ساركوزي: “دفع الفدية للإرهابيين لن يكون إستراتيجية مستدامة!”
تتجه فرنسا إلى إعادة فتح المفاوضات مع الإرهابيين مجددا بإعلان الرئيس ساركوزي بأن دفع الفدية للجماعات الإرهابية ليست إستراتيجية مستدامة في المستقبل، ما يعني استعداد فرنسا الاستجابة هذه المرة، والرضوخ لمطالب “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” التي أعلنت مسؤوليتها في عملية الاختطاف، والتي من المنتظر أن تكون مطالب مالية محضة، كما حدث مع الرعايا الإسبان الذين أفرج عنهم مقابل دفع إسبانيا 10 ملايين أورو، حيث قال الرئيس نيكولا ساركوزي: “إن دفع الفدية للجماعات الإرهابية لن يكون إستراتيجية مستديمة في المستقبل لتحرير الرهائن الفرنسيين”.
وأعرب رئيس الأركان “الأميرال ادوار غيو” عن استعداد بلاده لإجراء اتصال مع تنظيم “الجماعة السلفية”، حيث أكد بحث فرنسا حاليا عن وسيط للاتصال بالتنظيم الإرهابي للتفاوض معهم من أجل إطلاق سراح الرهائن السبع، ومن بينهم خمسة فرنسيين والذين اختطفهم مسلحو التنظيم في منطقة آرليت شمال النيجر الأسبوع ما قبل الماضي.
تأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من انتقاد هذا الأخير إسبانيا في دفعها للفدية لصالح جماعة “أبو زيد” الإرهابية مقابل الإفراج عن رهينتين لدى التنظيم الإرهابي، رافضا دفع فدية للإرهاب مقابل الإفراج عن أبرياء مظلومين، حيث قال:”إن الاستراتيجية الوحيدة ينبغي ألا تقوم على دفع فدية والقبول بالإفراج عن سجناء مقابل الإفراج عن أبرياء مظلومين لا يمكن أن تكون هذه هي الاستراتيجية”.
يحدث هذا في الوقت الذي أكدت فيه الجزائر رفضها أي تدخل أجنبي في شؤون دول منطقة الساحل الصحراوي، خصوصا الفرنسي والأمريكي بدواعي محاربة الإرهاب، معتبرة أن تسوية الأوضاع فيها من اختصاص حكومات وشعوب المنطقة، والتي تزامنت مع الدعوة التي أطلقتها الجزائر لكافة دول العالم في تجريم دفع الفدية لصالح الجماعات الإرهابية مهما كان الهدف المقابل، وذلك لاعتبار أن 95 بالمائة من مداخيل هذه الجماعات الإرهابية تأتي من أموال الفدية.
وأعلن أمس وزير الدفاع الفرنسي “هيرفى مورين” أن لديه “كل الأسباب التي تحمله على الاعتقاد” أن الفرنسيين الذين يعتقلهم في منطقة الساحل التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، هم “على قيد الحياة”، إلا أنه لم يتوّفر لديه دليل رسمي.
وقال مورين لإذاعة “أوروبا 1” لدينا كل الأسباب التي تحملنا على الاعتقاد أنهم على قيد الحياة، قبل أن يضيف “لكن لا يتوفر لدينا الدليل الذي يؤكد ذلك”، حيث أعرب في نفس الوقت عن تفاؤله في سير الأمور نحو الأحسن، مبررا ذلك بالتصريح الأخير للتنظيم الإرهابي الذي أكد فيه أنه سيبلغ فرنسا بمطالبه مقابل الإفراج عن الرهائن المختطفين نهاية الأسبوع ما قبل الماضي بشمال النيجر من بينهم 5 فرنسيين، حيث قال المتحدث باسم التنظيم “صلاح أبو حمد”، في تسجيل بثته قناة “الجزيرة” الفضائية: “نعلن تبنينا لهذه العملية، وأن التنظيم سيبلغ مطالبه “مشروعة” لاحقًا”، محذرا في نفس الوقت فرنسا “من مغبة ارتكاب أي حماقة”.