سجائر إلكترونية تستهدف الأطفال وحلويات مشبوهة في الأسواق

ظهرت، في الأسواق، منتجات استهلاكية، مجهولة المصدر والمكونات، تشكّل خطرا على مستعمليها، من الأطفال والمراهقين، ومنها سجائر إلكترونية، على شكل “فلاش ديسك” ملوّن، وحلويات “جيلاتين”، بشكل مقلة العين، قد تكون مصنعة من مواد خطيرة. وهو ما حذرت منه جمعيات حماية المستهلك، التي دعت الأولياء إلى مراقبة ما يشتريه أطفالهم.
انتشار هذه المواد، دفع بجمعيات حماية المستهلك، ومصالح التربية إلى دق ناقوس الخطر، حيث وجّهت مديرية التربية لولاية أدرار، مراسلة إلى مديري المؤسسات التعليمية، عبر الولاية، تدعوهم فيها إلى الحذر، بشأن رواج سجائر إلكترونية، على شكل مفتاح “فلاش ديسك”، مقلّدة ومستوردة بطريقة غير شرعية ومجهولة المصدر، ولا تتضمن أي معلومة متعلقة بالمصنع أو التركيبة الكيميائية للوسائل والنكهات.
وبحسب ما ورد في المراسلة، التي اطلعت عليها “الشروق”، فإن هذه السجائر الإلكترونية المموهة، التي تحمل عدة نكهات، وتباع بـ500 دج للواحدة، تحمل رسومات أطفال وتأتي بشكل صغير، ما يسهّل إخفاءها في المحفظة.
وتقول مراسلة مديرية التربية لولاية أدرار، بأنه “يصعب التفريق بين هذه السيجارة الإلكترونية وباقي الأدوات المدرسية للتلميذ، ما جعلها في متناول التلاميذ، بمختلف المراحل التعليمية، ما يهدد صحتهم وسلوكهم”.
وانتشرت أيضا في الأسواق حلويات موجهة إلى الأطفال، تأخذ شكل مقلة العين في تصميمها، وهي مصنوعة من مواد مشبوهة، وغير معروفة التركيبة، ويكون مصدرها، بحسب جمعيات حماية المستهلك، إما “جيلاتين” حيواني أو نباتي، والجيلاتين الحيواني مُشتق في المقام الأول من جلود الخنازير والغضاريف وعظام الماشية، وهو ما جعل هذه الجمعيات تحذّر من استهلاك حلوى مقلة العين، خصوصا أنها مجهولة المصدر والمكونات.
وفي الموضوع، أكد رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك، محفوظ حرزلي، في تصريح لـ”الشروق”، وجود منتجات دخلت أسواقنا بطريقة غير قانونية، وهي مهربة عبر الحدود، وتباع سريا، ما يضع أطفالنا، بحسب قوله، في “خطر كبير”.
وقال بأن السجائر الإلكترونية التي تحمل شكل “فلاش ديسك”، وهي موجّهة أساسا إلى المراهقين، لأنها تأتي بألوان مختلفة، وتكمن خطورتها في كونها صغيرة الحجم، ولا ينتبه إليها الأولياء والمدرّسون في القسم.
ويؤكد حرزلي، أن الاتحاد الوطني لحماية المستهلك حذّر من هذا المنتج المجهول، خاصة “أنه دخل أسواقنا عن طريق التهريب، الذي بات ينخر صحة المستهلك الجزائري، ويضرّ بالاقتصاد الوطني”. ودعا محدثنا الأولياء إلى ضرورة مراقبة ما تحتويه محافظ أبنائهم.
تلقينا شكاوى حول هذين المنتجين
وكشف حرزلي، أنه سبق لهم التحذير أيضا من تداول مشروبات كحولية مهربة عبر الحدود، تحتوي على مواد خطيرة، وتتسبّب لصاحبها في السكتة القلبية.
وبخصوص حلويات “الجيلاتين”، يؤكد رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك، أن السلطات منعت كليا استيراد هذه الأنواع من الحلويات، وما يتم تداوله في الأسواق حاليا، “ربما هو حلويات تم تهريبها إلى أسواقنا بطرق غير شرعية، أو هي مُصنعة محليا داخل ورشات سرية”.
وبدوره، أكد رئيس جمعية المستهلك الواعي، خالد ديدي، في تصريح لـ”الشروق”، أن جمعيتهم استقبلت، مؤخرا، مجموعة من الشكاوى، جميعها تحذر من رواج سجائر إلكترونية، تأتي على شكل “فلاش ديسك”، وقال إنه حتى بعض مديريات التجارة عبر الوطن حذرت من هذه السجائر.
وكشف ديدي أنهم، بعد تلقيهم الشكاوى، تحركت جمعيتهم عن طريق تنظيم حملات تحسيسية مع مختلف الشركاء على مستوى محطات المسافرين والحدائق العمومية، والمؤسسات التربوية، حيث تم استهداف شرائح متعدّدة من المجتمع، وخاصة الأطفال والأولياء.
وبشأن الحلويات مجهولة المصدر، قال محدثنا: “لطالما نبهت جمعية المستهلك الواعي، سواء عن طريق الحملات التحسيسية أم بالمشاركة في لقاءات إعلامية، من التسمّمات الغذائية الناتجة عن استهلاك منتجات مجهولة المصدر، والتي لا تحمل وسما، ومنها بعض أنواع الحلوى غير معروفة المصدر، وهو ما حذرنا منه عبر حملات تحسيسية توعوية مع مختلف الشركاء، كما تواصلنا مع التجار مباشرة للتصدي لبيع واستهلاك كل أنواع المنتجات مجهولة المصدر”.