خطوات جادة لتحقيق اكتفاء ذاتي في الأدوات المدرسية

أكد رئيس المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، جابر بن سديرة، أن الجزائر حققت هذه السنة الاكتفاء الذاتي في المآزر، خاصة أن ورشات الخياطة أعطت طاقة كبيرة في الإنتاج المحلي ولبت متطلبات السوق، ويفكر أصحابها في التصدير نحو الخارج.
وقال بن سديرة لـ”الشروق” إن الأدوات المدرسية ذات الصنع الورقي على غرار الكراريس، تشهد انخفاضا نوعيا هذه الأيام، وهذا بسبب تراجع الطلب عالميا على الورق، بعد النهضة التي شهدتها بعض الدول المتقدمة في مجال الرقمنة، حيث وصل هذا التراجع إلى 50 بالمائة، أما في الجزائر فبلغ التراجع نسبة 10 بالمائة فقط.
وحسب بن سديرة، فإن الإنتاج المحلي للأقلام وبعض الملونات، والإكسسوارات الأخرى الخاصة بالدراسة، يتجه نحو التطور بخطوات بطيئة، ولكن هناك مشاريع في الأفق فيما يخص إنتاج الأدوات المدرسية في الجزائر، بعد استفادة بعض المستثمرين من أوعية عقارية، وإعفائهم من بعض الضرائب، والعراقيل الجمركية، حيث يمكن لهم استيراد العتاد ومدخلات الإنتاج، وبالتالي الذهاب إلى مجال التصنيع.
وتوقع جابر بن سديرة بقاء أسعار الأدوات المدرسية ذات الصنع البلاستيكي والمعدني، على نفس أسعار السنة الماضية، قائلا: “إن الوفرة موجودة، لأن وزارة التجارة رخصت لاستيرادها منذ شهر مارس الماضي، ولكن الإنتاج المحلي للأدوات المدرسية من هذا النوع ضعيف، كما أن تاريخ دخول الكميات من هذه الأدوات جاء متأخرا قليلا”.
وأكد المتحدث أن المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي رفعت تقريرا لوزارة التجارة لطرح بعض الانشغالات، تتعلق بتاريخ الترخيص لاستيراد الأدوات المدرسية وخاصة ذات الصنع الصيني، والذي من المفروض، بحسبه، أن يكون في شهر ديسمبر، مما يسمح بالاتفاق مع المتعامل الاقتصادي الأجنبي شهري فيفري ومارس، قبل وصول الكميات المطلوبة شهر جوان، بعد استغراق رحلة الباخرة التي تشحن عليها الطلبية مدة تصل إلى 45 يوما.
ويرى أن تواريخ التراخيص بالاستيراد المتأخرة تقلص فترة المفاوضات مع الطرف الأجنبي، وبالتالي يضطر المستورد الجزائري، لقبول طلبيات من النوعية الثانية والثالثة.
ويتعلق الجانب الآخر لانشغالات المنظمة المطروحة أمام وزارة التجارة، حسب بن سديرة، بمعارض الأدوات المدرسية الخاصة بالبيع المباشر للمستهلك والتي تدخل في برنامج الوصاية، موضحا أن المصنعين والمستوردين يبيعون للمستهلك بنفس سعر تجار الجملة، واصفا هذا التصرف بـ”الاحتيال” الذي يقع ضحيته تجار الجملة والتجزئة معا.
وقال إن وزارة التجارة ستنظم معرضا في كل ولاية، و3 معارض كبرى في 3 ولايات، لبيع الأدوات المدرسية مباشرة للمستهلك، ولكن من المستحسن، حسبه، أن تتخذ بعض الإجراءات لتفادي سيناريوهات السنوات الماضية، عندما كانت تباع هذه الأدوات بأسعار تجار الجملة.
واعتبر أن استمرار مثل هذه التصرفات، يساهم بطريقة غير مباشرة في كسر سلسلة التوزيع وإثارة غضب تجار الجملة الذين يشترون كميات من المصنعين والمستوردين، ثم يفاجؤون بأن هؤلاء يبيعون للمستهلك بنفس السعر.