيد لهذه الضفة حدودها في الخرجة القادمة إن بقيت لهذه العصابة خرجة بعد الآن… ولعل هذا هو أفحم رد على أولئك الذين يُشكِّكون في جدوى المقاومة أو الكفاح المسلح في فلسطين. إن هذا العدو لا يعترف إلا بمنطق القوة ككل استعمار ظالم عبر التاريخ. وقد اختار الشعب الفلسطيني هذا الطريق اليوم رغم ما فيه من تضحيات وآلام وجراح.. ولن يتوقف على ذلك حتى تحقيق النصر المُبين، باعتباره صاحب حق ومدافعا عن أرضه وعرضه وشرفه. وهو إذ بدأ يتأكد اليوم في الضفة الغربية بجميع مناطقها سيتأكد غدا في كل فلسطين مادام الظلم باقيا وما دام الاحتلال يرسم الخرائط على هواه ويُصدِّقها ويسعى لإقناع العالم بها..
اليوم لم تعد الخرائط تعني شيئا أمام الميدان، إن المقاومة تتكلم وتقول: انشر الخريطة التي تريد عبر العالم أيها الكيان، فلن تستطيع تغيير خريطة فلسطين المرسومة في عقل وذاكرة ووجدان كل فلسطيني يُحيِي معالمها كل يوم بألوان دمائه الطاهرة، ويمحي عنها تحريف الصهاينة المصطَنع، وإن تعاونت على ذلك أرقى مخابر العالم المُختَصة في إعادة رسم خرائط الدول والكيانات السياسية…
لقد قيل سابقا: الخريطة ليست هي الميدان، وتقول المقاومة اليوم: لكم الخرائط ولنا الميدان…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!