-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خلّيه يقاقي!

جمال لعلامي
  • 958
  • 1
خلّيه يقاقي!
ح.م

أضحكني أحد القراء وهو يطلق مبادرة لكسر أسعار الدجاج، من خلال هاشتاغ “خليه يقاقي”، أسوة بحملة “خليها تصدّي” التي تستهدف منذ عدّة أشهر سوق السيارات، وهي الحملة التي ساهمت في تنزيل بورصة المركبات، والحال أن المستهلك الجزائري، لم يعد مثلما كان، ربما لأن “الحاجة أمّ الاختراع”، ولأن الجيوب لم تعد تحتمل أكثر!
هل تعتقدون لو كانت هذه الجيوب مرتاحة، لتحدث المتقاعدون والموظفون والمستخدمون عبر أغلب الهيئات والإدارات، عن المعاشات والأجور، كلما اقترب رمضان أو العيدين، أو الدخول المدرسي؟..
عندما يقول الخبراء إن العائلة الجزائرية بحاجة إلى قرابة 20 مليون سنتيم، إذا كان عدد أفرادها 6 أشخاص، لمواجهة المصاريف الاضطرارية، فهنا يجب التوقف!
هذا المؤشر الاقتصادي، خطير جدا، لأنه يكشف حجم الكارثة التي يفرضها انهيار القدرة الشرائية وتلاشي التوازن المالي للأغلبية المسحوقة من الجزائريين، ولكم أن تتصوّروا كيف يمكن لمن يتقاضى الحدّ الأدنى المضمون، أو ما يزيد عنه بقليل، أن يضمن قوته وقوت أبنائه، حتى وإن كان “الرزق على ربّي”؟، لكن مع ذلك كيف بإمكانه سدّ الثغرات؟
لقد تحوّل رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى والدخول المدرسي والعطلة وموسم الأعراس، إلى “غول” والعياذ بالله، يُرعب الجزائريين وينقل لهم الهلع، كلما تردّد اسمهم، والسبب طبعا، سماسرة وبزناسية ومحتالون “ما يخافوش ربّي”، لن تنفع معهم لا “خليه يقاقي” ولا هم يحزنون!
أليس من العيب والعار، أن يلجأ التجار في بلدان “كافرة” إلى تخفيض الأسعار للمسلمين المغتربين والمقيمين عندهم، خلال المناسبات الدينية، وتنزيل الأسعار أيضا في مواسم أعياد السنة والصيف والشتاء، بينما نلجأ نحن الذين نؤمن بأن “الدين معاملة” إلى إدخال الأيدي في الجيوب، وحتى “الصولد” الذي يطبّل له أصحابه فيه من النصب والتحايل ما يسدّ الشهية؟
المشكلة ليست لا في السيارات ولا في الخضر والفواكه ولا في الاستيراد ولا في الدجاج واللحوم، وإنّما في تراجع وتبدّل القيم والأخلاق والعادات المشينة وتحليل السرقة، ولسنا بحاجة إلى تعداد الأمثلة السيئة والنماذج البائسة التي تثبت تعاملات لا تليق بمقامنا!
للأسف، أصبح المصروف اليومي، ولا نقول الشهري، بُعبعا يخيف المقتدرين قبل “المزلوطين”، والمحظوظين قبل “المهرودين”، نتيجة سقوط الدينار وإشعال النار في الأسعار، وتكاثر “السرّاقين” الذين يبررون سرقاتهم للزبائن والمستهلكين، بفنون الشطارة في التجارة.. وإذا استمرّ الوضع على ما هو عليه، ستزحف مبادرة “خليه يقاقي” إلى “خليه يبعبع”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ابن الجزائر

    تعرف ياسي جمال العقدة تكمن قيل لنا :ان الله يغفر الدنوب جميعا الا أن يشرك به؟فاصبح الفرد يسمح لنفسه بارتكاب كل الموبقات ويتوب ويستغفر ويحج ويزكي مما أخدته يداه اليمنى بيده اليسرى ويفتون له سيغفر لك ربك لأنك تبت ؟ والحل ترك العلاقة الشخصية لأي فرد مع خالقه والنظر حوله للأنسان والعلاقة الأنسانية التي تجمع بينهما وترك أمر الدين بين الفرد والاهه تستقم أمورنا ؟أما أن نعيش جنب ديب وجنب سلوقي كما يقال فلا فائدة ترجى ،لأننا لا نطبق لا القانون الوضعي الأنساني ولا حتى قانون ربنا ولا يخاف من الآخرة لأنه سيعود من الحج كما ولدته أمه ؟حلل وناقش ؟أي غسل عظامو من كل الدنوب هل هدا منطقا عند خالقنا ؟أبدا