-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

روح يا الدينار رُوح خسارة!

جمال لعلامي
  • 2266
  • 5
روح يا الدينار رُوح خسارة!

الوكالات السياحية تقول، إن انهيار الدينار سيتسبّب في ارتفاع تكاليف تنقل وإقامة المسافرين الجزائريين إلى غاية 3 ملايين يوميا، بينما كان وزير السياحة قال في وقت سابق، إن التنقل الكثير للمواطنين إلى الخارج لقضاء العطل، دليل برأيه على وضعهم المالي الذي يحسدون عليه!
هذه “التسعيرة” الجديدة الناتجة اضطرارا عن سقوط الدينار الذي كان “بشلاغمو” وأصبح بسبب الأزمة المالية يُباع في سوق “الدلالة” بالسكوار، هي الوجه الآخر لتراجع القدرة الشرائية لعامة الجزائريين، وتصوّروا أحسن طريقة يُمكن أن يُواجه بها أيّ مواطن هذه المعضلة في ظل استقرار الأجور مقابل إشعال النار في الأسعار والمعيشة اليومية؟
اقتصاديا وماليا، ومنطقيا، لا يُمكن أن يسقط الدينار، أو غيره من العملات، بهذه الطريقة العجيبة والغريبة، والمفبركة، إلاّ إذا كان في الأمر إن وأخواتها، حسب ما يسجله خبراء، وعلى الجميع أن يتوقف عند “غلبان” وهو يُناقش زميله “الكحيان” في “قهوة سي موح اشرب وروح”، عندما ترتسم علامات استفهام وتعجّب أمام مقاومة عملات دول عربية تعيش الحرب!
هل يُعقل أن العملة الليبية أو السورية، تبقى بـ”نيفها” رغم ما يحصل في هذين البلدين الشقيقين؟ وهل للحكومات علاقة بتنزيل أو رفع قيمة العملة الوطنية؟ ولماذا منذ نزل دينارنا لا يُريد أن يصعد مجدّدا؟ وإلى متى سيستمر هذا الانحدار رغم كلّ المستجدات التي تعرفها أسواقنا واقتصادنا وتجارتنا؟ وهل أصبح “السكوار” هو المحرّك الرئيس في ضبط العملات؟
نعم، أيّ جزائري حرّ وفحل، يشعر برأسه يغلي، عندما يُمسك ورقة من 100 أورو أو دولار، ويدفع مقابلها أجرة تقارب أو تفوت المليوني سنتيم، وفي ذلك ضربة موجعة لهذا الدينار الذي أصبح يبكي حاله، ويدفع ماسكه إلى البكاء، لأنه أصبح لا يكفي إلاّ لتسديد تكاليف ما قلّ ودلّ!
الثلاثة ملايين التي تتحدث عنها الوكالات السياحية، والتي سيجد الجزائري نفسه مجبرا على دفعها عن كل يوم يقضيه بدولة غير بلده، سواء من أجل أداء مناسك العمرة أو الحج، أو العلاج أو حتى السياحة والاستجمام، وكذلك التجارة والاستكشاف، هي مشهد آخر مستفزّ لما وصل إليه دينارنا الذي يتذكـّر الأوّلون كيف كان خلال الزمن الجميل “يشري” الدوفيز و”ما يكرديش” لمختلف العملات العربية والغربية التي أصبحت الآن “بشانها”!
“روح يا الدينار روح خسارة”.. هكذا يردّد الضحايا ممّن مرمدهم سقوط العملة وتحوّلها على مرّ السنين إلى مجرّد بقشيش، حتى أن الحكومة لجأت أخيرا وليس آخر إلى طبع “الدراهم”، لأن الموجود لم يعد يكفي!
سبق نشره

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • مسعود درامشي-الجزائر

    هذا هو الدينار البائس ببؤس صناع القرار في بلادنا وادعوك لقراءةكتاب المقامرة الجزائرية لكاتبه عبد الرحمن حاج صالح الرستمي محافظ بنك الجزائر الاول وصاحب فكرة قانون النقد والقرض المعدل عدة مرات لكن في الشكليات ولما جاء محمد بوضياف الى الجزائر اراد تعيينه رئيسا للوزراء فثارت عليه الاشاعات ولا تزال وبعد وفاة بوضياف قام بلعيد عبد السلام بطلب لهذا المحافظ حتى يغير ذريقة تسعيرة الصرف بان يكون متعددا فرفض ذلك واهانه الدا بلعيد وعين مكانه محافظ اخر وهو الان محل بحث نتيجة تورطه فب قصية بنك الخليفة ويوجد هاربا خارج الجزائر.وهناك رفص من ال اف ام اي بجعل صرف العملة متعددة لانها تخلق الاقتصاد الموازي وهذا ا

  • نصيرة / بومرداس

    يا الدينار رحت خسارة...باعوك في السكوار ناس شطارة ....

  • مجدوب سليمة

    يا سي جمال.كلامك صحيح لكن روح زيد اقرا امليح واش راه كتب عن الدينار باقلام مختصين مارسوا مناصب القيادة النقدية للبلاد ودمروا وشوهوا وصدق الناس كلام المشوهين.انا كباحثة جامعية قدمت اطروحة دكتوراة العلوم بعنوان**سعر صرف الدينار واللامساعرة- احالات فكرية على بلدان نامية/** وذكرت فيها الكوابح العشرة لاعادة تقويم العملة وكيف يصبح الدينار الجزائري مثل الدرهم المغربي والدينار التونسي على الاقللان مواردنا اضخم بكثير من موارد القطرين الشقيقين.ماذا حدث لاطروحتي؟سرقت ونوقشت في عديد الجامعات الجزائرية وغيرت الارقام ونسبت لمراجع اخرىثم بدات حملة علي باني فرنكفونية وشيوعية؟هل الفرنكفوني والشيوعي لا يحب وطنه

  • عزيز زغبيب

    عزيزي جمال.
    شكرا على ما ذكرته في ورقتك الاعلامية لتنوير الامة بما يفهمها حول الدينار كرمز من رموز السيادة الوطنية والدينار الليبي والليرة السورية في تدهور لكن ليس بدرجة دينارنا.في سوريا التجار واصحاب المطاعم واصحاب الفنادق واكشاك الصيرفة يقومون بالصرف بعد الاستعلام من البنوك التجارية ثم يقدمون لك مبلغا اضافيا لاك ستشتري سلعك من عندهم وسوريا حضارة رغم الحرب لم تتوقف البنوك ولا الصيرفة.كنا لما نذهب الى سوريا يشترون منا الدينار الجزائري هذا لا يعني ان الاخوة السوريين مغفلون.السوريون عباقرة في كل شيئ.حسد وبغضاء رعاع الخليج واسرائيل وبعض الزعامات اللبنانية والايرانيين هي من اجج الحرب الاهلية.

  • ابن الجزائر

    الخبير الأقتصادي والسياسي والثقافي والأجتماعي والمهامي القدرة يدرك أن قيمته في طبع المزيد من الأوراق لأن البنوك فرغت والبنوك المتوازية المحروسة بالكامرات والكلاب والحراس كثرت وهي من يتحكم في السكوار بالعاصمة والسكيورات عبر الوطن ،تحيا العهدة الخامسة ومعها الشياتين