-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات نظر

رجعية وتخلف

مليكة هاشمي
  • 1547
  • 13
رجعية وتخلف
ح.م

في زمن الجاهلية كانت تسود تلك الطقوس الظالمة المجحفة في حق البنات، فبمجرد ازدياد أنثى تقرع أجراس الإنذار ويعم الحزن والشجون، وتجبر الأم على توديع رضيعتها ليتم وأدها بعدما يحكم عليها بالدفن، ولكن بعد انتشار الإسلام ساد بعض الوعي بتحريم تلك الممارسات الرجعية..

وأقر الإسلام بمكانة المرأة وحفظ حقوقها، لكن بقيت تلك الذهنيات المتخلفة تطفو عليها سمات الجاهلية الأولى، مجتمع ذكوري لازال ينظر إلى الفتاة على أنها مجرد عبء ثقيل أو وزر مستسعر وقيد يعلن عن بداية عمر وجيم، فينظرون للبنت وكأنها شجرة مرداء لا ورق لها، أرض جرداء لا زرع ولا نبت مرجو منها..

لازال بعضهم يسقط وجيفا عندما ينثو خبر ازدياد فتاة في بيته، فيلطم حظه، ويأفل كبرياؤه، وكأنه على موعد جديد مع نبوة نجيم ستعكر صفو حياته، فينحط من الغيظ، ويواقع الحسرة ويعتريه الوصب، لازال البعض إلى غاية يومنا هذا يرى أن إنجاب الذكور فخرا ورجولة وفحولة وشموخا، وكأنه قانون جاهلي مرعي يسدل ستائره العاتمة على عقول أولئك الجهلة الذين لا يفقهون في الدين شيئا..

يرون أن الذكر هو ذلك المستقبل الواعد المشرق الملوح في الأفق، فيحتفون بقدومه بكل زخم ونهم، وكأنه ولي عهد أتى ليواصل نسلهم العريق، ويحافظ على ثرواتهم و إرثهم الذي يقتصر على شذرات أمل مبعثر متناثر، وعلبة كبريت مؤثثة بخزائن الحاجة والحرمان، ملك أتى ليحررهم من عبودية الفقر، جندي باسل جاء ليمزمز جمرات الحظ علها تومض وتبرق، ساحر حط ببركة دموعهم ليحول يومهم النجيد المتعب إلى حفلة صاخبة تلوح في الأفق، فيظلمون الفتاة ويحاسبونها على ذنب لم تقترفه، وجرم لا يد لها فيه..

يحاسبون الفتاة فتصبح حبيسة فكر لا لب فيه، تتطاولها الألسن والكلمات الجارحة بمجرد هفوة صغيرة تمر بخرم إبرة رفيعة، لتكبر بكل تلك العقد والمكبوتات النفسية الدفينة الخامدة المتأججة، تجعلها مرغمة على القيام بما لا طاقة لها به، فقط كي تثبت وجودها وكيانها وتفرض شخصيتها ، لتعوض ذلك النقص الذي وسموه بجبينها..

تشب الأنثى وتتكاثر معها مخاوفها وهواجسها ويسود حزنها وترحها، و كأنها مجرد قطعة خزف عتيقة حولت مرمدة لأعقاب سجائر قاتلة، تلاحظ تلك المعاملة الجاحفة بحقها، تلمح تلك النظرات الثاقبة التي تترصدها وتدون هفواتها، تحسب كل خطوة تتقدمها، تفر هاربة من كل أقاويل قد تفتك بوجودها، تنعزل بمحض إرادتها، وتصارع مجتمعا متناقضا رجعيا بذهنية متخلفة، يطالبها بالعطاء المستمر الباذخ، في حين يستصغر فيها كلمة شكر أو ثناء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • ع

    كيف كانت تمهل من رآها لتفوز بماله وتجعله يتبع

  • اهو كلام .......

    كنت جالسة مع اخي الكبير الذي وصل خمسين واكثر وفي لحظة نظر الى عينايا سارا من الدهر وغموض الخلق فهم قائلا كما يقول المصريي اهو كلام لا تصدقي ايا كان فالناس يجتهد بعضهم للتسيلة
    فخمنت بعدها مجيئة ورواحا وفكرت قليلا وقلت الدنيا كلها تساوي جناح بعوضة فعلى قدر اهل العزم تاتينا العزيمة وولما نختال ونحن احرارا في انفسنا بنا عيوبا كثيرة لا يشفي غليله من تكلم علينا بل سيجف ريقه ويحتاج لنتيجة عطش

  • يتبع

    لكن في نهاية الحرب العالمية الأولى تم اعتقالها ومحاكمتها واعدامها كجسوسة ألمانية ! وقد أتت من مقاطعة فريزلاندا الشمالية في هولاندا

    ( كان العالم في الماضي مليئا بأشياء مجهولة ومروعة كالأمراض والكوارث وتبدل الطغاة ...كل ما نفهمه كنا نتصوره كأساطير وسحر ) .

  • يتبع

    اذن لقد أصبحت هذه المرأة الغامضة الآتية من الشرق رمزا ثقافيا .. كتبت إحدى التغطيات الصحفية " تجسد ماتا هاري كل شاعرية الهند بغموضها "
    علقت صحيفة أخرى " لو كانت الهند تملك مثل هذه الكنوز المبهرة فلسوف يهاجر كل الرجال الى الهند! "
    ذاعت شهرة " ماتا هاري " ورقصتها الدينية " الصوفية " إلى أبعد من باريس وخالطت أرقى الطبقات وكان دخلها يحقق لها استقلالا نادرا ما كانت تحلم به امرأة في هذا العصر !

  • هرة تطلب الحرية !

    ألحانا مستوحاة من التراث الهندى ... بعد تلهف وانتظار كانت " ماتا هاري " تظهر فجأة في زيها الأخاذ ... كانت تقول لجمهورها أن رقصتها مستوحاة من الأساطير والحكايات الشعبية في الهند
    كان الناس راغبين في معرفة المزيد عن حياة " ماتا هاري" وقد أخبرت الصحافة أنها تعلمت الرقص الهندوسي وقالت لهم كيف أن النساء في الهند
    " يجدن الرماية والفروسية وماهرات في الرياضيات ويتحدثن في الفلسفة "
    لم يهتم الصحافيون بالاختلافات التي تحكيها حول نشأتها فكانوا يقارونها بالربة الهندية التي كتب
    " بودلير" عنها

  • هرة تطلب الحرية !

    يخطئ من يظن أن المرأة ضعيفة وسلاحها الوحيد هي الدموع والغباء ... !! في عام 1905انتشرت الشائعات في أنحاء باريس عن فتاة شرقية ترقص في بيت خاص متسترة بحجاب !
    كتب صحفي محلي رأى رقصها ...." أتت امرأة من الشرق الأقصى منعمة بالعطر و الحلي تعرض بعضا من حياة الشرق النابضة والثرية وتقدمها للمجتمعات المترفة في مدن أوروبا"
    بعد وقت قليل أصبح الناس جميعا يعرفون اسم هذه الراقصة " ماتا هاري "
    في وقت مبكر يجتمع الناس في قاعة مليئة بالتماثيل والتحف الهندية ... بينما كانت تعزف فرقة موسيقية ألحانا

  • محمد قذيفه

    اليوم الانثى تزاحم الرجل وتتفوق عليه في التوظيف وتدخل حتى الشرطة والدرك

  • يتبع

    في تاريخ الاغريق كانت المرأة بضاعة مهينة تباع وتشترى في الأسواق يقول الأستاذ مصطفى السباعي في كتابه( المرأة بين الفقه والقانون ) في أوج حضارة اليونانية شاعت الفاحشة حتى غدت دور البغايا مراكز للسياسة والأدب .... !!
    المرأة اليونانية في الواقع كما وصف المرحوم وهي في خيال الفلاسفة المصلحين وكما قال احد
    خطبائهم المشهورين ديموستين ... اننا نتخذ (...) لذة
    ونتخذ الخليلات للعناية بصحة أجسامنا
    ونتخذ الزوجات ليلدن لنا الأبناء الشرعيين
    هذه هي الجذور الحضارية للغرب الضاربة في الوثنية واستعباد المرأة !

  • يتبع

    وهذا منطق جاهليه قبحه الله تعالى في قوله :( وإذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم )

  • يتبع

    كانت العرب في جاهليتها شديدة الغيرة على النساء
    وكانت النساء عفيفات يخشين ما يخدش شرفهن كما يخشين الموت واشتط بعض رجال القبائل في الخوف من العار والفقر فوأدوا المرأة رضيعة قبل أن يغير عليهم مغير فتسبى وتذل ... الموت ولا الذل

  • أميرة الجواهر

    الخوف من العار والحفاظ على شرف المرأة وعفتها خصلة لا تزال راسخة في أعماق شعور الأمهات المسلمات والجدات خصلة فطرية زادها الإسلام رسوخا وثباتا

  • فنان

    كان في الجاهلية شهامة وعرف وووأد للانثى التي سجلت بطولة الشرف وانتهى زمرة دمها عندما سكنت تراب يحلو لها الهمس فيه وانين يخلد الجرم حتى تعيش مرة في كل ١٠٠٠سنة

  • الانثى

    احترام شديد يقر ان قرر ان يهوى ما يهواه الذي في بيته رغيد عيش يأسر ما اراد ومتى اراد