-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رايس‮ .. ‬والقطيع

محمد يعقوبي
  • 1349
  • 0
رايس‮ .. ‬والقطيع

نعم، منطقة الشرق الأوسط بصدد ولادة جديدة، كما تقول وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، لكن هذه الولادة لن تكون مشوّهة، كما تريد رايس وإسرائيل وحلفاؤهما، لأنهم جميعا ينظرون لهذه الولادة الجديدة على أنها قضاء مبرم على جذوة المقاومة في قلوب الملايين وبتر لسواعد المقاومين في فلسطين ولبنان، بينما يجب أن ننظر نحن إلى هذه الولادة الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط على أنها صحوة حقيقية يمكن أن تقود الشعوب لاسترجاع زمام المبادرة، كما استرجعها حزب الله في ساحة المعركة..

لسنا ندري لماذا تزور رايس الرياض والقاهرة وعمان، وليس لهذه العواصم أي تأثير إيجابي على مجريات المعركة في الجنوب الصامد، إلا إذا كان الهدف من الزيارة هو إشعال المزيد من الحرائق في لبنان وليس إطفاؤها، لأن مواقف هذه العواصم الثلاث بالذات لم تكن إلا مِعولا في يد الصهاينة يضربون به المدنيين العزّل في لبنان حتى أن مفتيا سعوديا “كبيرا” حرّم الجهاد إلى جانب حزب الله بدعوى انه شيعي، ولا يمكن أن يشكل التواصل الأمريكي مع هكذا عواصم عربية، إلا تعميقا لهذه المأساة وإطلاقا لليد الإسرائيلية الموغلة في الإبادة والتدمير..

كان من الأجدر لسيدة الإدارة الأمريكية رايس أن تزور دمشق وطهران أو تبعث “ذكرا” من ذكورها لمحاورة الرجال الأشاوس هناك، طالما متأكدة هي من الدعم السوري والإيراني لحزب الله، وأنهما المؤهلان الوحيدان للتأثير على مجريات المعركة في اتجاه وقف إطلاق النار وإنقاذ المدنيين من هول ما يتعرضون له يوميا. ولحسن حظ الأمريكان حتى السيد نصر الله اعترف أن دمشق وطهران هما حليفان أساسيان لحزب الله، ولم يقل الشيء نفسه عن القاهرة ولا الرياض ولا عمان، لكن الإدارة الأمريكية تبحث عن حلول لمشاكل إسرائيل وليس لوقف تدمير المدنيين في لبنان،‮ ‬وتبحث‮ ‬عن‮ ‬منطقة‮ ‬شرق‮ ‬أوسط‮ ‬جديدة‮ ‬فيها‮ ‬أسلحة‮ ‬دمار‮ ‬شامل‮ ‬ولكن‮ ‬ليس‮ ‬فيها‮ ‬حزب‮ ‬الله‮ ‬ولا‮ ‬حماس،‮ ‬وبالتالي‮ ‬لا‮ ‬طهران‮ ‬ولا‮ ‬دمشق‮ ‬تعنيهما‮ ‬الأجندة‮ ‬الأمريكية‮..‬

عندما ينشغل بعض علماء السنة بتصيّد أخطاء الشيعة ونحن في ظروف الحرب، وينشغل بعض علماء السعودية بدورات المياه وأطفال لبنان يغرقون في الدماء، وينشغل عمرو خالد بـ”صناع الحياة”، والإسرائيليون يصدرون الموت لأطفالنا في لبنان، وعندما تغرق الفضائيات الدينية في المديح والإنشاد، بينما الأسلحة الإسرائيلية المحرمة تبيد الأطفال في لبنان، سيكون لزاما على الشعوب العربية أن تراهن على “مغامرة” حزب الله، لأنها وحدها من ستضمن لنا ولادة منطقة شرق أوسط جديدة، خالية من التشوهات التي تريدها رايس وتشتغل لها جبهة الخنوع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!