-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من عالم الأمومة إلى السجن

خريجات السجون… من يحفظ لهن توبتهن؟

نسيبة علال
  • 3334
  • 2
خريجات السجون… من يحفظ لهن توبتهن؟
ح.م

كثيرات هن من رماهن القدر خلف قضبان السجون في ريعان العمر، بسبب خطأ غير محسوب أو جرم غير مخطط لله، فذبلت زهرة شبابهن بين الأشواك، حكايات مرعبة، وأخرى غير متوقعة روتها لنا سجينات وقريباتهن، عن كيف قادتهن أيدي إبليس إلى الجحيم.

بخلاف القضايا المشهورة التي تدخل جرائها النساء في الجزائر إلى السجون، والمتمثلة عادة في قضايا دعارة، وبيع وترويج المخدرات، والنصب والاحتلال، والجرائم الالكترونية، وهي أكثر أنواع الجرائم والجنح التي تسجلها مصالح الأمن، هناك قضايا أخرى، مخالفة تماما لهذه الأخيرة ، يقول خبراء النفس والمجتمع أن هنالك دوافع تحركها من حقد وغيرة، أو تعصب مفرط، أو الوقوع في شراك المقارنة، تعد النساء الماكثات في البيتـ، تحت سن الخامسة والثلاثين أهم أبطالها، حيث أفادت إحصائيات قامت بها مصالح الدرك الوطني أن 55 بالمائة من الموقوفات في السجون الجزائرية تتراوح أعمارهن ما بين 18 و 35 سنة، ما يقارب السبعين بالمائة منهن، ماكثات بالبيت، من ذوات المستوى الدراسي المحدود.

من عالم الأمومة الجديد إلى السجن

التقينا فرح من الدويرة بعد إسرار شديد لتروي لنا قصة أختها السجينة، بعد أن تداولتها الألسن وصفحات الجرائد، م.أ 22 سنة، تزوجت منذ سنتين، أنجبت طفلتها الأولى بعد عشرة شهور من زواجها من رجل في الثامنة والثلاثين، سكير ومدمن مخدرات، تروي فرح بحرقة شديدة تفاصيل الحادث الذي جعل عائلتها تتبرأ من نسب اختها الصغرى: “دخل زوجها ثملا كعادته في ساعة متأخرة من الليل، وبدل أن يضربها هي كالعادة ويبزق في وجهها ويشتمها بأبشع العبارات، صادف دخوله نوبة بكاء شديد تمر بها رضيعته بسبب الحمىـ فانهال عليها يضربها..”، لم تتمالك م.أ نفسها ولم يكن لديها متسع من الوقت لتراجع ما تقدم على فعله، فحملت عصى حديدية وضربته بأقصى قوة على كتفه، تظيف فرح: ” ترددت أختي ولم تقبل على أي خطوة بعدها، خاصة أننا عائلة متشددة ولا أحد سيساندها في فعلتها، إلى أن تقدم هو بشكوى لدى مصالح الأمن بعدما تم اكتشاف أن ذراعه قد شلت”، لازالت م.أ تضيع أجمل سنين عمرها قبل القضبان، تنتظر مستقبلا مجهولا.

طاهرة واتهمت بالزنا

شهيناز.ب موظفة بإحدى شركات تعليب الحلويات ببينان ولاية البليدة، خريجة سجن الحراش، والتهمة متعلقة بالشرف، رغم أن كل التقارير تفيد أن الفتاة طاهرة، وعلى عكس البقية، شهيناز هي من أسرت على نشر قصتها، فبعد أن تخرجت من الجامعة عن عمر 23 سنة، حاولت الحصول على عمل لمساعدة عائلتها الفقيرة بمختلف الوسائل دون جدوى، قبل أن تلتقي بصاحب مكتب أعمال ويطلب منها إرسال صورها على الخاص، شهيناز وبعد ان انقطعت بها السبل رضخت للطلب وارسلت صورا خاصة بعضها فاضحة حتى تتمكن من الظفر بالوظيفة وتوديع الفقر، تقول:” انتظرت طويلا، وبعد مراسلات عدة، وتهديدات بالصور، طلب مني صاحب المكتب زيارة منزله، حتى يقدم لي المفاتيح وبعض الأوراق، لكن غرضه كان خبيث، ورغم احتياطاتي، كانت زوجته العاملة تتبع تحركاته وقامت باستدعاء الشرطة، وتم اتهامي بقضية زنا، دخلت السجن جرائها لمدة ستة اشهر”، خرجت شهيناز بوصمة عار ترافقها مدى الحياة، وبات مستحيلا أكثر مما كان العمل في وظيفة محترمة تعادل شهادتها الجامعية، بسبب ما تحمله صحيفة السوابق العدلية خاصتها.

يجب إعادة إدماج السجينات في المجتمع

يتفق خبراء النفس والمجتمع، والجمعيات التي تنادي بحقوق المرأة على ضرورة التكفل أكثر بخريجات السجون خاصة اللواتي دخلنها من دون تخطيط للجريمة، فالمرأة الجانحة التي تم توقيفها والتي أصبحت تمثل 1 إلى 2 من 10 قضايا حكمت فيها العدالة بالتوقيف، عادة ما تغادر السجن بمخلفات نفسية خطيرة، بالإضافة الى النظرة الدونية التي يوجهها لها المجتمع، لذلك يجب توفير مكاتب للإصغاء والتوجيه، خاصة للأولياء، حتى يتمكنوا من تجاوز عقدة البنت السجينة واحتوائها وادماجها من جديد، تفاديا لتكرر الجريمة بدوافع انتقامية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • يونس

    السلام عليكم أنا مواطن جزائري بديار الغربة عندي بعض الأسئلة فهل يمكن الاتصال في الخاص دائما في نفس الموضوع و شكرا

  • شخص

    و ماذا عن خريجي السجون !