رجل يتنكر في زي امرأة منقبة لسرقة محل للمجوهرات بسطيف

تمكّنت مصالح الدرك الوطني بولاية سطيف، الثلاثاء، من إحباط محاولة سرقة جريئة استهدفت محلا للمجوهرات، نفذّها شخصان حاولا التمويه عبر انتحال صفة زوجين، أحدهما كان يرتدي جلبابا ونقابا وقفازات في محاولة لإظهار نفسه كامرأة، وهو ما كشفه ذكاء وفطنة صاحب المحل الذي اشتبه في تصرفاتهما.
تفاصيل الواقعة بدأت حين دخل شخصان إلى المحل ببلدية قصر الأبطال بجنوب ولاية سطيف، وتظاهرا بأنهما زوجين يرغبان في اقتناء قطع من الذهب، غير أن السلوك الغريب لما بدا أنه “الزوجة” أثار انتباه التاجر، لاسيما لكونه كان صامتا تماما، ولم يتفوّه بأي كلمة طوال مدة وجوده داخل المحل، وكان يتفادى التواصل البصري بشكل واضح، إضافة إلى ملامح جسدية بدت غير منسجمة مع مظهر امرأة عادية، رغم حرصه على تغطية جسمه بالكامل.
صاحب المحل، الذي راوده الشك على الفور، تعامل مع الموقف بحذر شديد، ولم يكشف عن قلقه بل أخبر “الزوجين” أنه لا يملك البضاعة التي يبحثان عنها في الوقت الحالي، وطلب منهما العودة في اليوم التالي. ما إن غادرا المكان، حتى قام بإبلاغ مصالح الدرك الوطني ببلدية قصر الأبطال التي تحركت على الفور ونسّقت خطة محكمة، تضمنت زرع عنصر بلباس مدني داخل المحل، وتركيز دورية راجلة بالقرب منه لرصد أي تحرك مريب.
في اليوم الموالي، عاد المشتبه فيهما إلى المحل، وبمجرد دخولهما، اقتحمت عناصر الدرك المكان، وتمكّنت من توقيفهما من دون مقاومة.
وقد أسفرت عملية التفتيش عن العثور على سلاح ناري مصنّف ضمن الصنف الخامس، بالإضافة إلى سلاح أبيض من الصنف السادس، وهو ما أكد نية تنفيذ عملية سرقة مسلّحة على طريقة أفلام الجريمة.
استكمالا للتحقيق، استصدرت مصالح الدرك إذنا بتفتيش منزلي الموقوفين الواقعين في ولاية مجاورة، وهناك كانت المفاجأة الثانية؛ فقد تم اكتشاف ورشة سرية لصناعة الأسلحة التقليدية، تحتوي على أدوات تلحيم وقطع معادن، ومواد أولية، تظهر أن الموقوفين كانا منخرطين في نشاط إجرامي يتعدى حدود السرقة، ويمتد إلى تصنيع وتوزيع أسلحة غير مرخّصة.
وبعد استكمال التحقيقات الأولية، تم تقديم المشتبه فيهما أمام الجهات القضائية المختصة، التي أمرت بإيداعهما الحبس المؤقت على ذمة التحقيق، في انتظار الكشف عن بقية ملابسات القضية التي يرجّح أن لها امتدادات أخرى قد تكشفها الأيام القادمة.
هذه الحادثة تطرح إشكالا خطيرا يتجاوز مجرد محاولة سرقة، ويتمثل في استغلال الزي النسائي كوسيلة تمويه لارتكاب الجرائم، وهو أمر بات يتكرر في بعض المناطق، ويهدّد، بشكل مباشر، ثقة المجتمع في رموز الحشمة لدى البعض. وحسب المتابعين لمثل هذه القضايا، فإن تنكر رجل في ثوب امرأة منقبة، واستغلال هذا الزي من أجل التسلل إلى أماكن حسّاسة أو تنفيذ جرائم، يضرب قيم المجتمع في عمقها، ويعد استغلالا خبيثا للخصوصيات الدينية.
في ظل تكرار مثل هذه الأساليب، يبقى أصحاب محلات المجوهرات من الفئة الأكثر استهدافا في مثل هذه العمليات، ما يتطلب تعزيز ثقافة اليقظة والتبليغ، وتنسيق الجهود بين المواطنين والأجهزة الأمنية لضمان الحفاظ على الأمن العام، وكشف أي مخططات إجرامية قبل تنفيذها.