زواج ينتهي بجنون الزوجة: يختطف ليلة عرسه ويختفي إلى الأبد ؟!

هي عروس لم تنعم بعد بفرحة زواجها من الغريب الذي دخل قريتها وقلبها في آن واحد، ليُختطف ليلة زفافه ويختفي إلى الأبد، مُخلفا وراءه جراحا لم ولن تندمل، وأسئلة حيّرت الجميع، من اختطفه؟ وأين هو الآن؟.
نادية سليماني
قصّة هذه الفتاة التي يشهد لها الجميع بالأخلاق الحسنة والاستقامة، بدأت بقدوم طبيب أسنان من منطقة القبائل قاصدا قرية ببلدية الإدريسيّة بولاية الجلفة لمُزاولة مهنته، وفي يوم قصدته إحدى بنات المنطقة لإصلاح سِنّ كثيرا ما أزعجها، فرجعت من عيادته وقد داوت أكثر من السّن، لقد أصلحت حياتها التي مرّت سنونها الثلاثون دون أن تحمل لها فارس أحلام يُنقذها من شبح العنوسة. حيث أُعجبت بالزائر الجديد، وأُعجب هو الآخر بها، فتكرّرت زياراتها إليه لإكمال حصصها الطّبية، وزاد الإعجاب ليتطوّر إلى مشروع زواج رحّبت به عائلة الفتاة. إلا أن الجميع صُدِمَ برفض زوجة الطبيب حيث أنّه مُتزوج في مسقط رأسه وهو أب لأبناء.
إلا أن إرادة المُحبّين دفعت بالمشروع قُدُماً إلى الأمام، وتمّ تحديد موعد العرس، فأهل العروس أرادوه عرسا كبيرا على غرار أعراس الجلفة، غير أن صاحبة الشأن رفضت وأرادته احتفالا ضيّقا يقتصر على العائلة فقط درءاً لأي مشاكل، وكأنها تملك حاسّة سادسة نبّأتها بما يخبّئه لها القدر.
وفي اليوم المنتظر انطلقت العروس رفقة أهلها إلى بيت الزوجيّة بدائرة الشارف بولاية الجلفة، وبينما هم جلوس ينتظرون قدوم العريس لأن الوقت قد تأخر كثيرا، فإذا بأفراد مُلثمين حاملين عصيّا، يقتحمون عليهم الشقة وانهالوا على أهلها ضربا ثم طردوهم من المنزل لتنال العروس بدورها قسطا كبيرا من الضرب، بعد أن مزّق المُلثمون فستان عرسها الأبيض، أمّا العريس فلم يظهر له أثر حتى هذه اللحظة وكأن الأرض ابتلعته!
ومنذ تلك الحادثة أصيبت الفتاة بانهيار عصبي حادّ أدخلها دائرة الجُنون.
لقد حامت الشكوك حول الزوجة الأولى بحكم رفضها هذا الزواج فانتقمت من الجميع، وآخرون اعتبروها عمليّة سطو نفذتها إحدى عصابات الولاية، ليبقى المشكل عالقا والذي يجب أخذه بعين الاعتبار. إنّها قصّةٌ غريبة لاتزال من دون أجوبة، هذا مشكل من المشاكل التي تترتّب عن زواج الأغراب من فتيات المناطق التي يقصدونها للعمل ثم يختفون دون سابق إنذار، مخلّفين وراءهم زوجات لا هن مطلقات ولا متزوجات، وأولادا بدون هوية.