زوروا أهاليكم عبر وسائط التواصل الاجتماعي

تلقى الأئمة عبر الوطن، وبعد منع صلاة العيد في بيوت الله، سيلا من الأسئلة من طرف المواطنين، سواء عبر صفحاتهم الفايسبوكية، أو مباشرة من خلال أسئلة شفهية أو مكتوبة، تتعلق في الغالب بكيفية الصلاة يوم العيد في البيوت ومع العائلة.

“كيف نصلي في المنزل؟”، السؤال المتكرر والملح، والذي شكل اهتمام الإجابة عنه، لدى أكثر الجزائريين، حيث قام الأئمة، أمس الجمعة، ومنذ إعلان وزارة الشؤون الدينية، بمنع الصلاة يوم عيد الفطر في المساجد، قصد الوقاية من انتشار كورونا، بشرح تفاصيل القيام بهذه الصلاة داخل الحجر المنزلي، عبر الفايسبوك، والمكبرات الصوتية للمساجد.

وفِي حسين داي، أعطى إمام مسجد عُبَّاد الرحمان بحي عميروش، تفصيلا دقيقا لكيفية صلاة العيد في المنزل، حيث نصح سكان الحي الذين كانوا يسمعونه وقبل أذان المغرب، من خلال المكبر الصوتي، بالبقاء في بيوتهم، وتفهم هذا الظرف الاستثنائي.

وكان إمام مسجد عُبَّاد الرحمان، يجيب عن أسئلة شغلت اهتمام سكان الإحياء القريبة، تتعلق بكيفية صلاة العيد، وبدفع كفارة المفطر في رمضان، وغيرها من أسئلة تخص الصيام وعيد الفطر.

وفِي السياق، أكد إمام مسجد القدس بحيدر، الشيخ جلول قسوم، أن الجزائريين، اهتموا كثيرا بكيفية صلاة العيد في المنزل، وهذا بدليل أن أسئلتهم ملأت منصات التواصل الاجتماعي، ووردت أيضا إلى المساجد، من خلال أسئلة مكتوبة او شفهية، وقال إن الجمعة الأخيرة لرمضان هي فرصة، لشرح صلاة العيد عبر مكبرات المساجد، بالإضافة إلى استفسارات أخرى تتعلق بالظرف.

وأوضح الشيخ قسوم، أن الطبيب يملك حق الفتوى الشرعية، في كل ما يتعلق بصحة الإنسان، وذلك عملا بقول الله تعالى “لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة”، حيث إن دعوة وزارة الصحة إلى البقاء في البيت يومي عيد الفطر جاء كضرورة للوقاية من وباء “كوفيد19″، في ظل ارتفاع حالات الإصابة به في الجزائر.

وطمأن إمام مسجد حيدرة الجزائريين، بأن صلاتهم الرمزية ليوم العيد مقبولة “لأن الأعمال بالنيات”.

وقال قسوم، إن زيارة المقابر مناسبة لكل أيام السنة، والعيد جعل للفرح وليس للبكاء، ومن المستحسن البقاء في المنزل مضيفا “أيها الجزائريون، يمكنكم أن تزوروا ذويكم وأهاليهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ووسائط المشاهدة عن بعد، واصنعوا الفرحة يومي العيد لإسعاد أبنائكم، فحياتكم من صنع أفكاركم”.

حجيمي: تجنبوا التقبيل في العيد حفاظا على النفس البشرية

أكد المنسق الوطني الأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي لـ”الشروق” أن التقبيل والمصافحة في الأعياد، هي مجرد عادات وتقاليد تتميز بها المجتمعات، ولم يثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل الصحابة في الأعياد، ولا في القرآن الكريم.

وجاء كلام محدثنا، في سياق مناشدة المواطنين لتجنب تقبيل ومصافحة بعضهم، أيام عيد الفطر، تجنبا لنقل عدوى كورونا، حيث قال “لو كان التقبيل سلوكا لإظهار المحبة والتقدير والتواصل بين أفراد المجتمع، لكن ينبغي تجنبه في هذا الظرف الاستثنائي”.

وأكد حجيمي أن الحفاظ على الأرواح واجب على المسلم، حيث قال عز وجل “..ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، مناشدا المتحدثُ المواطنين بالمكوث في بيوتهم أيام العيد، وتهنئة أقاربهم وأصحابهم عن طريق الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعى، إلى حين انحسار هذا الوباء وعودة الحياة لطبيعتها، وذلك حفظا للنفس البشرية.