زطشي في مواجهة مفتوحة مع المعارضة
تعقد صباح، الاثنين، الجمعية العامة العادية للاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) بالمركز التقني بسيدي موسى، وسط ظروف خاصة جدا، بالنظر للضغوط الشديدة والانتقادات التي انهالت على المكتب الفدرالي الذي يقوده خير الدين زطشي منذ 13 شهرا.
وشهدت هذه الفترة الكثير من الأحداث والمشاكل سواء من الناحية الفنية، أو من الناحية الإدارية والتنظيمية من خلال الأزمات التي اندلعت بين بعض الفاعلين في المنظومة الكروية على غرار الفاف والرابطة المحترفة، كما يخيّم ظل الرئيس السابق للفاف محمد روراوة على أشغال الجمعية، حيث أثار الحديث عن حضوره أشغال الجمعية استنفارا داخل كواليس الفاف، مخافة أن يتسبب تدخله لمناقشة حصيلة المكتب الفدرالي في التأثير على باقي أعضاء الجمعية العامة ودفعهم لرفض هذه الحصيلة وبالتالي سحب البساط من أقدام أعضاء المكتب الفدرالي، فضلا عن أن الكثير من الجدل أثير حول المخالفات القانونية التي شهدتها طريقة التحضير لعقد الجمعية العامة، وتنبئ كل هذه المعطيات بأن الجمعية التي ستعقد اليوم ستكون “غير عادية” وستتحول ربما إلى فضاء للصراع على المباشر بين القطب المساند للمكتب الحالي وقطب المعارضة الذي يقوده الرئيس الأسبق للفاف.
وتلقي الأزمة القائمة بين المؤيدين للمكتب الفدرالي والمعارضة بظلالها على أشغال الجمعية العامة في ظل انتشار الكثير من الأخبار عن نية المعارضة في الإطاحة بالقيادة الحالية، عبر رفض المصادقة على حصيلتها السنوية، التي أثارت لغطا كبيرا، حث سبق لـ”الشروق” أن تناولت بالحصيلة بالتفصيل في أعدادها السابقة، حيث تضمن التقرير الأدبي مغالطات وتناقضات كثيرة، وأهم ما ميزه هو اخفاء الكثير من الأحداث التي جرت طيلة العام الماضي، وكذا القرارات السيئة والأخطاء والهفوات القانونية والإدارية التي ارتكبت، ما يسلب أعضاء الجمعية العامة حقهم في الحصول على كافة المعلومات والإطلاع عليها، كما تضمن التقرير المالي أيضا العديد من المغالطات والتناقضات، فضلا عن الارتفاع الجنوني في المصاريف وميزانية العام الجاري، وكذا كتلة الأجور.
وارتكبت الفاف عدة تجاوزات من حيث الشكل القانوني عند الإعداد لعقد الجمعية العامة على غرار صياغة جدول أعمال الغير مطابق لذلك المنصوص عليه في المادة 28 من القانون الأساسي للفاف، لإهماله الكثير من النقاط الواجب تدوينها بشكل إجباري على غرار: مراقبة مطابقة جدول الأعمال مع القوانين السارية المفعول، المصادقة على جدول الأعمال، المصادقة على جدول أعمال الجمعية العامة السابقة، وكذا تجميد عضوية أو إقصاء عضو وهذا البند ينطبق على الرابطة المحترفة التي تم تجريدها من صلاحياتها وإقصاء رئيسها محفوظ قرباج. كما دار الحديث في الكواليس عن نية المكتب الحالي حرمان أعضاء الجمعية من الحديث ومناقشة الحصيلة تفاديا لأي مفاجأة غير سارة.
وأنتجت التغييرات التي حدثت على مستوى الفاف “قطيعة” بين القيادة السابقة والحالية، بعد ما قامت الأخيرة بمسح آثار سابقتها وانفجرت بعدها أزمة شديدة بين الطرفين لا يزال يدور رحاها إلى حد الآن.
وكان هذا الأمر في البداية “حربا خفية” بين رئيس الفاف ورئيس الرابطة “المخلوع” محفوظ قرباج المحسوب على الإدارة السابقة، استمرت قرابة الـ6 أشهر قبل أن تخرج إلى العلن، وانتهت بقيام الفاف يوم 21 جانفي الماضي بسحب تفويض تسيير البطولة المحترفة من الرابطة وتجريدها من كافة صلاحياتها وإقصاء رئيسها ومجلس إدارته، مع تعيين لجنة تسيير مؤقتة، وبلغت القضية أروقة المحاكم ولم تنته فصولها إلى حد الساعة.
واستشعر زطشي ومكتبه خطر الإطاحة بهم، حيث استنفروا كل قواهم من أجل استمالة أعضاء الجمعية العامة قصد الوقوف إلى صفهم وتمرير الحصيلة في أفضل الظروف وبشكل يضمن لهم الاستمرار، لكن الفاف تلقت ضربة موجعة مطلع شهر أفريل الحالي بعد رحيل وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي عن منصبه، حيث كان سندا قويا للفاف ورئيسها زطشي، ودافع عنه في ظل الانتقادات التي تهاطلت عليه، كما وفر له الحماية من المعارضة الشديدة التي يلقاها، وحل محل ولد علي، الوزير الجديد محمد حطّاب الذي كان صريحا جدا عند سؤاله عن موقفه بخصوص اتحاد الكرة والجمعية العامة، وقال بأن مهمة الوزارة هي مراقبة الاتحادات والجمعيات ومرافقتها قصد النهوض بالرياضة، وليس التدخل في شؤونها، وحمل خطاب الوزير دلالات واضحة على عدم توفير نفس الدعم الذي كانت تلقاه مع الوزير السابق، وشجع هذا الخطاب قطب المعارضة التي استنفرت قواها قصد الحضور بقوة خلال أشغال الجمعية ومساءلة المكتب الفدرالي حول حصيلته، بينما هبّ مسؤولون عن الاتحاد للدفاع عن أنفسهم وحصيلتهم، على غرار عضوي المكتب التنفيذي البارزين عمار بهلول ومحمد غوتي، اللذان رافعا لصالح حصيلة القيادة الحالية، بل وأبديا ثقة في تمريرها بسلام، ما يؤشر على أن أشغال الجمعية العامة ستجرى في أجواء مشحونة، بعكس ما كان عليه الحال في عهد المكتب السابق بقيادة محمد روراوة، أين كانت الجمعيات العامة تمر بتزكية الأغلبية الساحقة، وحتى بـ”التصفيق”.
“السوسبانس” يخيم حول حضوره من عدمه:
روراوة.. “كلمة السر” الحاسمة
تحوّل حضور الرئيس السابق للفاف محمد روراوة الجمعية العامة العادية من عدمه، إلى لغز حقيقي، سيلقي بظلاله على أشغال الجمعية التي يخيم عليها الترقب والإثارة، خاصة وأن حضور روراوة سيحدد بشكل كبير التوجه الذي ستسير نحوه نتائج الأشغال، بينما سيجعل غيابه، الحصيلة تمر بردا وسلاما على المكتب الفدرالي.
ويملك روراوة الذي ترأس الفاف في 3 عهدات (2002-2006)، ثم (2009/2013 و 2013/2017)، وزنا ثقيلا داخل الجمعية العامة بالنظر لقوة شخصيته وعلاقاته المتشعّبة فضلا عن قوة الإقناع من خلال خبرته الطويلة في ميدان التسيير، لكنه رحل في مارس من العام الماضي بعد نهاية عهدته، ولم يترشح لعهدة جديدة إثر الضغوط الكثيرة التي تعرض لها في عهد الوزير السابق للشباب والرياضة الهادي ولد علي، وكذا وسائل الإعلام المحلية، فاسحا المجال للرئيس الشاب خير الدين زطشي مالك أكاديمية بارادو.
وكان روراوة قد أكد حضوره الجمعية العامة، عبر مراسلته الأمانة العامة للفاف، كما أكد أيضا بأنه سيتدخل لمناقشة العديد من النقاط وعلى رأسها الحصيلة المالية والأدبية، لكن ومع ذلك إن ثمة شكوكا تدور حول ما إذا سيتمكن “الحاج” من التأثير في توجه أعضاء الجمعية العامة، ودفعهم نحو دعم موقفه في رفض الحصيلة، حيث قد يفقده غيابه عن الساحة الكروية طيلة عام كامل، بعضا من قوّته ونفوذه، خاصة في ظل محاولة المكتب الحالي السيطرة بشتى الطرق على أعضاء الجمعية العامة واستمالتهم لصالحهم.
أطراف تتوقع تصفيقات “بني وي وي” وأخرى “الانقلاب”
سيناريوهات الجمعية العامة للفاف صدام بين الموالاة والمعارضة
تجري، الإثنين، أشغال الجمعية العامة العادية للاتحاد الجزائري لكرة القدم وسط الكثير من التساؤلات والشكوك حول السيناريوهات التي ستؤول إليها أول جمعية “حسابية” للرئيس الجديد، خير الدين زطشي، لا سيما في ظل اللغط والجدل الواسعين اللذين يغلفان هذا الموعد الحاسم بين الموالين لزطشي والمعارضين له، أو المحسوبين على الرئيس السابق محمد روراوة، حسب ما يروّج له زطشي وحاشيته، ويتوقع البعض أن تعرف أشغال الجمعية العامة للفاف سيناريوهات تتأرجح بين تكرار جمعيات “الإجماع” و”التهليل” للسنوات الفارطة وجمعية “الغضب والانقلاب”، التوقع الأقل ترجيحا للتجسيد.
ويحظى سيناريو نجاح زطشي في تمرير حصيلتيه المالية والأدبية بسهولة في “مكتب بريد” الجمعية العامة للفاف، بأفضلية كبيرة تجسيدا للعمل الكبير الذي قام به في الآونة الأخيرة وبدعم من وزير الشباب والرياضة السابق، الهادي ولد علي، من خلال حشد الدعم القاعدي وعلى وجه التحديد لدى رؤساء الرابطات الولائية والجهوية لكرة القدم، لا سيما أن مصير هذه الأخيرة مرتبط بالفاف والوصاية، خاصة ما تعلق بالدعم المادي، بالإضافة إلى خدمة رد الجميل التي ينتظرها رئيس الفاف الحالي من طرف رؤساء بعض الأندية، نظير الخدمات التي قدمها لبعضهم في البطولة الوطنية بطرق مختلفة، وهو ما تم هندسته بإحكام سهرة أمس خلال حفل العشاء المنظم على شرف المشاركين في أشغال الجمعية العامة، كتقليد لما كان يقوم به الرئيس السابق محمد روراوة، وهو ما حرص زطشي على تقليده وتجسيده رغم معارضته الشديدة لسياسة الرئيس السابق، وهندس رئيس الفاف سيناريو أشغال الجمعية على مائدة الشربة والكسكسي والأكلات البحرية المجمدة.
من جهة أخرى، سيفتح نجاح المعارضة في تمرير اقتراح التصويت السري على الحصيلتين المالية والأدبية، الأبواب على مصراعيها أمام سيناريو الانقلاب على زطشي وأعضاء مكتبه، ما دام أن هذا الخيار سيضمن الحماية للمعارضين المترددين في الانقلاب على زطشي، خاصة أن المادة 12 من المرسم التنفيذي 14-2-330 تنص على وجوب المصادقة بالاقتراع السري، في حين أن المادة 8 من القانون الداخلي للفاف تنص على التصويت برفع الأيدي وإذا اقترح عضو واحد على الأقل خيار الاقتراع السري، وحصل ذلك على تصويت 45 عضوا من الجمعية العامة فلن يكون خيار أمام زطشي سوى اللجوء إلى هذا الخيار، الذي قد يقلب موازين الجمعية العامة للفاف ويجذب المترددين إلى كفة المعارضة، علما أنه حتى ولو تم المصادقة على تقريري الجمعية العامة، يمكن للمعارضة أن تلغي نتائجها من منطلق خرق الفاف للمادة 28 من القانون الأساسي، والمتجسدة في الخروقات القانونية الكثيرة المسجلة بداية من الطريقة التي تمت بها صياغة جدول أعمال الجمعية العامة العادية، الذي يعتبر غير مطابق بل مخالف تماما لجدول الأعمال المنصوص عليه في المادة 28 من القانون الأساسي للفاف لإهماله الكثير من النقاط الواجب تدوينها بشكل إجباري، على غرار: مراقبة مطابقة جدول الأعمال مع القوانين السارية المفعول، المصادقة على جدول الأعمال، المصادقة على جدول أعمال الجمعية العامة الماضية في عهدة محمد روراوة، إضافة عضو جديد للجمعية العامة إذا ما وجد، تجميد عضوية أو إقصاء عضو من الجمعية العامة إذا ما وجد، وهذا البند ينطبق على الرابطة المحترفة لكرة القدم التي تم تجريدها من صلاحياتها وإقصاء رئيسها محفوظ قرباج، بالإضافة إلى النقاط المختلفة، وتأتي هذه المعطيات لتؤكد إمكانية مرور مكتب زطشي بسوسبانس كبير خلال أشغال الجمعية العامة لن ينتهي بانتهاء أشغالها الإثنين
حدثت في ظرف 13 شهرا فقط
هذه الخروقات القانونية للمكتب الفدرالي بقيادة زطشي
شهدت السنة الأولى من قيادة خير الدين زطشي وأعضاء مكتبه الفدرالي للفاف العديد من الخروقات والتجاوزات القانونية التي ترصد “الشروق” أبرزها في النقاط التالية:
1- الدوس على المادة 71 من قانون بطولة كرة القدم للهواة (2016 / 2017):
تنص المادة 71 من قانون بطولة الهواة، في بندها الثاني على أنه “لا يمكن بأي حال من الأحوال إنقاذ فريق سقط رياضيا ولا يمكن تعويضه بفريق آخر”، وزطشي أنقذ فريقي شباب أمل القبة ورائد بومرداس من السقوط تحت غطاء إعادة التوازن للمجموعات، ومقابل ذلك أقر سقوط اتحاد برج بوعريريج بحجة أن الفريق لم ينخرط في الموسم الماضي، لكن زطشي لم يتعامل بالمثل مع ثمانية أندية من رابطة سعيدة الجهوية وأربعة أندية من رابطة وهران الجهوية، لأنه لم يقر سقوط الأندية رغم أنها قضت موسما أبيض، كما داس زطشي أيضا على البند الثالث من المادة 71 لذات القانون، الذي ينص صراحة على أن أي مجموعة يقل عدد نواديها عن 10، تعتبر بطولة بيضاء، ورغم أن الحجة الواهية كانت لمساعدة أندية الجنوب التي لا تملك أندية كثيرة، إلا أن الحقيقة كانت غير ذلك، فهي كانت تهدف لخدمة عضو المكتب الفدرالي عمار بهلول رئيس رابطة الطارف، كون البطولة انطلقت بـ11 فريقا وانتهت بـ7 أندية فقط.
2 ــ تغييرات غامضة في نظام الإعارة ومسابقة الكأس
اتخذ المكتب الفدرالي قرارا يقضي بتحرير نظام الإعارة، بعدما كانت تقتصر على 3 لاعبين فقط في عهد روراوة حفاظا على نزاهة البطولة. وكان زطشي يهدف من وراء ذلك لخدمة فريقه نادي بارادو، كونه يحرص على عدم بيع عقود لاعبيه من خلال توزيعهم على عدة أندية بنظام الإعارة، قبل تحويلهم إلى أندية أوروبية، بما يؤثر على نزاهة البطولة.
قانون كأس الجزائر الجديد تم اعتماده بأثر رجعي، وتم تطبيقه هذا الموسم بعدما كانت منافسة الكأس قد انطلقت، وما انجر عن ذلك بعد منح الحق للأندية اختيار ملعب الاستقبال في حال كان ملعب الفريق لا يسع 20 ألف متفرج، هو اختيار شبيبة القبائل لملعب قسنطينة في مواجهته مع المولودية وما نتج عنه من أعمال عنف غير مسبوق وجرحى، فضلا عن كون المباريات جرت يوم الحداد الوطني.
– قرار إجراء فرض ملاعب بـ20 ألف متفرج وأكثر في ربع ونصف نهائي الكأس لا يستند لأي منطق، كون سبعة ملاعب فقط في الجزائر من تفوق سعتها الـ20 ألف.
ــ الفاف في السابق كانت تمنح لنفسها حق اختيار الملعب في أدوار متقدمة من الكأس لأسباب تنظيمية وأمنية، خاصة أن الكأس هي منافسة تابعة للاتحادية.
3 ــ تجاوزات في الشكل القانوني في إعداد الجمعية العامة العادية
لم تحترم الفاف وأمينها العام المادة 28 من القانون الأساسي لـ”الفاف”، التي تفرض نقاطا محددة يجب أن يتضمنها جدول الأعمال، منها: تدوين نقطة تتعلق بالمصادقة على محضر سماع الجمعية العامة العادية السابقة، تدوين قضية قرباج والرابطة لتمكين الجمعية العامة، صاحبة السيادة، بالتصويت على قرار المكتب الفدرالي بمعاقبته أو رفض العقوبة (لأن المادتين 14 و36 من القانون الأساسي تؤكدان ذلك، خاصة أن الرابطة لا تزال قائمة بقوة القانون، فهي جمعية لم تقم بتكييف القوانين لكنها ليست محلة في نظر القانون، طالما أن السلطات المختصة ولا الجمعية العامة للرابطة لم تقم بحلها).
من حق أعضاء الجمعية العامة أيضا، طبقا للمادة 28، رفض المصادقة على جدول الأعمال المقترح من الأمين العام، خاصة أنه لا يحق للأعضاء مناقشة نقطة غير موجودة في جدول الأعمال، لذلك يجب التوقف عند مدى مطابقة نقاط جدول الأعمال المقترح مع بنود المادة 28 من القانون الأساسي.
الفاف تتغاضى عن نشر بيانات المكتب الفدرالي
خالفت الفاف المادة 37 من القانون الأساسي التي تفرض عليها، في البند 4 من نفس المادة، نشر محاضر سماع كل اجتماعات المكتب الفدرالي، وتنص على أن الأمين العام مكلف بإرسال محاضر سماع اجتماعات المكتب الفدرالي (طبعا لأعضاء الجمعية العامة)، ونشرها أيضا على الموقع الرسمي للاتحادية، والذي لم ينشر بيانا اجتماعيا جانفي وفيفري 2018.
إنشاء الفاف لجنة تسيير للرابطة يخالف القوانين
تنص المادة 217 من قانون الرياضات 13 / 05، على أن إنشاء لجنة تسيير مؤقتة واستثنائية على مستوى أي جمعية (مثل الرابطة لأنها في نظر القانون جمعية رياضية)، من صلاحيات وزارة الشباب والرياضة دون سواها، كما أن المادة 16 من قانون الجمعيات 12 / 06، يمنع “تدخل أي جمعية في صلاحيات جمعية أخرى” وتنص صراحة “ممنوع على أي شخص طبيعي أو معنوي غريب عن الجمعية التدخل في شؤون تسييرها”.
وبالتالي، فإن تواجد لجنة من الاتحادية لتسيير الرابطة غير قانوني، كما أن اتخاذ زطشي لقرار بالإمضاء رفقة أمينه العام على صكوك الرابطة، تجاوز خطير يعاقب عليه القانون، لأن وزارة الشباب والرياضة، هي التي تملك الحق في ذلك، والحالة الوحيدة التي تعود ممتلكات وشؤون الرابطة للاتحادية، هو حل الرابطة بطريقة قانونية، وهذا لم يحدث.
القانون الأساسي للفاف يمنع ازدواجية المناصب
5 أعضاء من المكتب الفدرالي ممنوعون من التصويت أو منح تفويض
سيكون خمسة أعضاء من المكتب الفدرالي للفاف ممنوعين من الإدلاء بأصواتهم خلال الجمعية العامة العادية التي ستعقد اليوم بسيدي موسى، وهذا بسبب ازدواجية مناصبهم، فضلا عن القانون الأساسي للفاف الذي يلزمهم بالحضور كملاحظين فقط طيلة عهدتهم، كما يمنعهم القانون من تمثيل هيئاتهم السابقة.
ويخص الأمر كلا من مسعود كوسة رئيس رابطة ولاية سطيف، عمار بهلول رئيس رابطة ولاية الطارف، نور الدين باكيري رئيس رابطة ولاية البويرة، محمد غوتي رئيس رابطة ولاية أم البواقي ورشيد قاسمي رئيس رابطة ولاية بشار. وتنص المادة 21 من القانون الأساسي في بندها الثاني على أن أعضاء المكتب الفدرالي يحضرون أشغال الجمعية العامة كملاحظين، طيلة عهدتهم، ولا يمكنهم تمثيل هيئاتهم السابقة، وبالتالي فإنهم لا يمكنهم أيضا تفويض طرف آخر محلهم للتصويت خلال الجمعية العامة.
وضعية قرباج محل غموض شديد
وفيما يخص رئيس الرابطة المحترفة المخلوع محفوظ قرباج، فإن وضعيته يلفها غموض شديد، بعد أن تم سحب تفويض تسيير الرابطة منه، وتجميد مهامه، ونتج عن ذلك عزم الفاف منعه من حضور أشغال الجمعية العامة، وهو ما يتنافى مع القوانين، كون قرباج تم تجميد نشاطه فقط، والحق في إقصائه من عضوية الجمعية العامة يعود للأخيرة فقط دون سواها، لكن الفاف لم تدرج قضية قرباج ضمن جدول أعمالها اليوم، رغم أنها أرسلت دعوة له لحضور الجمعية، كما أن اسمه ورد في قائمة أعضاء الجمعية العامة المصادق عليها من طرف الوزارة. وبالتالي وحتى في حال “تغييبه” عن الحضور اليوم فإنه لا يحق لرئيس لجنة التسيير المؤقتة عمار بهلول ولا عضوي اللجنة علي مالك والعربي أومعمر تمثيل الرابطة المحترفة في أشغال اليوم بسبب ازدواجية مناصبهم.
عضو المكتب الفدرالي محمد غوتي لـ”الشروق”:
لا يمكن محاسبتنا على 3 أشهر عمل ويفترض تقييم عملنا بعد انتهاء العهدة
الجمعية العامة ستجرى في ظروف جيدة وأخوية.. ومرحبا بروراوة
قال رئيس اللجنة الفدرالية للتحكيم وعضو المكتب الفدرالي للفاف، محمد غوتي، أن الجمعية العامة العادية للاتحاد الجزائري لكرة القدم، المقررة اليوم، ستجرى في ظروف جيدة وأجواء أخوية ولا توجد أي مؤشرات عن خروجها عن هذا الإطار.
وأوضح غوتي أن أعضاء الجمعية العامة سيصادقون على الحصيلتين المالية والأدبية للفاف بعد سنة من انتخاب رئيس الاتحادية ومكتبه الفدرالي، ولا يوجد أي داع للقلق من عملية التصويت التي ستتم في شفافية وحرية، وقال: “التحضيرات جارية على قدم وساق حتى تتم الجمعية العامة للفاف في ظروف جيدة ومن دون مشاكل، واستبعد أن تحدث أي مشاكل خلال الجمعية العامة العادية التي ستجرى في ظروف عادية وأجواء أخوية يسودها الاحترام المتبادل بين كل الحضور”.
وأضاف عضو المكتب الفدرالي أنه من غير المعقول الحكم على عمل الاتحادية الجديدة بعد فترة قصيرة من تنصيبها، وعملية التقييم تكون بعد الانتهاء من العهدة الأولمبية، وقال: “السنة الأولى كانت بإيجابياتها وسلبياتها.. اصطدمنا بمشاكل كبيرة، وأخطأنا وأصبنا، لقد اجتهدنا لإصلاح النقائص التي وجدناها ووضع القطار على السكة الصحيحة، يجب إعطاءنا الوقت الكافي لتجسيد المخطط الذي رسمناه لأربع سنوات وليس لسنة واحدة”.
وتحدث “غوتي” عن بعض الأشياء الإيجابية التي أنجزتها الفدرالية الحالية خلال السنة الأولى، على غرار إعادة هيكلة الرابطات وتزويدها بمقرات، فضلا عن تنصيب مديرية فنية وطنية هي بصدد تنظيم ووضع إستراتيجية موحدة لكرة القدم الجزائرية، إضافة إلى الانطلاق في اجراءات انجاز أربعة مراكز فدرالية للتكوين على المستوى الوطني،وقال: “علينا النظر بإيجابية لأول سنة من عملنا، لقد قمنا بأشياء جملية تبشر بالخير، فعلى المستوى الجهوي قمنا بإعادة هيكلة مختلف الرابطات وتزويدها بمقرات، كما نصبنا مديرية فنية وطنية تقوم بعمل جيد، والنتائج الأولية بدأت تظهر بـتألق منتخباتنا الشبانية، وبالنسبة للمنتخب الوطني الأول فلا نتحمل مسؤولية غيابه عن مونديال روسيا”، مضيفا “كما نعمل بجد لإنجاز أربعة مراكز فدرالية للتكوين عبر التراب الوطني، لدينا طلبات كثيرة من عدة ولايات هيأت العقار الضروري لاستقبال هذه المراكز، سنقوم باختيار الأرضيات الملائمة والقيام بكل الإجراءات الضرورية قبل تمرير هذا المشروع على أعضاء الجمعية العامة”.
وفي النهاية، رحب محدثنا بالرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، لحضور الجمعية العامة العادية، وقال: “نحن نرحب بالحاج روراوة في الجمعية العامة العادية ومن حقه الحضور والمشاركة وقدومه يشرفنا”.
يطالب بتطبيق المادة 28.. قرباج لـ”الشروق”:
“ما بني على باطل فهو باطل.. الفاف توزع الوعود الكاذبة لتكميم الأفواه”
ما بني على باطل فهو باطل، هكذا علّق محفوظ قرباح، رئيس الرابطة المحترفة، المجمّد نشاطه منذ شهر جانفي الماضي، على ما يحدث في محيط الفاف وأشغال الجمعية العامة العادية التي ستعقد اليوم، وبعد عام من السقطات والصراعات داخل مبنى دالي ابراهيم ومركز سيدي موسى.
وقال قرباج، في حديث مع الشروق أمس، انه لن يحضر أشغال الجمعية العامة، رغم ان القانون يسمح له بذلك، كما تساءل مرة أخرى عن عدم إدراج قضية الرابطة مع الفاف، ضمن أشغال جدول أعمال الجمعية العامة، داعيا رؤساء الأندية لطرح التساؤلات وتطبيق القوانين فقط.
وصرح رئيس شباب بلوزداد السابق: “ما بني على باطل فهو باطل.. عدم حضورنا لأشغال الجمعية العامة للفاف، يجب أن يطرح على الجهات المسؤولة على تطبيق القوانين التي تنص على ضرورة إدراج أي خطوة يقوم بها أعضاء المكتب الفدرالي، كإضافة أو إقصاء عضو أو أي هيأة منضوية تحت لواء الاتحادية”.
ويأمل قرباج، أن يجرؤ رؤساء الأندية على طرح الإشكال خلال أشغال الجمعية العامة: “أتمنى ان لا تمر قضيتنا مرور الكرام خلال أشغال الجمعية العامة، وعلى رؤساء الأندية التطرق للموضوع ويسألون زطشي، عن عدم وضع قضية الرابطة ضمن جدول أعمال الجمعية، فالمادة 28 يجب أن تطبق”.
وحسب محدثنا، فإن الاتحادية تنتهج سياسة الإغراءات والوعود الكاذبة، لإسكات الجميع، خاصة في الفترة الحالية، مثلما الناطق الرسمي لجمعية الشلف عبد الكريم مدوار، الذي يفترض أن يكون ضمن المجموعة التي تنظم أشغال الجمعية اليوم، وهو المعروف بمعارضته لسياسة الفاف: “في يوم ما سمعنا عن إلغاء السقوط والصعود، وأين هي مشاركة اتحاد بلعباس في البطولة العربية، فقد وعدوا هذا الفريق باستعادة ست نقاط، ولكن ذلك لم يتحقق.. وحتى قانون المنافسة لم يتغيّر مثل ما أعلنت عنه الفاف، بعد إنقاذ أمل القبة ورائد بومرداس من السقوط أيضا”.
رئيس اتحاد عنابة السابق عيسى منادي لـ”الشروق”:
الجمعية العامة صارت “مصلحية”.. وحضور روراوة يقلق البعض
قال الرئيس السابق لاتحاد عنابة، عيسى منادي، إن الجمعية العامة للاتحاد الجزائري لكرة القدم، فقدت هيبتها ولم يعد لها أي تأثير على مشوار ومستقبل الكرة المحلية، بحكم المصالح التي طغت عليها، من خلال تطرق الرؤساء الذين يحضرونها إلى المواضيع التي تهمهم فقط، معتبرا أن الرئيس الذي يكون فريقه مهددا بشبح السقوط لن يكون بوسعه المعارضة على أي نقطة خلال أشغال الجمعية العامة، كذلك الأمر بالنسبة للرئيس الذي يسير ناديه بخطى نحو التتويج بالبطولة، معتبرا أن رؤساء النوادي في السابق لما كانوا يهمون لحضور الجمعية العامة لـ”الفاف” كانوا على قلب رجل واحد، ولهم كلمة واحدة ورأي واحد ومواقف صارمة وشديدة وهو ما صار منعدما في أيامنا هذه على حد قول رئيس اتحاد عنابة السابق الذي كان يلقب بـ”الإمبراطور” الذي قال في تصريح لـ الشروق” أمس الأحد “صراحة الجمعية العامة لاتحاد الكرة مغايرة تماما لتلك التي كنا نحضرها قبل 15 سنة، كانت جمعية عامة حقيقية نوافق على أمور ونعارض على أخرى بكل ديمقراطية ولا خوف من أحد، لكن اليوم تغيرت الأمور وصار الرؤساء الذين يحضرونها “انتهازيين” همهم الوحيد خدمة مصالحهم الخاصة ومصالح نواديهم، على اعتبار أن الرئيس الذي يتجه فريقه نحو الأقسام السفلى يلتزم الصمت كذلك الأمر بالنسبة للرئيس الذي يسير فريقه نحو معانقة اللقب”.
أما بخصوص حضور رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم السابق محمد روراوة أشغال الجمعية العامة، قال منادي الذي تربطه علاقة وطيدة برئيس “الفاف” السابق، إن حضور الأخير من دون التفوه بكلمة يقلق بعض الأطراف التي تخافه، قبل أن يستدل بمثل شعبي بقوله “خلعانك فالذيب ولا حكمانو”، حيث قال عضو الجمعية العامة السابق في هذا الصدد “حضور روراوة أشغال الجمعية العامة يزعج عديد الأطراف لأن هناك أشخاصا بات يقلقهم روراوة كشخص من دون المداخلة حتى”.