-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خراب البصرة… لا؟

صالح عوض
  • 812
  • 0
خراب البصرة… لا؟
ح.م

ماذا يجري منذ فترة طويلة في البصرة بوابة العراق نحو الخليج العربي..؟ هذا السؤال الذي يكشف كل العملية السياسية القائمة في العراق منذ الاحتلال الأمريكي لهذا البلد العربي..

فلقد أسقط الاحتلال الأمريكي الدولة العراقية وحل جيشها ومؤسساتها الأمنية وتمت السيطرة كاملة على النفط ومرافقه، ووضعت امريكا حاكما عسكريا للعراق، ثم حاكما مدنيا امريكيا، ووضعت دستورا لحكم العراق، وفي ظل ذلك جاءت عصابات المرتزقة خلف دبابات المحتل وتموقعت في اطرها الطائفية تصنع المليشيات وتقوم بعمليات تطهير طائفي وتؤسس لكيان ينفث سموم الشر في المنطقة.

وفي ظل الساسة الجدد تمت كل الموبقات دمروا بالفلوجة وتكريت والأنبار والموصل، وتم حرق مسجد واحتلال اماكن سكانية وتبديل مساجد إلى عناوين اخرى بروح طائفية كان ذلك كله يتم بغطاء امريكي.. وانفلت عقال العنف الطائفي والعنف الطائفي المضاد. وكان الفساد الرهيب الذي مارسته المجموعات الطائفية على الصعيد السياسي والأمني والمالي هو الحاضنة التلقائية لتولد مجموعات الارهاب التكفيري الذي ضرب بحقد وعنف ضد المؤسسات الطائفية النقيضة فكانت الوصفة الأمريكية النموذجية لإحراق العراق.

مئات المليارات ذهبت هدرا ولا وثيقة لمعرفة سبيل صرفها.. تغلغل في مؤسسات الدولة بعناوين طائفية وكان الطائفيون المحزبون جسر العبور لكل كوارث البلد، رغم انهم قضوا ردحا من الزمن “15 سنة” في حكم العراق، الا انهم لم يبنوا مدرسة ولا يرمموا معمارا ولم يقيموا مصنعا ولا جامعة ولا مستشفى ولازالت تلك القصور التي بناها صدام حسين هي التي يستخدمها الساسة الجدد في اشغالهم.

البصرة صرخت بملء الفم منذ اشهر طويلة تقول لا للخونة ولا للعملاء الذين باعوا البلد وأذلوا ابناءها.. البصرة الفقيرة العظيمة محرومة من الماء والكهرباء والعمل وكل مرافق الحياة.. البصرة بكل ما تكتنزه من تاريخ تنتفض نصرة للموصل وديالى والأنبار وتقدم شهداءها بغزارة والأمور تسير إلى تصعيد عالي الوتيرة.

اليوم يتم الاعلان عن وجود مطامر في منطقة التاجي تدفن فيها القوات الأمريكية مواد محرمة دوليا دون علم الحكام الجدد فيما يعني من جديد ان الاستعمار الأمريكي هو الموجود بقوة ونفوذ في العراق.

واليوم تعلن اسرائيل انها ستقصف أية قوة ايرانية موجودة بالعراق، موجهة إهانة مجددة للحكام الجدد الذين عاقبوا الثورة والمقاومة بإعدام قادتها تحت الإشراف الأمريكي.

البصرة تصرخ والعراق كله يصرخ والطبقة السياسية لا تبدي أي تأثر وتصر على قهر الناس مزودة بحماية امريكية وبمليشيات طائفية وبنهم غير مسبوق لسرقة العراق كله وتدمير قوته.

اجل، بعد ان تمكن العراقيون من هزيمة الجيش الأمريكي في ملحمة البطولة يحاول الأمريكان تمكين عملائهم في المليشيات الطائفية والأحزاب الأنانية تدمير النسيج الاجتماعي وروح العراق الواحدة.. وهنا تتوجب عملية جديدة يقوم بها الغيارى من ابناء العراق للتخلص من الثورة المضادة والطابور الخامس وإرجاع العراق إلى هويته الحضارية وإلى دوره التاريخي في قيادة الأمة.. وسيعلمون نبأه بعد حين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!