-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الإهمال والتعب يتسببان في مجازر مرورية مروعة

سرعة مفرطة قبيل الإفطار.. وحصيلة الحوادث في ارتفاع!

مريم زكري
  • 495
  • 0
سرعة مفرطة قبيل الإفطار.. وحصيلة الحوادث في ارتفاع!
ح.م

لا تزال الطرقات في الجزائر تشهد مآسي مرورية متكررة، تزداد حدتها خلال شهر رمضان، حيث تتحول السرعة المفرطة والتهاون بقواعد السياقة إلى خطر يحصد الكثير من الأرواح. ورغم التحذيرات المستمرة، إلا أن النزيف المروري لا يتوقف، بسبب عدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية، ودخول السائقين في سباق مع الزمن، للوصول باكرا إلى منازلهم تكون نهايته مؤسفة.
يتجدد النقاش حول الأسباب الحقيقية لهذه الكوارث وتزايدها خلال شهر رمضان، بين من يربطها بالعجلة لتدارك الوقت قبيل موعد الإفطار، وبين من يرى أن ضعف الوعي المروري هو السبب الرئيسي لحوادث المرور خلال شهر رمضان، التي أصبحت تأخذ منحى مقلقا، حيث تشهد ارتفاعا واضحا بسبب السرعة المفرطة، خاصة قبيل موعد الإفطار، إلى جانب الإرهاق الذي يقلل من قدرة السائقين على التركيز تسبب في ارتفاع الحصيلة الأسبوعية للحوادث، بحسب ما كشفت عنه مصالح الحماية المدنية في عدة بيانات لها مؤخرا، حيث خلف حادثة اصطدام حافلة للنقل المدرسي بشاحنة للنقل العمومي بتيارت، مع بداية الأسبوع الأول من رمضان، وفاة تلميذين وإصابة 33 آخرين بجروح متفاوتة، ما دفع بالسلطات إلى التحرك سريعا وتقديم المتسببين في الحادث أمام نيابة الجمهورية لدى محكمة فرندة مؤخرا، كما أدى اصطدام تسلسلي، بين عدة مركبات وشاحنة، على الطريق السريع الرابط بين الدويرة وزرالدة، منذ يومين، إلى شلل تام لحركة المرور، مع تسجيل خسائر معتبرة في المركبات…

إعادة النظر في ثقافة السياقة وقواعد الطريق
وفي سياق ذلك، تأسفت رئيسة الجمعية الوطنية لممرني السياقة، نبيلة فرحات، خلال حديثها لـ”الشروق” بخصوص الأرقام المسجلة مؤخرا، التي تعود بحسبها إلى تهاون بعض السائقين في تطبيق قواعد السلامة، متجاهلين أن القيادة في ظروف التعب والصيام قد تكون قاتلة.
وأشارت محدثتنا إلى أن الحوادث المؤسفة التي وقعت مؤخرا هي مثال صارخ عن خطورة الإهمال في الطرقات، مضيفة أن هذه الحوادث يجب أن تكون إنذارا قويا يدفع الجميع، سواء الجهات الوصية أم السائقين أنفسهم، إلى إعادة النظر في ثقافة السياقة واحترام الوقت وقواعد الطريق، من خلال تعزيز الرقابة وتكثيف الحملات التوعوية، الذي بات ضرورة ملحة للحد من هذا النزيف المتواصل على طرقاتنا بحسبها.

إجبارية شهادة الكفاءة المهنية للسائقين للحد من الحوادث
بالمقابل، كشفت نبيلة فرحات عن قرار مديريات النقل الصادر شهر فيفري الفارط والقاضي بإلزام سائقي النقل العمومي للأشخاص والبضائع ونقل المواد الخطرة بالحصول على شهادة الكفاءة المهنية، ابتداء من 15 جوان 2025، قائلة إن القرار يعد خطوة إيجابية نحو ضبط قطاع النقل وتقليل المخاطر الناجمة عن سوء التكوين وقلة الخبرة لدى بعض السائقين خاصة الوزن الثقيل.
وأوضحت فرحات أن هذا القرار، الذي سيتم تطبيقه عبر نقاط التفتيش والمراقبة من قبل المصالح المختصة، يهدف إلى ضمان أن يكون السائق مؤهل بشكل كاف لمزاولة المهنة، لا سيما في ظل تزايد حوادث المرور الناتجة عن أخطاء بشرية، مثل السرعة المفرطة وعدم احترام إشارات المرور والإرهاق في أثناء القيادة.
وتأمل محدثتنا ألا يكون هذا الإجراء مجرد إجراء إداري شكلي، بل يجب أن يكون جزءا من استراتيجية أوسع تشمل التكوين المستمر، وتعزيز ثقافة السلامة المرورية، وتشديد العقوبات على المخالفين، لضمان الالتزام الفعلي بالقوانين الجديدة، مضيفة أن هذا القرار يجب أن يترافق مع حملات توعوية تستهدف السائقين والمواطنين على حد سواء، لتوضيح أهمية التأهيل المهني في خفض معدلات الحوادث وحماية الأرواح.
وأردفت فرحات أن الطريق السريع ليس ساحة مغامرة، وكل قرار يهدف إلى رفع مستوى كفاءة السائقين سيكون له أثر مباشر في الحد من الحوادث المرورية، لكن نجاحه مرهون بمدى جديته في التطبيق والمتابعة المستمرة، على حد قول ذات المتحدثة.

إعطاء الأولوية للوقت على حساب السلامة “خطأ قاتل”
من جهته، حذر خبير السلامة المرورية ومفتش رخصة السياقة لجميع الأصناف محمد داودي لـ”الشروق” من المخاطر المتزايدة لحوادث المرور، خلال شهر رمضان، خاصة مع اقتراب موعد الإفطار، حيث تتحول الطرقات إلى سباقات مفتوحة، نتيجة تهاون السائقين، وغياب التركيز، مضيفا أن الوقت هو اختبار حقيقي، خلال رمضان، يفشل الكثيرون في اجتيازه، حيث ترتفع السرعة بشكل ملحوظ، قبل أذان المغرب، ما يؤدي إلى وقوع مجازر مرورية يومية.
وأكد المتحدث أن القيادة السليمة لا تقتصر على احترام قوانين المرور فحسب، بل تتطلب أيضا إدارة الوقت بوعي ومسؤولية، مشددا على أن إعطاء الأولوية للسرعة على حساب السلامة هو خطأ قاتل، يدفع ثمنه أبرياء على الطرقات.
وأوضح أن الإحصائيات المسجلة خلال رمضان تعكس ارتفاعا مقلقا في عدد الحوادث، خصوصا في نصف الساعة الأخير، قبل الإفطار، داعيا السائقين إلى التحلي بالصبر والانضباط، بدلا من التسرع الذي يحول الطرقات إلى ساحة مآسي، كما ناشد الجهات المعنية ضرورة تكثيف حملات التوعية والرقابة المرورية، للحد من هذه الظاهرة، مؤكدا أن السلامة تبدأ من احترام القانون، وليس بالتسابق مع الزمن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!