ستة أندية عاصمية دون ملاعب مع مطلع الموسم الجديد

أقل من شهر يفصلنا عن انطلاق الموسم الكروي في الجزائر، ورغم انشغال معظم الرؤساء في مسلسل الانتقالات، لجلب واستقدام أفضل العناصر، إلا أن المشكل الأكبر الذي لم يؤخذ على محمل الجد هو مكان إجراء اللقاءات خاصة لأندية العاصمة، على غرار اتحاد العاصمة مولودية الجزائر، نادي بارادو والوافد الجديد نجم بن عكنون، التي سيكون عنوانها الأبرز أين سنستقبل هذا الأسبوع؟…
وسيكون ملعب 05 جويلية الأولمبي خارج حسابات البرمجة على الأقل في النصف الأول من مرحلة الذهاب، بسبب أعمال الصيانة التي تقوم بها إدارة المركب على مستوى الأرضية، مفضلة تجنب تكرار سيناريو الموسم الماضي، حين كانت الأرضية في حالة كارثية، وهو أمر مفهوم بالنظر لكثافة المباريات هذا الموسم وكذلك الألعاب الإفريقية التي أقيمت على نفس الملعب.
تحفة مانديلا هي الأخرى لن تكون متاحة لفرق العاصمة هذا الموسم، رغم أن آخر لقاء احتضنه الملعب كان بمناسبة الداربي العاصمي بين المولودية الاتحاد بداية جوان الماضي، لكن حالة أرضية الميدان طرحت العديد من التساؤلات حول طريقة الصيانة، بالنظر إلى المعدات الكبيرة التي سخرتها الدولة الجزائرية من أجل المحافظة على أرضية الميدان، وهو ما يسقط خيار ملعب براقي من حسابات الفرق على الأقل في بداية الموسم الحالي.
ملعب الدويرة غير جاهز وبولوغين خارج الخدمة
كما تتواصل الأشغال على مستوى ملعب الدويرة الجديد، الذي كان سيزيل الضغط عن فريق مولودية الجزائر وأنصاره، حيث كانوا يمنون النفس في رؤية فريقهم يستقبل المنافسين على ملعبهم، خاصة بعد الضمانات التي قدمها وزير السكن في مختلف خرجاته السابقة، التي أكد من خلالها على ضرورة نهاية الأشغال بداية شهر سبتمبر الداخل، إلا أن وتيرة الأشغال تؤكد على أن الملعب لن يجهز قبل نهاية السنة، وهو ما يجعل الشناوة ينتظرون مرحلة العودة لرؤية فريقهم في بيته الجديد.
من جهة أخرى، سيكون ملعب عمر حمادي ببولوغين خارج الخدمة للموسم الثاني على التوالي، في انتظار ترسيم عملية هدمه وتجديده، وبذلك يجد اتحاد العاصمة نفسه خارج معقله، ويسقط حل آخر من حلول الفرق في استقبال منافسيها هذا الموسم، خاصة وأن مولودية الجزائر ونادي بارادو، كانا يستنجدان بملعب بولوغين، خلال فترات غلق ملعب 05 جويلية الأولمبي، وهو ما يؤزم وضع الفرق في اختيار مكان للاستقبال.
من جانب آخر، سيكون ملعب 20 أوت بالعناصر، جاهزا لاحتضان لقاءات الفرق مؤقتا، لكن التساؤل يبقى مطروح حول عدد الفرق التي سيحتضنها بيت شباب بلوزداد، خاصة وأن نصر حسين داي ورائد القبة، قدما طلبهما للاستقبال فيه، بعد غلق ملعب بن حداد بسبب المدرجات، وملعب الزيوي الذي لا يطابق المعايير، ليطرح التساؤل حول قدرة الملعب على احتواء كل هذه الفرق.
سكان دار البيضاء يرفضون.. وأرضية الرويبة كارثية
ورغم أن ملعب الشهيد روابح بالدار البيضاء، احتضن العديد من اللقاءات الموسم الماضي، لكنه وجد رفض قاطع من سكان المنطقة والوالي المنتدب، الذي رفض استقبال مباريات القسم الأول هذا الموسم، خاصة مع الشكاوي الكثيرة التي تقدم بها سكان دار البيضاء، مطالبين فيها السلطات العليا بعدم برمجة المباريات في ملعبهم، بسبب الإزعاج الذي سببه الأنصار حسبهم، وحالات الشغب التي صاحبت بعض اللقاءات، التي أدت إلى خسائر في ممتلكات السكان، ليبقى القرار مرهون بما سيقرره أصحاب القرار في المنطقة، وإن تحتم الأمر إجراء اللقاءات دون جمهور، وهو ما ترفضه بعض الفرق، معتبرة إياه عدم التوازن في سباق البطولة.
من جهة أخرى، اقترح بعض المسؤولين، ملعب الرويبة على بعض الفرق، لكن المقترح قوبل بالرفض، خاصة من طرف إدارة المولودية التي استقبلت منافسيها في ذات الملعب بداية الموسم الماضي، محملة أرضية الميدان السبب في في تعثرات الفريق، ومن المنتظر أن ترفضه إدارة المولودية مجددا، خاصة مع الانتدابات الكبيرة التي قام بها الفريق هذه الصائفة، ووضعه لهدف البطولة الموسم القادم، وهو مايتطلب ملعبا بأرضية مثالية لتطبيق كرة حديثة.
كما وضعت بعض الأطراف ملعب تشاكر كحل بديل لمواجهة هاجس استقبال بعض الأندية، لكنها قوبلت برفض قاطع من نوادي العاصمة، معللة ذلك ببعد المسافة على الأنصار، وكذلك اعتباره ملعبا محايدا، تسقط فيه أفضلية الأرض والجمهور، وهو ما يؤزم الوضع في تحديد برنامج المنافسة هذا الموسم، خاصة في حال التأجيلات المرتقبة بقوة هذا المسوم بسبب المنافسة القارية، وغياب ملاعب جاهزة على الأقل في الفترة المقبلة.
وسيجد مدراء الملاعب الجديدة حجج لطالما تغنى بها السابقون، عن عدم جاهزية الملاعب بسبب الفترة الصيفية، والعديد من التبريرات، لكن ما نشاهده في بلدان شقيقة رغم الظروف المناخية الصعبة، يجعلنا نتساءل حول مكمن الخطأ، إن كان في الصيانة، أو التأخر في تجديد الأرضية، خاصة وأن ملعب 05 جويلية الأولمبي كان مثالا يحتذى به قبل سنتين من الآن، من حيث جودة الأرضية والتي بقيت لخمس سنوات كاملة في حالة جيدة رغم كثافة اللقاءات، وهو ما يؤكد على وجود خلل في التوقيت المثالي لعمليات تجديد الأرضيات.