-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سؤال الماضي أَهَم.. أم سؤال المستقبل؟

سؤال الماضي أَهَم.. أم سؤال المستقبل؟

الماضي هو الزمن الوحيد الذي تنعدم فيه إرادة الإنسان، أي لا إمكانية لديه لتغييره، يُمكنِهُ قراءته، أو تفسيره، كما يُمكنه تشويه أحداثه أو طمسها، إلا أنه لا يستطيع تغييره… هي سُنّة من السنن الإلهية التي لا يمكن نكرانها. إرادة الإنسان لا تأثير لها على الماضي، ومجالها الوحيد هو الحاضر وبدرجة أكبر المستقبل…

ما الذي يجعلنا في هذا الظرف بالذات بدل أن نتحول نحو المستقبل الفسيح ونفتح الأمل للناس نعود القهقرى إلى الماضي وكأننا نبحث على إمكانية تغييره أو يُمكننا ذلك؟ ما الذي يَمنعنا مِن فَتح أُفق تفكير الناس نحو الغد على الأقل لنتجنب أسوأ السيناريوهات التي تكون قد أُعِدَّت أو تُعَد لنا، بدل أن نَغرق في الإجابة عن سؤال: هل أقيل الشاذلي بن جديد أم استقال؟ مَن كان خلف الستار، ومَن كان أمامه؟ مَن قام بهذا الفعل أو ذاك؟ ومَن فعل ما فعل بَمن ولماذا؟

حقيقة هي أسئلة في حاجة إلى أجوبة، ومن شأنها إثارة فضول الناس، ولكنها ليست الأسئلة الأهمّ، وليست الأسئلة الأصح. الأسئلة الأهم والأصح هي: كيف نستبق ما ينتظرنا في الغد القريب؟ وكيف يُمكننا التكيف مع مستجداته؟ وما الذي يَنبغي أن نكون عليه؟ وكيف ينبغي ألا نَقع في شراك سيناريوهات الآخرين الذين كان الماضي الذي عشناه والحاضر الذي نعيشه جزءا من خططهم المستقبلية؟ ولعل المستقبل سيكون كذلك إذا ما استمرت حالنا على ما هي عليه، وانتظرنا أن يتحول إلى ماض نبكيه أو نسعى إلى فهمه دون جدوى…

هي ذي الحقيقة التي ينبغي الانتباه إليها: أن ما حدث في بلادنا في تسعيينيات القرن الماضي كان جزءا من مستقبل أعدّه آخرون في غفلة منا قبل عشر أو عشرين سنة من تاريخ حدوثه ولم نستطع تجنبه، وكان ذلك بعنوان (الانفتاح الديمقراطي والإصلاح السياسي). وما يحدث اليوم هو أيضا جزء من مخطط أُعِد في غفلة مِنَّا ولا يبدو أننا نتكيف معه بالقدر الكافي لنَحُدَّ من تأثيره أو نوجِّهه كما نريد وهو بعنوان (الفوضى الخلاقة، الربيع العربي)، وما سيحدث غدا يبدو أنه بات قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ (بعنوان تفتيت الدولة الوطنية وبناء دول الأقليات)….

هو كذلك ونحن مازلنا نتصارع حول تفاصيل ماضٍ لا يمكننا تغييرُه وحاضر لا نملك كل السلطة عليه. هلاَّ نفيق؟ هلاّ ننتبه إلى أن مستقبلنا الآن يُصنَع من قبل غيرنا ونحن لاهون في تفاصيل ماضٍ لم يكن هو الآخر من صُنعنا؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • عبدالقادر

    الحديث عن الماضي والمستقل فيه الكثيرمن الطعون الاسيطرةفرعون تترك دارلقمان على حالهاالى ان يستقيم الحال اين يزول اويتقبل العقل الرافض للمعارف والعلوم تقبلهاوفصح المجال لهالكي تكون هي اصللالتسيير والتدبير والتمكين لرجالها للاستلاء على زمام الامورحتى يكون لنامستقبلا ان شاءشيءمذكور نتباهي به بين الامم قبل زوال الكون.المستقبل لن يبنى اطلاق الاااذا استفيدمن دروس الماضي بتجنب السلبيات وتطوير الايجابيات مع تطورعقل الانسان.الجزائرلن يكون لهاشان الا بدراسةتاريخهاالقديم والحديث وتحديددعائم البناء الصحيح.

  • الناصح الامين

    ان فهم الماصي جزء من استشراف المستقبل
    اما الغوص في اوحال الماضي فهذا هو المحذور

  • شوشناق

    مع احترام ياسيدي الى مقالك.

    هل بلدنا دولة او لجنة?? مثل هذه الحلات فى البلدان المستقيلة يعالجها القضاء المستقيل ولجنة مستقيلة و السياسين والمسؤلين والمراقبين والاساتذة.. والخ وكل شخص يعمل و يخطط و يبرمج عل حسب طبيعة عمله ومتطلبات مسؤوليته (كل واحد يخدم خدمتو)

    اما عن سؤلك حول المستقبل! الجوب هو من الاولوية يجب علينا ان نطالب باستقلالية القضاء. الله ينصر دولة عادلة.....اذا نصرك الله شكون رايح يغلبك!
    اينهم رجال معاهد الدراسات الاستراتيجية?
    اينهم رجال معاهد البحوث والدراسات فى كل الاختصاصات

  • الطيب

    نحن نعيش القلق و التوتر منذ نهاية الثمانينيات إلى لحظة هذه و هذا أثر سلبًا على كل شيء و شوش على الفكر البناء ! إنها معاناة مع الذات !

  • لحسن

    تحية طيبة للأستاذ الفاضل و القراء.
    السؤال الأكثر أهمية هو من يترجم " سؤال المستقبل" إلى سياسات و برامج، و يعمل على تطبيقها على أرض الواقع في الثقافة والإدارة و الإعلام و الاجتماع و الاقتصاد ؟ أليس مَنْ عَرفَ الجوابَ على "سؤال المستقبل" و تصوَّرَه هو المؤهل لذلك ؟

    إن الجيل المبارك المتكون من أمثالك يا أستاذ هو الأمل.
    فهلا خضتم معترك الحياة السياسية، على علاتها، لعل الله يجعل الفرج على أيديكم ؟

    أما فاقد الشيء فمن العبث انتظار أن يعطيه.

  • ابن الريف

    ما دامت النزعة الفرعونية وعبادة الاشخاص سائدة في اوصالنا فلا مجال للاستشراف لان الطرف الغالب يحب سماع انين المغلوب لا الاستماع الى افكاره وحلوله المبتكرة فالديناميكية البنائية التي توفرت لنا غداة الاستقلال تم استغلالها ابشع استغلال من طرف افراد فانعكس ذلك على الوطن بمزيد من الفرقة و التنازع و وصلنا الى ما وصلنا اليه من تخلف و انهيار و مع ذلك واصلت نفس الوجوه الفاشلة قيادة السفينة الى قاع المحيط باتباع ديناميكية تهديمية سنة 1992 و تفجير قنبلة حطمت اركان البيت و جعلت من سياسة فرق تسد هي السائدة .