-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجزائريون لا يغازلون زوجاتهم

خوفا من أحكام الأهل وغرور النساء

نسيبة علال
  • 4456
  • 11
خوفا من أحكام الأهل وغرور النساء
بريشة: فاتح بارة

تنتظر الزوجة من شريكها أن يحرك أنوثتها ويشعرها بأهميتها في حياته وحياة أولاده، بالكلمات كما بالأفعال أيضا، هذا ما لا تحصل عليه غالبية النساء الجزائريات، فالغزل كثيرا ما يختفي من قاموس الرجل بمجرد الزواج، خاصة إذا تعلق الأمر بالمدح والتغزل أمام العائلة والمعارف.

تقع المرأة في بركة العسل قبل الارتباط الشرعي، متى يكون الصديق أو الخطيب يغدق عليها بعبارات الود، ويتغزل بطباعها وأناقتها وقوامها وكل تفاصيلها تقريبا، حتى تشعر بأنها أجمل ما صادفه شريكها طوال عمره، لكن هذه الثقة التي تبنيها الكلمات الشاعرية عادة ما تهتز أو تنهار بعد أيام من دخول بيت الزوجية. بعض الرجال يفسرون ذلك بالحصول على المرأة التي رغبوا فيها، وبأنها باتت تقاسمهم كل شيء، وأن كل محاسنها أصبحت ملكا لهم ولم يعد هنالك من داع لاستعطافها أو جذبها، خاصة أن مسؤولية هذه المرأة والسعي لإرضائها وتوفير متطلباتها يغطي عن هذا التقصير، ويعتبر إدلاء فعليا عن الإعجاب والحب والوفاء، يقول منعم: “.. قبل الزواج كنت أفكر كثيرا لأوصل إليها رسالة نصية تفيض حبا واهتماما، أما اليوم فعلي أن أعمل كثيرا لأوفر لها هاتفا ورصيدا.. يختلف الأمر قليلا، لكن كليهما غزل في مفهومي، نحن الرجال نرى أن الاكتفاء بالغزل بالكلمات بعد الزواج تصرف مراهقين، أما إثبات الود فيستحق أكثر من ذلك..”. مع هذا تتشبث النساء بحقهن في التمتع بعبارات الغزل، وإرضاء طبيعتهن الأنثوية، وأنه لا شيء يعوض ذلك مهما كان.

من المظاهر المثيرة للحيرة، أن الكثير من النساء يفقدن الرغبة تدريجيا بعد الزواج، في الاهتمام بشكلهن الخارجي، وتخف حصص التسوق في برنامجهن، وحتى زياراتهن إلى صالونات العناية والتجميل، رغم إدمانهن عليها في فترة العزوبية، إذ تفيد دراسات أجراها باحثون اجتماعيون ونفسيون من الجامعات الأردنية بأن المرأة العربية، تركض وراء الزينة والموضة والعطور للفت الرجل وجذبه واستعطافه، ويزيدها اهتمامه وغزله هوسا بعالم الجمال، غير أن النساء اللواتي يفقدن هذا الهوس، يعانين من الإهمال من قبل الزوج، وجوعهن إلى سماع عبارات المدح والغزل والمجاملة، هذا ما تؤكده الأخصائية النفسانية كريمة رويبي: ” فئة قليلة جدا من النساء من يولين أهمية لأناقتهن ورشاقتهن فقط ليشعرن بالراحة النفسية والثقة بالنفس، أما البقية وتشكل غالبية النساء، فإنهن يسعين لجلب اهتمام الشريك والحصول على إطرائه، ويسبب عدم تجاوبه عقدا نفسية لدى الزوجة، وبرودا عاطفيا..”.

مغازلة الزوجة أمام الأهل هل هي جريمة أخلاقية؟

يتحاشى الرجل الجزائري منذ القدم الجلوس إلى زوجته مع أهله، حتى لا تلتقي نظراتهما أو تفلت منه عبارة مدح غالبا ما تسجلها العائلة في خانة الغزل العلني، وكسر العادات والحرمة ومحاولة السماح للزوجة بالتمادي، يقول وحيد: “أقل شيء، لم أسمع أبي ينادي والدتي باسمها طوال اثنتين وثلاثين سنة أذكرها من عمري، فلم يكن من السهل أن أمدح طبخ زوجتي العروس أمام أهلي، ولا أن أسترق النظر إلى لباسها وأطيب خاطرها بكلمة، رغم أنني كنت دائما أغازلها طيلة فترة الخطوبة، هذا ما أصابها بالصدمة، خاصة أنني من خجلي ومن عاداتنا الرثة المتوارثة، أنه إن سألتني أمي أو أختي عن أمر يخص زوجتي أو عن رأيي في شغل أنجزته أصمت أو أرد مظهرا اللامبالاة”. فالخوف من نظرة الأهل وأحكامهم المجحفة حيال الرجل الذي يغازل زوجته، بأنه يخافها وأنها تسيطر عليه، ساهمت بشكل واضح في طمس أحد أهم سبل تعزيز الود بين الطرفين، تقول أسماء: ” زوجي من النوع المتفتح، يمتدح طريقة لبسي وطبخي وأسلوبي في الديكور وتنظيم المنزل، لكن رغم هذا لا يجرؤ على قول كلمة غزل واحدة أمام أهله أو أصدقائه”.

تبقى الزوجة الجزائرية متعطشة إلى الاهتمام والإطراء، فيما يتخوف الرجل من محيطه وحتى منها هي شخصيا بأن يصيبها الغرور، مع أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يمتدح زوجاته ويغازلهن علنا، حتى إنه قال يوما لأصحابه قاصدا السيدة خديجة- رضي الله عنها: “إن رزقت حبها”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • خليفة

    بمان اغلب الاسر الجزائرية محافظة ،فغير معقول ان تطالب الزوجة من زوجها بان يغازلها امام اهله ، و لكن عندما يكون الزوجان مستقلين في مسكن خاص بهما ،فليفعلوا ما شاءوا،و لكن العيش ضمن علاقات اجتماعية، يتطلب احترام الاداب العامة داخل الاسر الكبيرة، و عليه من اراد الغزل عليه بسكن مستقل ،و من هنا نقول يقل او ينعدم الغزل بين الازواج في الاسر الكبيرة و في ظل ازمة السكن ، و قد ينتشر الغزل عندما تفرج ازمة السكن و يستقل الازواج عن الاسرة الكبيرة.

  • جبوري نورالدين

    كلام الغزل مع الزوجة امام العائلة تدل على عدم الادب وقلة الحياء و انعدام المروءة .
    وين حابين توصلو يا متأسلمين .

  • Djazairia

    محمد@
    .C''est du narcissisme en personne
    Que dieu vienne en aide à ta femme et tes enfants
    Allah ikoun m3ahoum
    Ça doit être l'enfer chez toi

  • Houria

    C'est plus facile d'insulter une femme que de lui dire des mots décents et affectueux.
    Une société malade.

  • محمد

    الحقيقة أن المرأة الجزائرية اذا عاملتها بالحب والرومانسية تقول هذا ضعيف الشخصية وتتكبر وتتسلط....المرأة الجزائرية تحب الرجل القاسي الذي لا يهتم بها ولا يجاملها ولا .......................نصيحة للشباب اياك أن تحب زوجتك فانها ستذلك وان أحببتها لا تظهر لها ذلك لأنه الذل الذي ما بعده ذل....عن تجربة

  • rafik

    أظن من الفطرة ومن الواجب استقلال الزوجين بمنزل خاص وهذا من مستحيل في دولة مثل الجزائر للابتعاد من المشاكل العائلة والتدخل فيما لا يعنيهم فأنا أحب زوجتي ألبسه لباس قصير و السروال الضيق في منزلي الخاص وهذا يستحيل تطبيقو في المنزل الوالدين

  • ام حرام

    ركبت البحر بلباس الجنود لم تابه لغزل او كلام الكافرات بل اعطت الرجال درس في الخوض بين المخاطرة دون التفكير ولو للحظة في الوقوف مدافعة عن الحق

  • حميد

    لان المجتمع عندنا مريض و غير منطقي

  • كلمة حق

    تقولين بان (مع أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يمتدح زوجاته ويغازلهن علنا) فهذا يعجبكم الاقتداء بالرسول وحينما نقول لكم الرسول تزوج باربع نساء تقولون بانكم تحتكمون للرسول الا في الزواج فالعجب فيكن يا قوم جهنم حلال عليكن حرام على الرجال فحسبنا الله ونعم الوكيل وزيد المراة ان غازلتها اقول لك بانها تهردت عليك توليلك مشكل في الدار امالا خليها في مكانها وين راهي محطوتة لان الغزل كلمة حق اريد منها باطل والفاهم يفهم

  • على طاولة

    العشاء يقول الشاب المتزوج عن طريق فولانة واش الخبز خلاص تقول له زوجته التي لم تدري بعد ان هناك طاولة وضعتها العائلة جيب لي معاك.كفتة شانية وماتنساش الخبز

  • عبد الناصر

    قالت الزوجة لزوجهالماذا تغيرت بعد الزواج كنت قبل الزواج تقدم لي الهدايا و تسمعني الكلام الجميل ولكن حاليا لا شيء من هذا أو ذلك فأجابها هل رأيت يوما صيادا يطعم السمكة بعد صيدها -و الحديث قياس .