-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

راسبوتين الجزائر

راسبوتين الجزائر
ح.م

“جزائريان” استغربت تلقيبهما بما لقبا به من دون أن أعرف سبب تلقيبهما بذينك اللقبين، أما أولهما فهو قدور بن غبريط، الذي لقب بـ “الجنرال”، رغم أنه لم يكن حتى “كابرال”، رغم تشرفه بخدمة فرنسا من “مهده إلى لحده”، وذلك هو وسامه الأكبر الذي “فاخر” به، ورفع به خسيسته حتى في يوم الحج الأكبر، يوم حج ليس لوجه الله في سنة 1916، ولكن تسبيحا بحمد فرنسا، وتمجيدا لأعمالها الإجرامية، وحثا لـ”الشريف” حسين لإعلان الثورة ضد الدولة العثمانية، وأما ثانيهما فهو كحول محمود، الذي كانت أعماله “كحلة” ولم تكن محمودة، بل كان “بقلمه ولسانه من أحسن الدعاة لفائدة القضية الفرنسية”، كما شهد مدير الشؤون الأهلية في الجزائر “ميّو”، (انظر: مقتل الإمام كحول لـ: بو سولداني. ص11).

فأما من لقب بن غبريط بـ”الجنرال” فهو الأستاذ سعيد الزاهري، قبل أن يبيع قلمه بثمن بخس لمن اشتراه من الشيوعيين والمتاجرين بالدين والوطنية، وأما من لقب كحول بـ”راسبوتين” الجزائر فهو الأستاذ أحمد توفيق المدني، رحمه الله، وكلا اللقبين وردا في مجلة “الشهاب” المجاهدة ضد فرنسا وعملائها.

إن أقبح ما يصيب الإنسان “المسلم” هو أن يؤتيه الله – عز وجل – آياته، فتغلبه شقوته وشهوته، فينسلخ من آيات الله، فتعمى بصيرته، فلا يميز بين الحسن والقبيح، وبين الخير والشر، وبين العدل والظلم، وبين الحق والباطل، وبين الودود واللدود.. وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم “فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”.

إن راسبوتين الأصلي هو شخصية روسية قضى حياته (1872-1916) بين “الشيطنة”، و”الرهبنة”، يفعل ما يخجل الشيطان من فعله، تسلل إلى حاشية القيصر نقولا الثاني، وصار من بطانته، واستولى على عقله، وعلى “قلب” زوجته بعدما عالج ابنهما، فصار يأمر وينهى، يقرب من القيصر من يشاء، ويبعد من يشاء مما أدّى إلى اغتياله في سنة 1916.

وأما راسبوتين الجزائر فقد ولد في 1870، بمدينة قسنطينة، وبها تعلم من الابتدائي إلى أن تخرج في “المدرسة”، التي يتخرج منها القضاة والمترجمون ومن ترضى عنهم فرنسا بتعيينهم أئمة ومفتيين. وفي 1905 أسس مجلة “كوكب افريقيا”، الذي لم يكن “دُريَّا”، فلم يستبن سبيل الرشاد، ولم ينر لقومه سواء السبيل، وفي سنة 1914 عينته فرنسا في قسم الترجمة بالولاية العامة، وتأكد الفرنسيون من “إخلاصه لفرنسا وخدمته لها” – كما قال مدير الشؤون الأهلية – فعينوه “إماما” يهدي إلى الضلال، ثم رقوه إلى منصب “مفت”، ولن ينال هذا المنصب إلا من رضيت عنه فرنسا قولا وفعلا. وكان من ألد خصوم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأكبر الكائدين لها، حتى اغتالته فرنسا في 2 أوت 1936، متهمة الشيخ الطيب العقبي وعباس التركي بالتحريض على ذلك، لتوريط جمعية العلماء.. وأبطل الله “سحر فرنسا”، وخاب كيد الفاسدين من “الجزائريين”؟

وأما راسبوتين الجزائر في زمننا هذا، فهو من قال فيه الشيخ عبد الرحمن شيبان “إنه يشعل النار في الثلج” غفر الله لنا وله وللصالحين من الجزائريين والصالحات من الجزائريات.

وأما راسبوتين الجزائر الذي ما يزال يجوس خلال الديار، فسيأتي وقت قريب ينكشف فيه أمره، وهو ليس شخصا واحدا، بل هم كثر، وقد سمت فرنسا نهجا في مدينة الجزائر باسم كحول، وما يزال هذا الاسم إلى اليوم، والمطلوب حذفه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • merghenis

    «سمت فرنسا نهجا في مدينة الجزائر باسم كحول، وما يزال هذا الاسم إلى اليوم» هذا الشارع في باب عزون، كان اسمه : rue Saint Louis . كان يوجد في هذا الشارع المقرالقديم لفريق مشهور لـكرة القدم .

  • dzair

    شكرا للاستاذ على اشراكنا بمعلوماته التاريخية القيمة

  • محمد قذيفه

    حفظك الله من كل سوء أيها المجاهد ، وأبقاك ذخرا للجزائر ولعاشقيها