زوجات يتسترن على خيانة الشريك.. خوفا من العواقب
لأنهن لا يملكن ملجأ يضمهن عند الطلاق، أو لأنه لا معيل لهن ولأولادهن، تتحمل سيدات كثر طعم الخيانة على تجرع مر الانفصال، وتستمر بعضهن في ملاحقة خطوات شريك خائن عن بعد، تعرف كل تفاصيل علاقاته الأخرى وتكتم الأمر كأنها الفاعل، حتى لا يشيع على الألسن وتتحمل ضغط ذلك .
خوفا من نظرة المجتمع.. مقهورات من الخيانة يجابهن الألم سرا
يلوم المجتمع الجزائري والعربي على العموم المرأة في كل ما يلم بالعلاقة الزوجية، حتى إذا تعرضت للخيانة اتهمها الجميع بالتقصير وتتكبد جميع الأسباب التي قد يخون لأجلها الرجل، فيتهمها البعض بعدم الاهتمام بنفسها أو حتى بإفراط الاهتمام به، ويبحث آخرون فيها ألف عيب وعيب يبرر شناعة فعل الزوج، حتى إن لم يجدوا هونوا الخيانة وعمموا الفعل باعتباره نزوة عابرة، فلا يزيح ذلك عن مشاعرها الألم والانكسار بل يزيد من وحدتها ويقلل أكثر من استحقاقها الذاتي.. لذا، أصبحت أغلب السيدات ممن يقعن ضحايا الخيانة الزوجية يدفنّ الوقائع في قرارة النفس ولا يبحن بها.
وفاء، 38 سنة، زوجة إطار دولة سام، تبكي واقعها وتتأسف أنها ضحت بعملها وكل طموحاتها لتكون زوجة وأما مثالية، عايشت مع زوجها مراحل فشل ونجاح كثيرة: “بعدما تولى منصبا محترما، تغيرت طباعه كثيرا وأصبح قلما يدخل المنزل قبل منتصف الليل.. في البداية، أرجعت ذلك إلى طبيعة وظيفته، قبل أن أكتشف خيانته بعدة طرق، فقد ضبطت رسائل على هاتفه صدفة، وهدايا نسائية في سيارته، وحجوزات فنادق.. كل هذا لم يمنعني من إبقاء الأمر سرا، خوفا من نظرة المجتمع ومن رد فعله، فقد ينكر وقد يستسيغ الأمر.
كي لا تبرر الخيانة.. نساء يفضلن الصمت على كشف الأدلة
تخاف الزوجة من مواجهة الرجل بالأدلة التي تحملها عن خيانته، فبعضهن تكون على يقين بأن الشريك سينكر لا محالة، وقد ينقلب عليها بالاتهامات، وبعضهن يتفادين التعنيف اللفظي والضرب الذي يطالهن نتيجة التفتيش في خصوصيات الزوج، هو حال سميرة، تقول: “خلال السنة الأولى من زواجنا، وجدت هاتفا به عدة رسائل غرامية ومكالمات لا محدودة، تحت المقعد الخلفي لسيارة زوجي، مع تأكدي أنه المعني بها، أنكر تماما واتهمني بالشك والوسواس وأخبرني أنها لصديق له، وعلي أن أفعل ما أراه مناسبا، وأغلقنا الموضوع، حتى تكررت خيانته، فقررت أن أتكتم عن الأمر ولا أواجهه، رغم الدلائل، إذ سينكر حتما خشية أن ينكسر ما تبقى من رابط رفيع بيننا، ويتأذى أبناؤنا هذه المرة..”.
المواجهة توقف استغباء الرجل
تؤكد الاستشارية الأسرية، الأستاذة شابوني نزيهة، على أن الخبراء والأخصائيين الذين ينصحون النساء بكتمان الخيانة هم على خطإ، يأخذون بالعلاقة إلى هاوية سحيقة، بحجة خوفهم من استقواء الرجل وجهره بأفعاله لاحقا، في حين يجب أن يحدث العكس تماما، فالخيانة الزوجية بجميع أشكالها فعل دنيء ولا يجب السكوت عنه، إذ من غير المعقول أن تعيش الضحية في علاقة سامة تكابد العذاب النفسي وتستمر في الاجتهاد لإرضاء طرف لا يستحق، دون أي محاولة للنقاش ومعالجة الأمور ومعرفة الأسباب على الأقل.. وهو ما يذهب إليه ثلة من الخبراء أيضا، من الذين يعتقدون بأن تستر المرأة عن العلاقات التي يقوم بها زوجها يضر بالعلاقة أكثر بكثير من مواجهته بالأمر، إذ إنها في هذه الحالة سوف تمنح له المزيد من الفرص لاستغبائها، وقد تفسح له الطريق واسعا للمزيد من الخيانات أو للتعدد، في حين لم يكن في حاجة إليه.