-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رسائل الروح

رسائل الروح
ح.م

قبل البداية هذه الرسائل مهداة إلى روح رائدة الإرشاد الأسري صديقتي أمال زواغي

الرسالة الأولى: الإخلاص

رحمة الله عليك صديقتي أمال، ما كنت أتخيل أن أكتب عنك وأنت في دار غير دارنا، أرغب أن أقول ما كنت تودين قوله تماما لو كنت هنا معنا، أكتب ما كنت تهمسين به لروحي مع إشراقة الصبح مع خيوط الضوء وهي تغادر صفحة السماء الموشحة بالليل..

كم كنت أعشق سواد الليل وأرهبه، دعيني أقول لك، أشياء كثيرة تغيرت في داخلي من يوم أن رحلت، صار الليل أكثر ظلمة، آه من الليل وسواده كلون الموت يجعل القلب معتصرا خوفا ورجاء، عندما رحلت صديقتي نقشت في داخلي كلماتك، سمعتها بروحي رغم المسافات، قلت لي بنبرتك الشجية الواثقة “يا ليلى الموت والحياة بيد الله والإخلاص يجمع بينهما في تناغم، من كانت حياته لله، لم يعرف الموت كما يعرفه الناس، يصبح الموت مطية حياة جديدة وسعيدة في دار البقاء”..

شجعني صوتها على الابتسام رغم  الوجع وقلت لها: “كل الناس تحيا لتموت في النهاية وحده المخلص يموت ليحيا في قلوب الناس، وتلك الحياة الممتدة غنيمة صدقه وبذله “أرهفت السمع جيدا ووجهها الوضيء يشع من بعيد وقالت: “الإخلاص جوهر الحياة، من لم يعرف هذا المعنى لم يعش يوما حتى وإن مكث في الدنيا  طويلا، الإخلاص لب العبادة وعماد الأعمال وميزان العلاقات، ومن حكمة الله أن جعل معياره في يده وحده وهو معيار دقيق لا يكذب ولا يداهن..

فتحت عيني وطيفها البهي يودعني وصوتها مازال داخل روحي: “يا ليلى النوايا مطايا فليصلح كل واحد شأن ما ينوي، من كان سعيه لله وصل وارتفع مقامه، ومن كان سعيه لنفسه انقطع وانحدر إلى أسفل سافلين، هذه خطتي وفيها وصيتي، الإخلاص، الإخلاص…”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!