سقوط حر لمبيعات الكتاب في الجزائر منذ 2016 وهذه هي الأسباب
أكد رئيس المنظمة الوطنية لناشري الكتب، مهنّد الجهماني، على تسجيل انخفاض كبير في مبيعات الكتاب في الجزائر خلال العشر سنوات الأخيرة، معدّدا في ذلك أسبابا كثيرة، أبرزها غلق العديد من المكتبات وارتفاع مدخلات صناعة الكتاب من حبر وورق، إضافة غياب دعم وزارتي الثقافة والتربية لهذا المجال.
وفي حديث مع “الشروق أونلاين”، كشف الجهماني، عن “تسجيل انخفاض كبير في مبيعات الكتاب بلغ مستوى 70 من المائة، مقارنة بسنة 2015 وما قبلها”، حيث كان هناك اهتمام كبير بهذا المجال وكل الظروف كانت مواتية لتوزيع الكتاب وبيعه للقراء.
واعتبر محدّثنا، أن” الارتفاع الكبير في أسعار مدخلات صناعة الكتاب من حبر وورق، ساهم بشكل كبير في انخفاض مستوى توزيع الكتاب في الجزائر، فبعد أن كانت تكلفة طباعة كتاب واحد تقدّر بـ 100 دج، باتت الآن تصل إلى 300 دج، وهو ما يتعارض والقدرة الشرائية للقارئ الجزائري”، مفيدا بلعب الكتاب الإلكتروني، هو الآخر دورا في هذا الوضع المتردّي، وإن كان ضئيل”.
وكان قرار تجميد صندوق دعم الكتاب، الصادر عن وزارتي التربية والثقافة، سببٌ في انخفاض مستوى صناعة الكتاب في الجزائر، وارتفاع أسعار عرضه على القراء، وبالرغم من إعادة تفعيل هذا الصندوق، قبل سنتين، إلا أن مساهمته، وفقا للجهماني، لا تزال ضعيفة مقارنة بالعدد الكبير لدور النشر في الجزائر، والأمر كذلك بالنسبة لوزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي، اللتين أوقفتا عملية إقتناء الكتاب وتعزيز مكتباتها الخاصة المدرسية والجامعية.
وفي ظل هذه الوضع المتردّي، طالب رئيس المنظمة الوطنية لناشري الكتب، بضرورة تشكيل لجان مشتركة بين الناشرين والإداريين لإعادة دراسة وبعث الكتاب من جديد، عبر إعادة النظر في صندوق الدعم، والعمل على رفع وإلغاء الضرائب على الورق وباقي مدخلات صناعة الكتاب، لتخفيف العبء المالي على الناشرين والقراء، وكذا المساعدة في توزيع الكتاب في الولايات الداخلية واعادة النظر في صندوق الدعم.