-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

روح جديدة.. وأولويات قبل فوات الأوان!!!

روح جديدة.. وأولويات قبل فوات الأوان!!!
ح.م

أمام تحديات الداخل والخارج، بلادنا اليوم في حاجة بالفعل إلى روح جديدة، بديلة عن روح التحدي  والمواجهة، الفعل ورد الفعل، الطرح ونقيض الطرح… روح جديدة تتماشى والأسلوب الحضاري الذي اُعتمد لمواجهة الأزمة عن طريق الحوار. روح لا تقوم على مبدأ التصعيد مقابل التضييق، والرفض مقابل عدم الاستجابة، إنما على مبدأ التدرجية في استعادة الثقة عن طريق رفع شعار لنتفق حول الأولويات إذا لم نتفق حول الكليات والغايات الكبرى.

روح لا تقوم على مبدأ التنازل لبعضنا البعض عن بعض الأهداف (المبدأ الذي يرفضه البعض)، إنما على  مبدأ الارتقاء ببعضنا البعض نحو  الاتفاق على أولوية الأولويات لبلوغ مشترك وطني واحد يسعنا جميعا.

– هل أولوية الأولويات هو ملف المساجين المتهمين في قضايا الفساد حتى نبدأ في التفكير في كيفية  إجراء محاكمات تبث مباشرة عبر القنوات التلفزيونية؟

– أم هو ذهاب الحكومة الحالية وذهاب رئيس الدولة؟

– أم التحول نحو العصيان المدني مهما كانت نتائجه كما يدعو إليه البعض؟

– أم الإصرار على مبدأ تحقيق كل شيء أي التغيير الجذري للنظام أو لا شيء؟

– أم هي الدولة المدنية؟

– أم هو دور المؤسسة العسكرية؟

– أم هو فتح ملفات الفساد على المستوى المحلي ومتابعة صغار المفسدين مثل كبارهم؟

– أم هو فتح ورشة تعديل الدستور والقوانين؟

–  أم كل هذه الأهداف وغيرها مجتمعة فيما يُطلق عليه بتغيير النظام هي التي ينبغي أن تتحقق دفعة واحدة وإلا نكونوا قد حِدنا على الطريق؟

يبدو لي أننا اليوم في حاجة إلى النظر إلى أزمتنا، ليس فقط من منظور مواجهة السلطة السياسية القائمة، إنما من منظور علاقة هذه السلطة بالشعب وعلاقة ذلك بحالة الدولة ومدى قدرتها على مواجهة التحديات الخارجية الكثيرة التي تُواجهها…

ولعلي أكاد أجزم أن هناك تربصا خارجيا حقيقيا وشيكا بالجزائر، وإذا ما استمرت جبهتها الداخلية مُزعزعة ومُنقسمة لمدة أطول، بين اتجاهات سياسية عدة، وإذا ما لم نُشِيع روح التسامح بيننا بدل روح  التشفي وتصفية الحسابات، وإذا تجاوزنا حدود ما ينص عليه القانون في معاقبة المجرمين إرضاء الغريزة الانتقام، وإذا استمرينا في عدم الاكتراث بمصالح الدول الأجنبية ببلادنا ونحن على حال الضعف الاقتصادي والتبعية الغذائية التي نحن عليها، فإننا قد نضطر إلى الدخول في مرحلة اضطرابات لا يعلم مداها إلا الله.

لذا فإني أدعو مِن على هذا المنبر جميع فرقاء الساحة السياسية من شعب أو سلطة أو معارضة إلى الدخول في عقد اجتماعي يُتَّفَقُ بشأنه حول أولويات المرحلة (وليس أهداف المرحلة)، دون مزايدات من أي طرف في جو من التسامح والإخاء بين كافة الأطراف الذين هم جميعا في آخر المطاف جزائريون يسعون للارتقاء ببلدهم نحو هدف مشترك وطني واحد … وهي المنهجية الأفضل لاستعادة المبادرة في الحل، ومنع أن يأتي هذا الحل، إذا أتى، بعد فوات الأوان…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • محمد ف

    هذا ما قصدته بسعة الأفق والبعد عن الاتهام، في تعليقي على المقال السابق، فذوي الآفاق الواسعة هم الذين لديهم القدرة على تحديد الأولويات وإدارة التناقضات بهدوء واحتساب...

  • أنور freethink

    الأولوية هي إنتخابات غير مزورة نزيهة ، لكن بمترشحين نزهاء أكفاء ذوي أخلاق وعلم. هنا يكمن مربط الفرس ، وأن يلتزم الرئيس القادم بإكمال مشروع تنقية الجزائر من الفاسدين ووضع إطار لمنع تكرار حدوث ماحدث في العشرين سنة الماضية وماقبلها.

  • منور

    فعلا ما قلته عين الصواب لكن من أين البداية من عند رب الأسرة أو من عند ابنائه ؟ المتربص الوحيد بالجزائر والجزائرين هي فرنسا لأسباب استعمارية وتاريخية .هي من أنشأت لنا الحالة المدنية في 1882 وتعرف تريكيبة الأمة الجزائرية جيدا أكثر مما نعرف نحن أنفسنا .قضت على المخلصين والمثقفين قبل الأستقلال وهجرتهم بعد ه .خلقت لنا أزمات داخلية وخارجية من قام بفرض الحصار علينا بعد مشاركتها في خلق الفيس؟من قام بفرملة الجزائر حتى لا تتقدم ؟من خلق سيناريو 99 ؟من وراء سيناريو اليوم الدي نتخبط فيه ؟مشكلتنا ليست بيننا بل مع فرنسا الأستعمارية ؟