-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خطبة السبت 22

عمار يزلي
  • 1185
  • 1
خطبة السبت 22
ح.م

الحمد لله الذي هو محرك كل حركة وكل تحرك، ما تحرك عليها من دابة إلا من حركته، ولا محرك إلا من حراكه، ولا صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وهو ذو القوة المتين.

أما قبل، أيها الناس، هذا حولٌ يمر، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله من حلول كل نفس شريرة محل كل نفس محلة، وكل حلول في محلول، وكل محال حل يحل محله في الحل والحرام وفي الحال وكل الأحوال. حولٌ يمر على حراكنا المجيد، وعلى صحوة ضمير شعب أحرقه صهد اللهيب، بعد عشريات من التغييب والتعليب والترهيب والترتيب. عام مر على تحرر البلد من النكد، وما بلى في الجد وما جد فما وجد، لا إله إلا هو عليه كل معتمد، الذي يسوي بالأرض أنظمة شمولية ودولا وحكاما بنوا من رماد مدنا كـ”إرم”، بدون عمد.. ثم جاء يوم النحس والنكد، وهوت العروش وذابت الكروش وباتت كالعهن المنفوش.. والـPneu.. المفشوش والسكر والحليب المغشوش. وهاهي الذكرى الأولى من الحراك العتيد، السلمي الفريد، تحلّ والدم فينا لا يزال يسري حاميا في كل وريد، ضد كل جبار عنيد، مناع للخير معتد مريب. يمرّ حولٌ على حال لم يعد هو نفس الحال على كل حال، ونحن ماضون في التغيير والإصلاح بتوفيقه وحمده مع كل إشراقة صباح مهما نبح نابح، وصدح بقول صادح غير واعي وغير مباح، لا إله إلا أنت.. يا حي يا قيوم أنت السمح وأنت ملهم السماحة.

اللهم، يا باري القلوب أبرم لنا من أمرك رشدا.. واجعل لنا ولبلدنا من حسن تدبيرك وصنعك، سندا، ومن كرمك وجودك رغدا، ومن لطفك ورحمتك مددا، وأمطر علينا من شآبيب رحمتك ما لا نحصيه عددا. اللهم أغثنا غيث الفلاح والصلاح واللقاح والنجاح ولا تسقنا مطر العذاب من ذنب ما فعله فينا النهاب.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم من كل ذنب لي ولكم، إلا ذنوب أولاد الحرام.. ممن أوصلوا البلاد إلى حافة لا يليق بها ذكرُها في هذا المقام..

الحمد لله على كل حال، ودوام الحال من المحال، ولو دامت لغيرك لما وصلت إليك. أيها الناس، لا تنسوا أن الوسواس الخناس، لا يزال يجلس ويحضر كل مجلس بما فيهم مجالس الذكر مع الناس، لخلق البلبلة والتكفاس والضرب بالفاس على الراس. لا تعتقدوا أن كل التكداد باقي في العظم، بعدما نشف حتى التلحاس. ما تركوا على ظهر البلد من دابَّة هؤلاء الدواب، تركوا أسئلة ولا جواب. لهذا لا تتصوروا أننا من هذا المحراب، نتسوَّر المرآب، وتقوم قائمة الدولة من كبوتها في وقت قصير أجرا وثوابا، وأن كل شيء سيحل، في أشهر بعد سنوات من مرض الحمى القلاعية والكوليرا وقزاز البل..لا بل، ستشهدون أياما صعابا، وأشهرا حطابا غير رطاب، والحمد لله الذي لم يصل الدم للركاب. فكل الشكر لجندنا البواسل، الوطنيين، سليلي أمجاد وشهداء وجيش الأوائل. ستعرفون الصعاب قليلا، ولكن ما هو قادم أحسن وله منا عليه دليلا. سوف لن تسمعوا معسول الكلام وتمنون بحلو المنام.. بل ستسمعون خطْبا لا خطابا.. وسيعمل ما تبقى من عصابة علي بابا.. على غلق عليكم في كل باب الأبوابا.. لكن الأمل باق ما بقيتم متحدين أوفياء للوطن والدين وقيل من راق.. والله يذلّ السراق أينما حلوا وارحلوا وقطعوا من كتف وساق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • احمد

    روعة يا امامنا الفاضل