-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رسالة إلى اللاعب الجزائري

ياسين معلومي
  • 1971
  • 0
رسالة إلى اللاعب الجزائري

التقينا هذا الأسبوع لاعبا دوليا سابقا لعب أول كأس إفريقية مع “الخضر” سنة 1968 بإثيوبيا، وهي أّول منافسة قارية يشارك فيها منتخبنا الوطني بعد الاستقلال، وقال لنا بصريح العبارة “إن التعداد الذي دافع عن الخضر بإثيوبيا لم يكن الأحسن، لأن كل الفرق الجزائرية يومها تملك لاعبين من طراز نادر ويملكون صفة غائبة في وقتنا هذا وهي الأخلاق، فلا تسمع أبدا لاعبا يشتم منافسه، أو حكام المباراة، أو الجماهير، بدليل أن المناصر كان يومها يتنقل مع أبيه وابنه، وأشقائه وزملائه إلى الملعب من أجل الفرجة والمتعة، وليس من أجل السب والشتم والتكسير وأمور أخرى تعطي صورة سيئة عن كرة القدم الجزائرية”.

ما يحدث في السنوات الأخيرة في ملاعبنا يندى له الجبين ولم تجد له أي هيئة حلا استعجاليا، فظاهرة العنف التي انتشرت بقوة في ملاعبنا وفي كل الأقسام، ورغم محاولات التوعية من المختصين، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعا، والأخطر أن هذه الآفة تنقلت من المدرجات إلى الذين كان من الأجدر أن يكونوا مثالا يقتدى به وهم اللاعبون الذين يتقاضون الملايين والملايير، لكن مردودهم فوق الميادين بعيد كل البعد عن اللاعبين المحترفين الذين نشاهدهم أسبوعيا في الملاعب العالمية، زد على ذلك وأمام مرآى الجميع ومسمعهم يتلفظون بالكلام البذيء من دون حياء، مثل حادثة قائد مولودية الجزائر أيوب عبد اللاوي الذي شتم حكام مباراة الدور السادس عشر من كأس الجزائر أمام شباب بلوزداد، صورة انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد سبقه لاعبون آخرون وفي مختلف الأقسام، وهو ما يجعلنا اليوم نطالب بسنِّ قوانين ردعية في حق كل لاعب أو مناصر ليكون عبرة في المستقبل لكل من يحاول التسويق للعنف في ملاعبنا، بشكل يعطي صورة غير لائقة عن الجزائر.

صورة القائد عبد اللاوي -الذي لعب في إتحاد العاصمة وسيون السويسري والاتفاق السعودي والمنتخب الجزائري- وهو يشتم الحكم أمام الكاميرات شاهدها آلاف الأنصار الذين كانوا متواجدين في الملعب، والملايين عبر شاشات التلفاز، لابد أن تزول عن ملاعبنا، وعلى اللاعب أن يقدِّم اعتذارا رسميا على كل ما قام به، والعقوبة التي قد تسلط عليه لدى مثوله أمام لجنة الانضباط ستكون درسا له ولكل اللاعبين الجزائريين ليتحلوا بالروح الرياضية، ونتيجة أي مباراة مهما كانت أهميتها، وحتى وإن أخطأ الحكم، لا تجعل لاعبي الملايير يتعدُّون حدودهم.. وكم هم كثيرون في محيط كروي يسيّره بزناسية انتهازيون، ورغم الشتائم التي تُطلق ضدهم أسبوعيا إلا أنهم يعملون كل ما في وسعهم للبقاء في مناصبهم لملء جيوبهم، ويدوسون على كلِّ من يقف في وجههم.

رسالتُنا إلى كل اللاعبين والمسيِّرين والأنصار بضرورة إطلاق مبادرة لنبذ العنف بكل أنواعه وفي كلِّ الملاعب، ومناصرة فرقهم بعيدا عن المشاحنة التي غالبا ما تُحدث أزمات بين عديد الفرق، وعلى هيئاتنا الضرب بيد من حديد، ومراجعة بعض القوانين التي أكل عليها الدهر وشرب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!