-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اتحاد المقاولين يتبرأ.. وجمعية المستهلكين تطالب بتشديد العقوبات

خلط السكر مع الخرسانة يصدم الجزائريين

نادية سليماني
  • 17193
  • 0
خلط السكر مع الخرسانة يصدم الجزائريين
ح.م

أثارت قضيّة القبض على مقاول يخلط خراسانة الإسمنت بالسّكر، جدلا كبيرا وطرحت عديد الأسئلة. فالجميع يتساءل إن كان هذا المقاول فعلا يخلط هاتين المادتين غير القابلتين علميا للدّمج حسب ما هو متداول، لينشئ مساكن تأوي بشرا؟ أم هو مجرّد غطاء تمويهي للمضاربة في مادة السّكر مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، وهو ما ستجيب عنه التحقيقات القضائية الأيّام المقبلة.
بمجرد إعلان وزارة التجارة وبالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني، عن حجز كميات هامة من مادة السكر تقدر بـ 5 أطنان، تورط صاحبها الذي يشغل مهنة مقاول في خلطها بالإسمنت واستعمالها في مختلف أشغال البناء، والذي سبق له اقتناء كميات سكر أخرى منذ شهر جانفي المنصرم.. لقي الموضوع تفاعلات كبيرة في المجتمع وعبر منصات التواصل الاجتماعي.
فالمواطنون “المُستغربون”، رأوا أن غش واحتيال بعض الأفراد “تغلغل إلى قطاعات تعتبر حسّاسة، وأيّ خطأ فيها قد يؤدي إلى إزهاق أرواح”، مطالبين بأقصى العقوبات في حال ثبُت أن المقاول كان يخلط فعلا الخرسانة مع السّكر، لأسباب غير معروفة، بينما أكد آخرون أن الظاهرة موجودة، ويقوم بها المقاولون لتجنب تصلب الخرسانة عند نقلها لمسافات بعيدة” ومع ذلك فالسلوك غير علمي ولا قانوني”.
بينما أخذت غالبية تعليقات رواد التواصل الاجتماعي، طابع الفكاهة، معتبرين أن “بيوتنا ستكون بطعم السّكر”.

البناء قطاع حسّاس وتقني وليس حقل تجارب
في هذا السياق اعتبر، رئيس الإتحاد الوطني للمقاولين، سليم قاسمي في اتصال مع “الشروق”، أن ظاهرة خلط الخرسانة بمادة السكر، هي سلوك “غريب وغير مفهوم وغير طبيعي”.
وقال “إذا كان هذا الشخص المتورط في القضية، فعلا مقاولا، واستعمل السّكر لإبطاء عملية تصلّب الإسمنت حسبما يتم تداوله، فهو أمر غير صحيح، وأنا بصفتي خريج هندسة مدنية لم أسمع بهذا الأمر”، وأكد وجود مواد كيميائية تضاف للخرسانة لهذا الغرض، وهي “السيكا” و”غرانيتاكس” التي اخترعها علماء الكيمياء “وإذا اخترع هذا المُقاول مادة جديدة، فهذا مذهل؟” على حدّ تساؤله.
وأشار محدثنا “أن قطاع البناء هو مجال تقني بحت وحساس، ولا مجال فيه للتجارب العشوائية وغير المدروسة علميا، وكما أن كل إشكال في هذا القطاع لديه حلول تقنية ومواد اخترعها علماء الكيمياء، فمثلا لا يمكن أن يعوض زيت الزيتون دواء الأنسولين”.
وأشار محدثنا إلى أن جميع مشاريع البناء في الجزائر، تخضع للمراقبة من طرف هيئات تقنية، وبخاصة نوعية الخرسانة المستعملة، وبالتالي “استبعد أن يكون الشخص المتورط مقاولا أصلا، أو يمكن أنه يستعمل مادة السّكر لأغراض تجارية أخرى”.
وتأسّف قاسمي لمثل هذه السلوكيات ونحن في عام 2023، مُعلقا “يبدو أن ممارسات الشّعوذة انتقلت من المجتمع إلى قطاع البناء”.

المنتوجات المُدعّمة باتت تُحوّل لأغراض أخرى
من جهته أكد، رئيس المنظمة الجزائرية للدفاع عن المُستهلك “حمايتك”، محمد عيساوي عبر “الشروق”، بأن حادثة القبض على مقاول أقدم على تحويل أطنان من مادة السكر المدعم هي وقائع “خطيرة جدا، لأن السكر من المواد الأولية المدعمة من طرف الدولة، والموجهة للفئة المتوسطة من المواطنين، وعلى السلطات تشديد أقصى العقوبات”.
وأضاف “وفي حال تبيّن أن هذا الشخص أقدم على الإخلال بمعايير السلامة والغش في أشغال البناء، خاصة وأن مجال البناء يقوم على مقاييس معينة ومضبوطة عالميا، “فهو سلوك يُشكّل خطرا على سلامة المواطن، وذلك في حال انهيار المساكن، والتي قد تؤدي لإزهاق أرواح”.
ليخلص رئيس “حمايتك” إلى أن القضية “خطيرة”، كون المتورط أقدم على المساس بالاقتصاد الوطني، عن طريق تحويل مواد مدعمة تكلف الخزينة العمومية ملايير الدينارات، وهي موجهة أساسا للطبقات الضعيفة والمتوسطة، ليستغلها أفراد في ممارسات أخرى. ولذا “على القضاء تسليط عقوبات ردعية، لحماية أرواح المواطنين وقدرتهم الشرائية”.

لماذا يتم خلط السكر مع الخرسانة
ومن خلال بحث بسيط قمنا به، اكتشفنا أن ظاهرة خلط الإسمنت بالسكر موجودة في بعض معامل الإسمنت العربية أين وجد بعض المهندسين وصناع الخرسانة المسلحة أن حبيبات السكر الكرستالية الشكل، مادة غنية بالكربوهيدات التي يمكن لها الإحاطة بجزئيات المياه ومنعها من الاختلاط بعناصر الخرسانة وخصوصا بودرة الإسمنت، وعلاقة المياه بالسكر قديمة قدم التاريخ لهذا تتعلق جزيئات المياه بحبيبات السكر الحلوة، ويؤخر هذا التلاقي سرعة تصلب الخرسانة المسلحة، فيعطي وقتا إضافيا طويلا ومناسبا وفقا لمراحل التحضير والنقل والمناولة، دون أن يتسبب ذلك في إتلاف الخرسانة وفقدان جزء كبير من قوتها وقوامها الزمني والهندسي، وفقا للمواصفات الفنية.
وتجدر الاشارة الى أن هذا لا يبرر اطلاقا ممارسة المقاول المذكور، بل أوردناه فقط من باب الاحاطة بالموضوع، بينما نشاط البناء مثل غيره من القطاعات يضبطه القانون والتشريع الجزائري، حيث لا يسمع بتجاوز القواعد المعمول بها،، ناهيك على أن السكر يبقى مادة مستوردة بالعملة الصعبة و موجهة للاستهلاك الغذائي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!