-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رمضان في السفارة والمملكة

باري لوين
  • 1129
  • 1
رمضان في السفارة والمملكة

حصلت الأسبوع الماضي على توجيهات من وزارة الخارجية في لندن بخصوص شهر رمضان المعظم، وهذا ليس من غير المعتاد، تصدر هذه التوجيهات كل سنة لتذكر الموظفين غير المسلمين بشهر رمضان واحتياجات زملائنا المسلمين أثناء الشهر المبارك، فعلى سبيل المثال نتبع في السفارة سياسة مدة العمل القصيرة ونوفر مكانا منفصلا ليأكل فيه الموظفون غير الصائمين من باب الاحترام للزملاء المسلمين.
وسألتُ زميلة مسلمة بريطانية في وزارة الخارجية في لندن: ماذا يعني لها رمضان في المملكة المتحدة؟ فأجابتني: “أعتبر الوظيفة في الوزارة كبَركة، بأن تجد التسهيلات العديدة للموظفين المسلمين في رمضان، فعلى سبيل المثال، يوجد مصلى ومكان للوضوء. زيادة على ذلك دعم المديرين والزملاء بأوقات عمل مرنة وتدابير أخرى لازمة، أيضا ننظم حلقات سنوية لنزيد التوعية عن شهر رمضان في الوزارة، رائع رؤية الكل يعمل مع بعضهم البعض”.
وتابعتْ بتعليق عن شهر رمضان في المملكة المتحدة “تجد في لندن مساجد كثيرة وتجتمع جماعات متعددة الخلفيات لنتشارك الطعام ونفطر مع بعض. يبقى أغلبية الرجال والنساء في المساجد ليلا لإقامة صلاة الليل تسمى “التراويح”. نجتمع مرة أخرى في العيد، لأداء صلاة العيد، نتشارك الطعام ونقدم هدايا ونحتفل. كما تستضيف لندن حفلة العيد في ساحة ترفالغار (Trafalgar Square) بعد أسبوعين للسماح للمسلمين وحتى غير المسلمين الاحتفال بالعيد”.
وعلقتْ “تبقى فرحة رمضان هي نفسها، بالنسبة لي، رمضان لا يعني الصيام فقط، بل هو شهر لانضباط النفس وتلاوة القرآن والتواصل أكثر مع خالقي، إنه أيضا يتمثل في الصدقة بأضعاف لأن الثواب يكون أكثر بكثير”.
وكان نتيجة هذا الحوار التفكير في مساهمة البريطانيين المسلمين في مجتمعنا؛ فهناك جمعياتٌ خيرية مسلمة نشيطة في المملكة المتحدة وهذا ليس أثناء شهر رمضان فقط، بل على مدار السنة، فمثلا، والداي يدعمان كنيستهما الجوارية بالتصدّق بالطعام للأفراد من دون مأوى في مدينتهما، وتقوم الكنيسة بهذا مرة في الأسبوع. بالنسبة لأيام الأسبوع الأخرى فإنها مسؤولية جمعيات أخرى، كل منها يأخذ دورا لإطعام أولئك المحتاجين ومن بينها جمعية خيرية مسلمة.
طبعا تتجاوز هذه المساهمة الأعمال الخيرية، تستفيد المملكة المتحدة من مساهمة المسلمين في حياتنا السياسية، فقد تم مؤخرا تعيين أول وزير داخلية مسلم، السيد سأفد جافد، ولدينا 15 نائبا بريطانيا مسلما وعمدة لندن مسلم أيضا، السيد صديق خان. ومؤخرا انتخبت للمرة الرابعة، سياسية محلية جزائرية وهي منى حميطوش.
إنه ليس فقط في السياسة والخدمة المدنية، بل تستفيد المملكة المتحدة كذلك من مساهمة المسلمين في التجارة، الثقافة والإعلام وطبعا في الرياضة؛ فبيَّنت هيئة الإذاعة البريطانية مؤخرا أن مشجعي نادي كرة القدم ليفربول (Liverpool) فخورون باللاعب المصري محمد صلاح، وابتكروا أنشودة جديدة على شرفه. نحظى كذلك بوجود لاعبين جزائريين في البطولة الإنجليزية.
شخصيا، أستفيد من نصيحة زميلتي المسلمة في لندن، فنحن مختلفان في الدين والجنس والسن والدور المهني، لكن هذه الاختلافات تساعد على زيادة قيمة وجهة نظرها بالنسبة لي.
وأريد اغتنام الفرصة لتقدير التنوع والحوار ومساهمة المسلمين في مجتمعنا وخاصة لأهنئ أصدقائي الجزائريين “رمضان مبارك”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ابن الجبل

    خذوا الحكمة والدرس من أفواه الغربيين ، وليعتبر أولو الأبصار .وشكرا للسفير لاهتمامه برمضان ، وهداه الله الى الاسلام .