-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحصيلة في صعود ورقم الأعمال في هبوط

سطيف تخترق سقف الكورونا بـ64 حالة والحركة التجارية تنهار

سمير مخربش
  • 2325
  • 0
سطيف تخترق سقف الكورونا بـ64 حالة والحركة التجارية تنهار
ح.م

أدركت ولاية سطيف 64 إصابة بفيروس كورونا في يوم واحد، الثلاثاء، حسب إحصاءات وزارة الصحة، وهي أعلى حصيلة يومية تبلغها ولاية جزائرية منذ بداية الجائحة، التي تمكنت من عاصمة الهضاب ولازالت تقلق أهل الصحة والناس أجمعين.

المؤكد أن ولاية سطيف منطقة موبوءة والإصابات فيها توشك أن تتساقط كالرذاذ، فبعد ما كانت الحالات تأتي فرادى أصبحت تأتي جماعات تمثل عائلات تمكن منها الفيروس حسب تقرير لجنة وزارة الصحة المُحققة. فعندما يتوافد على المستشفى كل من الأب والأم والأولاد والجدة والعمة فذاك يعني أن الوضع لا يبشر بالخير، وهي الحقيقة التي تعايشها سطيف هذه الأيام. ومنذ يومين، الجرح كان مضاعفا وسط عائلة من سطيف فقدت الوالدة يوم الخميس ولحق بها الوالد يوم السبت في صورة درامتيكية تكرّرت مع أكثر من عائلة.

وأما على مستوى المؤسسات الاستشفائية فالوضع مقلق للغاية، لأن كل المستشفيات دخلت في حالة تشبع بما فيها المستشفى الجامعي سعادنة عبد النور ومستشفيات العلمة وعين ولمان وعين أزال وعين الكبيرة وبوقاعة، وكل هذه المؤسسات حوّلت مصالحها إلى محاضن للمصابين بالوباء وأُلحقت بها مؤسسات التكوين المهني ومراكز المعوقين التي تستقبل حاليا العديد من المرضى، ورغم ذلك لم يتمكن الطاقم الطبي من استيعاب كافة المصابين وأرغم العديد منهم على العلاج داخل المنازل، بعد الاستفادة من الأدوية.

ومن جهة أخرى، دخل الأطباء وأعوان الصحة في حالة إرهاق ولم يعد بمقدورهم مواصلة العمل بنفس العزيمة التي كانت في بداية الجائحة، وقد أثر الوضع جسديا ونفسيا على الأطباء ومساعديهم وهم الآن يحتاجون إلى عناية نفسية، لأن ظروف العمل أضحت صعبة للغاية، والوضع يزداد تعقيدا مع نقص الوسائل، خاصة المتعلقة بأسِرّة الإنعاش وأجهزة التنفس مع تسجيل غياب لمبادرات التضامن من طرف الجمعيات، حيث اقتصر الأمر على عمليات قليلة كتلك التي قام بها تجار دبي بالعلمة الذين تبرعوا منذ يومين بأجهزة ومستلزمات طبية، وأما باقي البلديات فلازالت تعمل في حدود ما هو متوفر من وسائل. وأما على الصعيد التجاري وحركة الشارع، فالوضع يبدو كذلك مقلقا للغاية مع مسحة حزينة تملأ الوجوه، فكل التجار يؤكدون أن عودتهم للنشاط بطيئة مع كساد عام للبضائع التي تخلى عنها الزبائن، والأزمة مزقت اللحم ولامست العظم، والتاجر هنا يكاد يغلق محله مثلما يفتحه في الصباح بخزينة فارغة وسلعة متراكمة، مع ترصدات يومية للكمامات والمعقمات ومطاردات أعوان الرقابة والأمن للمخالفين في مشهد يؤكد استحواذ الفيروس على تفكير الناس، وكل شيء مؤجل إلى مرحلة ما بعد كورونا بما فيها الابتسامة، وأهم ما لاحظناه أمس الأربعاء، هو قلة السيارات التي تحمل أرقام غير 19 في شارع دبي، مما يعني تخوف تجار بقية الولايات من كوفيد 19.

وأمام هذا الوضع المتأزم، طالب منتخبون بالحجر الكلي بولاية سطيف وفق الصلاحية التي أعطتها الوزارة الأولى للولاة الذين بإمكانهم اتخاذ قرارات خاصة بمناطق ينتشر فيها الوباء، لكن يبدو أن الولاية فضلت التعايش مع الوضع، لأن نشاط الفيروس غير محدد بأجل معين، لكن مع التشديد على إجراءات الوقاية، خاصة في الأماكن العمومية ووسائل النقل، أين أضحت الكمامة وسيلة إجبارية. وقد تحركت مصالح الأمن أول أمس وأمس، للحد من التصرفات المخلة بالوضع الصحي، حيث تم حظر الأعراس والحفلات ومنع مواكب السيارات من التجول في الشوارع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!