رضوان فايد.. الفضيحة و”الأصل الجزائري”!

بالأمس تحدثنا عن اللاعب “كيليان مبابي” الذي أصبح الشغل الشاغل للكثير من وسائل الإعلام الفرنسية، لكن وخلال الـ24 ساعة الماضية، تراجع اسم “مبابي” مثلما تراجع الكلام عن ديشامب، وغريزمان وبوغبا والمونديال برمته، لصالح اسم آخر وقضية جديدة، وهي قضية هروب سجين يدعى مروان فايد بطريقة استعراضية تشبه الأفلام والمسلسلات!
رضوان فايد، 46 سنة، من أصول جزائرية (أمر يفتخر به كثير من الجزائريين ولا تذكره القنوات الفرنسية!) نجح في الفرار من سجنه بواسطة طائرة مروحية، وبالتواطؤ مع عدد من الحراس ورجال الأمن، حيث استغل فرصة انشغال الجميع بمتابعة مباريات كأس العالم من أجل تدبير الخطة والفرار بطريقة تذكرنا ولا شك بأحداث مسلسل (بريزون بريك) الشهير!
قبل أيام قليلة، عرف سجن في البرازيل، واقعة هروب المئات من المحبوسين والمجرمين الخطيرين، وهي حادثة تشبه في تفاصيلها كذلك “واقعة” تم بناء عليها جزء كامل من المسلسل الأمريكي المذكور، والذي شاهده الملايين عبر العالم، فهل نحن بصدد تحول الدراما التلفزيونية إلى واقع أم أن تلك المسلسلات لم تكن تعالج سوى الواقع دون أن نعلم؟!
المهم وبالعودة إلى قضية رضوان فايد الذي كان ضيفا على الكثير من البرامج والقنوات التلفزيونية في السابق، فإن هروبه من المتوقع أن يسقط عديد “الرؤوس الكبيرة” في المشهد السياسي الفرنسي، على غرار وزيرة العدل التي ظهرت حائرة جدا بالأمس، وقد يمتد السقوط ليبلغ رأس الوزير الأول فما وقع يعدّ “فضيحة” بكل المقاييس، علما أن الرجل متهم بقضايا كثيرة وعمليات سطو وبالتورط في اغتيال شرطي فرنسي!
رضوان فايد يبحث عنه الآن أكثر من 3 آلاف رجل شرطة، ما يجعله “المبحوث عنه الأول في فرنسا”، لا، بل وتحوّل إلى مصدر فخر بالنسبة لكثير من المتابعين و”أفراد العصابات واللصوص” و”رجال الأعمال الفاسدين” وحتى “المظلومين والمقهورين”، يكفي أن عملية فراره بالطائرة المروحية تم تصويرها بالكامل من داخل السجن وبثها عبر الأنترنت في شكل استعراضي يثبت مجددا أن الصورة باتت سيّدة الموقف، بل ولا تشترط حتى الحرية من أجل التسويق لها والعمل بها!