دخول مدرسي على دفعتين لاستيعاب 11 مليون تلميذ

التحق الأربعاء، التلاميذ بمقاعد الدراسة في ظروف آمنة وصحية مقارنة بالموسمين الدراسيين الماضيين، في حين تم تسجيل لجوء مؤسسات تربوية في اليوم الأول إلى “الأقسام الدوارة” وأخرى استنجدت بالملحقات، كحلول ظرفية لمعالجة مشكل الاكتظاظ، في حين أقدمت مدارس على تقسيم الدخول إلى دفعتين، لاستيعاب 11 مليون تلميذ، وسط غيابات لأساتذة متعاقدين.
تنفس التلاميذ والأسرة التربوية الصعداء بعد معاناتهم على مدار موسمين من تدابير الغلق التي فرضتها الجائحة، ليلتحقوا هذا الموسم بمعنويات مرتفعة، وهم مطالبون اليوم بالتأقلم مجددا مع تواقيت الدخول والخروج القديمة التي كانت معتمدة قبل أزمة الوباء، من خلال الالتحاق في الفترة الصباحية على الساعة الثامنة وإلى غاية منتصف النهار، والاستئناف في حدود الواحدة زوالا وإلى غاية الخامسة مساء.
وأفادت مصادر “الشروق” بأن اليوم الأول من الدخول المدرسي الجاري قد عرف لجوء رؤساء مؤسسات تربوية بالطورين المتوسط والثانوي إلى الأقسام المتنقلة “بالدوارة”، كحل ظرفي لمشكل الاكتظاظ الذي طرح نفسه، جراء العودة إلى نظام التمدرس العادي، في حين لجأت مؤسسات تعليمية أخرى إلى استغلال الفضاءات المهجورة لاستيعاب كافة التلاميذ وضمان مقعد بيداغوجي لكل متمدرس، على اعتبار أن العدد مرشح للارتفاع نهاية شهر أكتوبر، عقب الفصل بصفة نهائية في التماسات الإدماج التلاميذ للمطرودين واستئناف الدراسة كمتمدرسين نظاميين.
وفي الموضوع، يوضح قويدر يحياوي، الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، في تصريح لـ”الشروق”، بأن تقارير المكاتب الولائية المرفوعة، تؤكد لجوء أغلب رؤساء المتوسطات والثانويات على المستوى الوطني، في اليوم الأول من الدخول، إلى تبني حلول مستعجلة لاحتواء المشاكل، والمتمثلة أساسا في تقسيم الدخول المدرسي إلى دفعتين، حيث التحقت الدفعة الأولى من التلاميذ بمؤسساتها التربوية الأربعاء، على أن تلتحق الدفعة الثانية الخميس، لتحقيق دخول موحد الأحد المقبل، لأجل استيعاب عدد المتمدرسين الكبير الذي بلغ ببعض المتوسطات والثانويات 1500 تلميذ، وللتمكن من تنظيم استقبالهم بصورة جيدة لتفادي حدوث فوضى أو انزلاقات، زيادة على التحكم في الأقسام المتنقلة التي يستحيل ضبطها في يوم واحد بناء على تعداد الأفواج وعدد الحجرات المتوفرة.
ولم يتمكن رؤساء المؤسسات، نظرا لضيق الوقت، من إنجاز التنظيمات التربوية الخاصة بالأساتذة، على اعتبار أن ذات التنظيمات قد وصلتهم متأخرة جراء التغيير الذي طرأ على نظام التمدرس، وكذا للتمكن من معالجة مشكل نقص الكراسي والطاولات المطروح بمؤسسات تعليمية.
ويضيف مسؤول التنظيم بالنقابة بأن مشكل الاكتظاظ قد أضحى معمما ومس جميع المؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة في هذا الدخول، وذلك جراء التخلي عن نظام التفويج، وبالتالي لم يعد مطروحا فقط على مستوى بعض المدن الكبرى، الأمر الذي دفع بمؤسسات إلى الاستنجاد “بالملحقات”، غير أن هذا الحل لا يعد عمليا، لأنها تتواجد بمواقع بعيدة عن المؤسسة الأصلية، وهو الإجراء الذي سيتسبب في إرهاق الأساتذة الذين سيضطرون إلى التنقل إلى تلك الملحقات يوميا، مما يستوجب فتح مناصب مالية جديدة، على حد تعبيره.
ومن جهته، يؤكد بوعلام عمورة، الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، لـ”الشروق”، بأن الدخول المدرسي الجاري يشهد عودة قوية “لنظام الدوامين” بمرحلة التعليم الابتدائي، وهو الإجراء الاستثنائي الذي تراجع بشكل كبير خلال الجائحة، في حين تم الوقوف أيضا على غيابات وسط الأساتذة المتعاقدين الذين تعذر عليهم الالتحاق بمؤسساتهم التربوية لعدة أسباب.
وأشار عمورة إلى تسجيل نقص في عدد الكراسي والطاولات ببعض المدارس، أين تم اللجوء إلى تقسيم الدخول على دفعتين أي الأربعاء والخميس والعمل “بالأقسام الدوارة”، إلى غاية تسوية كافة المشاكل المطروحة.
وبخصوص التغذية المدرسية، يفيد محدثنا بأن نسبة فتح المطاعم المدرسية على المستوى الوطني في اليوم الأول قد بلغت 60 بالمائة، رغم تعليمات المسؤول الأول عن القطاع، في انتظار بلوغ نسبة 100 بالمائة.
وفيما يتعلق بالكتاب المزدوج، يؤكد عمورة بأن بعض المدارس الابتدائية لم تستلم لحد الساعة الأدراج المخصصة لحفظها، موضحا بأن أساتذة ومديرين بمؤسسات بالمدينة الجديدة بسيدي عبد الله بالعاصمة، قد لجؤوا إلى تنظيف مؤسساتهم ومحيطها لاستقبال تلاميذتهم في ظروف نظيفة وصحية.