-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سفيرة الأغنية التونسية “نبيهة كراولي” للشروق العربي: لدي ميول للأغنية الجزائرية ..

طارق معوش
  • 686
  • 0
سفيرة الأغنية التونسية “نبيهة كراولي” للشروق العربي: لدي ميول للأغنية الجزائرية ..
تصوير: إسلام بوراس

تتميز الفنانة التونسية “نبيهة كراولي” بالصوت الرخيم والروح الرومنسية، القادرة على أداء عديد الأغاني المستلهمة من الموروث الموسيقي التقليدي، المميز لجهة قفصة، مسقط رأسها، وكذلك بقية أنحاء تونس، وتتمتع نبيهة بثقافة موسيقية وسمعية جيدة، ومن مخزون موسيقي تونسي بدوي وحضري، إضافة إلى امتلاكها جرسا صوتيا يتلاءم مع أساليب الألحان التونسية العتيقة. تنحدر ضيفتنا من مدينة قفصة جنوب غربي تونس، سعت جديا للتعريف بالهوية الفنية التونسية، ومن أمانيها تحقيق انتشار عربي أوسع بالجمع في أدائها بين اللون التونسي والمدرسة الشرقية، سواء على صعيد اللحن أم الكلمات، وهذا ما سنكتشفه من خلال لقائنا معها..

لا أعتقد أن في الحياة طريقا ورديا.. أواصل مسيرة رفع التحدي حتى أكون عند حسن ظن جمهوري

الشروق: ما بين «شفتك مرة» حيث انطلاقتك الأولى وحتى جديدك اليوم بأغنية – هاي طلت ، قدمت العديد من الأغاني، حدثينا عن هذه الرحلة، وهل كان الطريق ممهدا؟ وكم تعاني الفنانة لكي تشق طريقها بثبات؟

– لا أعتقد أن في الحياة طريقا ورديا بأي مهنة، لأي شخص يحبّ التميّز والتفرّد بمهنته، طريقي كان مملوءا بالعثرات والصعوبات، ومحفوفا بمخاطر كثيرة، عدا الضغط النفسي بهذه المهنة بالذات، لأنّ الفشل أو النجاح على مرأى الجمهور، المعاناة كبيرة، خصوصا إذا وجدت بطريقك أناسا لا يخافون الله، ويضعون العصي بالدواليب وتصبح عدوا بالنسبة لهم ويحاربونك لإفشال كل أسباب تجهلها وأنت «يا غافل إلك الله» لا تعرف ما هو السبب؟!

الشروق: هل نجحت في رفع التحدي في مثل هذه الظروف؟

– رغم صعوبة البحث عن الكلمات المؤثرة والمعبرة، والألحان الجميلة، ومشاكل الإنتاج الفني، وإنجاز الأعمال، إلا أن النشاط في البحث عن أفكار مميزة ومختلفة لمواصلة المشوار بنفس التميز، هو بالنسبة لي أمر ضروري، والحمد لله، أنا أواصل مسيرة رفع التحدي حتى أكون عند حسن ظن جمهوري، وكل من يترقب جديدي، وبدليل نجاح أغنيتي “هاي طلت”، التي قدمتها بطريقة مغايرة بالنسبة لأعمالي السابقة، ولقيت إقبالا كبيرا، بتونس وخارج تونس.

الشروق: الجمهور الجزائري يريد معرفة جديد نبيهة كروالي… إن لم يكن مانع، طبعا؟

– أنا لا أهدأ في البحث عن الجديد، فقد أنجزت أغنيتين من فترة: “ليل عليا الليل”، ومؤخرا ”هاي طلت” وهناك العديد من العروض والأغاني.. وإن شاء الله، أتحدث عنها بالوقت المناسب.

لدي ميولات شخصية إلى الأغنية الجزائرية.. وأجمل النجاح الذي يكون من تراث بلدك

الشروق: ما هي الأنماط الغنائية الجزائرية التي تشد انتباهك؟

ـ الحوزي، المالوف، كما يستهويني جزء من الراي وجزء من الصحراوي، غير أن هناك أنماطا غائبة على الساحة العربية والوطنية، وهذه الأنماط جديرة بإخراجها من الجزائر إلى الدول الأجنبية، وأن تحظى بالاهتمام وتخرج عن الحدود الجزائرية إلى العرب والخارج، لدي ميولات شخصية للأغنية الجزائرية، خاصة وأنني أنحدر من مدينة قفصة المحاذية للحدود الجزائرية، وهذا يعني أن الأغنية الجزائرية كانت موجودة في البيت ونسمعها، ونرددها، تؤثر فينا ونتعامل معها.

الشروق: رغم التقارب الكبير في التراث الغنائي المغاربي بصفة عامة، والجزائري والتونسي بصفة خاصة، إلا أننا نسجل غياب مشاريع فنية مشتركة، ما هو السبب في رأيك؟

ـ قضية التقارب بين التراث الجزائري والتونسي وغياب التعاون الفعال بين الفنانين من البلدين، ليست لي إجابة شافية وكافية عنها، لكن تظل هناك محاولات فردية نقصد بها مجهودات بعض الفنانين الذين ينشطون ويحاولون أن ينجزوا ديوهات، أو أعمالا مشتركة كبرى، وهذا يظهر أكثر في السينما، وأكثر منه في مجال الأغنية، والتعاون بيننا على الصعيد الثقافي، وكذلك على صعيد الكتابة، لأن الأغنية لا تزال تحتاج لمبادرات أكثر حتى تعطي نتائج حسنة، وهناك مساع لمحاولة القيام بأعمال مشتركة مع فنانين جزائريين، إما في شكل ديو، أو تلحين، أو في مجال كتابة النص، لأن التعاون ليس بالضرورة أن يكون ديو، بل بالعكس، يجب أن يكون التعاون على جميع الأصعدة، وأنا حاليا لست مهتمة بالتعاون مع فنانين عرب من خارج المغرب العربي، وذلك بحسب تخطيطي، الذي يرتكز على التعامل المغربي.

الشروق: نبيهة كراولي، بحسب معلوماتي، كانت لك فرصة كبيرة لخوض تجربة غنائية بالطابع الشرقي، إلا أن ذلك لم يتوج، هل هذا راجع إلى تمسكك بالتراث التونسي أم الخوف من تجربة مآلها الفشل؟

ـ مشاريع تأدية أغنية شرقية موجودة منذ فترة طويلة، وأجلتها عدة مرات، لأن هناك استراتيجية في برنامجي الفني، نمر من خلاله عبر عدة محطات خطوة بخطوة، بحسب الأولويات، مثلما سبق وأن قلت، التعاون المغاربي قبل أي تعاون آخر، لكن إذا حدثت أشياء وحصلت على عروض مشرقية، مثلما أريد أنا، فلا أبقى مكتوفة الأيدي وأنتظر أن تحصل أشياء مع الفنانين في المغرب العربي، ولكن إلى غاية الساعة، لا يوجد أي عرض أو مشروع فني مع فنانين مشارقة، كما أن الأساس لدي، أن أعمل بصدق وأنا مقتنعة، أما عن تخوفي من الفشل، فأنا لست متخوفة من الفشل والتوفيق بيد الله، ولكن أعلمك كذلك أنني من اللواتي تكون في مدرسة شرقية، وأنا اخترت أن أغني الأغنية التونسية عن قناعة وعن وعي، وهو اختيار وخيار اخترته لأني من المقتنعين بفكرة أن الشخص يبدأ بثوبه، وما أجمل النجاح الذي يكون من تراث بلدك، وهذا لا يعني أني ضد لهجة من اللهجات العربية، أو لغة من لغات العالم، وليست لي مشكلة مع الفرنسية والإنجليزية، وهذا إذا توفرت لي الفرصة في عمل محترم مقنع يلبي رسالتي، ويتماشى وقناعاتي فأقول مرحبا وليست لي أي مشكلة.

أحافظ على أصالة الأغنية من خلال التركيز في اختيار ما أقدمه للجمهور

الشروق: حققت الكثير من الأحلام خلال مسيرتك الفنية، ولكن ما هو الحلم القريب الذي تتطلع نبيهة كراولي إليه؟

-ممازحة طبعًا، لن أصعد إلى المريخ. أتطلّع إلى أن يكون عندي “Mega Spectacle”، التي تعني صناعة أخرى للفن برؤية وتفكير جديدين. وأتمنى أن يحصل هذا الأمر معي في السنوات المقبلة.

الشروق: هل يمرّ الفنان بحالة ملل من عمله المقتصر على الغناء والحفلات؟

-بالضبط، كلامك صحيح. لقد مررت مؤخراً في حالة الروتين هذه. فالحفلات هي نفسها. لذلك أخوض تجربة عمل آخر، بعيداً عن الفن، لكن خطوتي هذه أخطوها رويداً رويداً. أريد أن أهيّئ نفسي لهذا التحوّل والتغيّر لدخول عالم آخر بعيد عن الفن.

الشروق: كيف تستطيعين الحفاظ على أصالة الأغنية التونسية في ظل انتشار الأغنيات سريعة الإيقاع؟

-أحافظ على أصالة الأغنية من خلال التركيز في اختيار ما أقدمه للجمهور، حتى لو كانت أغنية سريعة الإيقاع، فلا أمانع في تقديمها، ما يعني أنه ليس من الضروري أن تكون الأغنية سريعة الإيقاع دون المستوى، فالأهم الفكرة التي تتناولها الأغنية ورسالتها للناس.

الشروق: كلمة أخيرة إلى جمهورك الجزائري عبر مجلة ”الشروق العربي”؟

 شكرا لمجلة “الشروق العربي” على هذا الحوار الممتع، وسلامي موصول لكل الشعب الجزائري. “واحنا كتوانسة مستأنسين ومتهنيين بأنكم جيراننا”.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!