خطوة أخرى على طريق لمّ الشمل وتحصين الجبهة الداخلية
التقى ممثلون عن الأحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات الوطنية، ببيت حركة البناء الوطني بالجزائر العاصمة، الأربعاء، لمناقشة حيثيات المبادرة السياسية التي أطلقها الحزب قبل أسبوعين، والتي حملت عنوان “لم الشمل لتحصين الجبهة الداخلية”.
وبحث ممثلون عن الأحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات الوطنية التي سبق وأن أبدت موافقتها المبدئية على المبادرة الجديدة، النقاط والأرضية المشتركة التي يمكن الخروج بها للمضي قدما في هذا المشروع الذي ستشارك فيه مستقبلا عدّة أطياف سياسية، والتي تهدف في مجملها إلى حماية الجزائر من المخاطر الخارجية وتحصين الجبهة الداخلية وإعادة بعث الحركية السياسية في الجزائر، بعد حالة الركود والجمود التي شهدتها طيلة الفترة الماضية.
وجاء اللقاء بعد الدعوة التي وجهتها حركة البناء للطبقة السياسية في البلاد خلال مؤتمرها الأخير، حيث بّعثت هذه الأخيرة ممثلين عنها لبحث ومناقشة أرضية المشروع التي ستعرض لاحقا على القيادات الحزبية والمنظمات الوطنية لإبداء موقفها حولها.
ورغم تحفظ بعض التشكيلات الحزبية على طريقة طرح المبادرة السياسية بسبب المسار الذي انتهجته حركة البناء الوطني في إعلانها عن المشروع وتفضيل وسائل الإعلام للخوض في حيثيات المبادرة بدلا من طرق أبواب الأحزاب بصفة رسمية ومباشرة، إلا أن ذلك لم يمنع الأحزاب السياسية والمنظمات المعتمدة من المشاركة في هذا اللقاء من خلال إرسال خبراء ومختصين للمشاركة في إعداد الأرضية التي ستبنى عليها المبادرة السياسية لاحقا.
وفي هذا السياق، أكد القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، صافي العربي في تصريح لـ”الشروق” مشاركة حزبه في اللقاء المنظم في مقر حركة البناء الوطني حول مضمون المبادرة السياسية الجديدة، مشيرا إلى أن الارندي كان سباقا قبل سنتين لطرح نفس الفكرة، التي تدعو إلى ضرورة أن تلتف الطبقة السياسية في البلاد حول مشروع يٌحصن الجبهة الداخلية من المخاطر والمؤمرات التي تحاك ضد الجزائر.
وأشار المتحدث إلى الأزمات التي مرت بها الجزائر قبل سنتين والتي أثبتت أن بلادنا مستهدفة من قبل أطراف داخلية وخارجية تسعى إلى التشويش وخلق البلبلة قائلا: “سلسلة الحرائق التي شهدتها الجزائر سنة 2021 والتصريحات المعادية لبلادنا ومحاولة إغراقها بالمخدرات تتطلب منا كحزب سياسي المشاركة في حماية الدولة ومؤسساتها”، مضيفا أن “أي مبادرة سياسية تصب في هذا الإطار نحن معها”.
من جانبه، قال القيادي في حركة مجتمع السلم فاروق طيفور، إن حمس مع كل مبادرة سياسية هدفها حماية البلاد وتحصين جبهتها الداخلية، مشيرا في تصريح لـ”الشروق” إلى أن الحركة منفتحة على الجميع وتشجع كل مبادرة أو مشروع سياسي الهدف منه تقديم حلول واقتراح بدائل للوضعية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد، وكذا المساهمة في تحصين الجبهة الداخلية للجزائر.
أما بالنسبة لمبادرة حركة البناء الوطني، فقال محدثنا إن قضية الانضمام اليها من عدمه قرار تبت فيه مؤسسات الحركة بعد الاطلاع على مضمون المشروع السياسي المقترحّ، كما لم يخف طيفور أهمية مثل هذه المبادرات في المساهمة في بعث الحياة السياسية في البلاد بعد حالة الجمود التي تشهدها الساحة الوطنية.