-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تتّصف بسحر الطبيعة وتنوع النّشاط الفلاحي الرّعوي

سكان يابوس بين أمجاد الثورة والمطالبة بحقهم في التنمية

صالح سعودي
  • 521
  • 0
سكان يابوس بين أمجاد الثورة والمطالبة بحقهم في التنمية
ح.م

تعد بلدية يابوس بخنشلة من المناطق التي تتمتع بمناظرها الجميلة ساحرة ونشاطها الفلاحي والرعوي، وعلاوة على طابعها الجبلي، بحكم أنها تقع تحت سفوح جبال شيليا الشامخة شموخ أشجار الأرز التي زادتها بهاء واستقطابا من الزوار والسياح بشكل عام، سواء في فصل الصيف أو الشتاء، فإن لها مؤهلات فلاحية واعدة، خاصة بعد تشييد سد مائي سمح بفتح آفاق مهمة لدى الفلاحين الذين سعوا إلى استصلاح الأراضي وغرس أشجار التفاح ومختلف الأنشطة الفلاحية التي أعادت للمنطقة بريقها، وهي التي تقع في منطقة حدودية بين باتنة وخنشلة.
الزائر لبلدية يابوس بخنشلة يكتشف الكثير من المزايا التي تتسم بها هذه المنطقة، وفي مقدمة ذلك جمالها الطبيعي وكرم سكانها وماضيها الثوري وتنوع نشاطها الفلاحي الرعوي، حيث كانت شهادة على الكثير من المعارك الطاحنة خلال فترة الثورة التحريرية، كما كانت معقلا للثورة منذ البداية، وهي التي احتضنت أعضاء المنظمة الخاصة والخارجون عن القانون الفرنسي، ناهيك عن إنجاب أبطال ضحوا بالنفس والنفيس من اجل استقلال الجزائر، ما جعلها تساهم بشكل فعال في إشعال فتيل الثورة بمنطقة الأوراس، تحت إشراف القيادي عمار معاش (عمار مارشينوار) الذي كان المنسق المباشر مع الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد، إضافة الى أبطال آخرين بعضهم رزق بالشهادة وآخرون كتب الله لهم أن عاشوا فترة الاستقلال، مثل عمار معاش وموسى رداح وعبد الله غبروري ورداح محمد البشير وغيرهم.

ماضي ثوري شاهد على تضحيات وملاحم سكان يابوس
تعد بلدية يابوس تابعة إداريا لولاية خنشلة بحكم التقسيم الإداري لسنة 1985، وهذا بعد أن كانت قبل ذلك تابعة لولاية باتنة. وهي حاليا تنتمي تابعة لدائرة بوحمامة ولاية خنشلة، حيث تملك وعاء سكانيا مقدر بحوالي أكثر من 18 ألف نسمة، تتربع على مساحة عامة وثروة طبيعية (غابية بامتياز)، كما تتصف بسلسلة جبلية ممتدة من شيليا بحدود إشمول غربا بباتنة إلى حدود بلدية شيليا وتاوزيانت بخنشلة شرقا، وبوحمامة شمالا، ناهيك عن حدودها شمالا مع بلديتي أولاد فاضل التابعة لولاية باتنة. وحسب الأستاذ أحمد عريف فإن سكان يابوس ينتمون إلى عرش “آيث اوجانا”، ويمثلون أغلبية الساكنة تاريخيا وهم مجزؤون إلى مشاتي أولاد محبوب (أولاد امحمد) وأولاد عريف (أولاد عبد الله وأولاد مجاهد وأولاد ع العزيز، أولاد سي قاسم)، وأولاد مفرج، ومشتة الشرفة. مضيفا أن منطقة يابوس تملك يابوس إرثا ثوريا تاريخيا بامتياز، حيث مكّنها تاريخها من تسجيل أعلى البطولات الثورية عبر أبطالها ومجاهديها وعدد شهدائها القريب من 500 شهيد، يتقدمهم القادة: الثائر معاش المسعود الذي ثار ضد الوجود الفرنسي قبيل الثورة التحريرية .والمجاهد القائد الرائد عمار معاش المدعو “عمار مارشينوار”، والمجاهد القائد الملازم رداح محمد البشير، والمجاهد القائد السياسي موسى رداح، والمجاهد القائد السياسي غبروري عبد الله. وقادة وأبطال استشهدوا في الثورة التحريرية في ملاحم وبطولات أبرزهم شهيدا المقصلة بسجن الكدية (رفقاء القائد مصطفى بن بولعيد) وهم: الشهيد عريف فرحات بن بلقاسم والشهيد زايدي عمر. والشهيد: عريف حسين الذي فر من سجن الكدية رفقة مصطفى بن بولعيد والطاهر زبيري وثلة من الأبطال، واستشهد بنواحي آريس. والشهيد القائد عريف إسماعيل الذي استشهد بخنقة بلوكيل رفقة الرائد عبد المجيد عبد الصمد و63 شهيدا. وفي السياق ذاته، فإن منطقة يابوس معروف عنها الطابع النضالي والجهادي خلال الثورة، ما جعل العائلات اليابوسية تشجع أبناءها على محاربة الاستدمار الفرنسي وفق الاستراتيجية التي رسمها البطل مصطفى بن بولعيد في مختلف مناطق الأوراس. ومن بين أبرز العائلات الثورية والثائرة بيابوس نجد عائلة عريف (لها حوالي 30 شهيدا ومجاهدا)، وعائلة مزوزي التي قدمت الكثير بقيادة الشهيد البطل مزوزي إبراهيم، وعائلة بولعزيز الثائرة (أزيد من 11 شهيدا) .وعائلة معاش بقيادة الثائر معاش المسعود والقائد عمار معاش (مارشينوار) .وعائلة غبروري المناضلة بقيادة الشهيد غبروري لمبارك، إضافة إلى عائلات تامن ورداح ومدور وبوسلسة وبن يحي وناصري وزايدي وبلاغماس وعشيقة وغيرها.

معارك شرسة عاشتها يباوس خلال الثورة
وقد شهدت منطقة يابوس معارك شرسة ضد الاستدمار الفرنسي بجبال الأوراس، وبالضبط تحت سفوح جبال شيليا وفي مختلف الأماكن القريبة من بوحمامة وفم الطوب وأولاد فاضل، لعل أبرزها حسب الأستاذ أحمد عريف “أم المعارك” بخنقة بلوكيل الكبرى (مشتة أولاد عريف)، حيث ارتقى فيها القائد الرائد عبد المجيد عبد الصمد رفقة 63 شهيدا، في أكبر معركة بتاريخ 2 ديسمبر 1960، شاركت فيها قوات الحلف الأطلسي. ومن بين الشهداء الذين ارتقوا فيها (عريف إسماعيل، عريف مصطفى، عريف محمد بن الهاشمي، عريف إبراهيم، بن يحي مسعود، بوراري مسعود، آغرور، بولعزيز.) بمشاركة عدة مجاهدين عرفوا بشجاعتهم مثل زايدي بلقاسم (لا يزال على قيد الحياة)، وعريف عبد الله بن نزار، وبلواعر عمر، ولعلى ونوغي، ومحبوبي بولبير، والوردي لكحل وغيرهم. كما تبقى منطقة يابوس شهادة على معركة علي النمر الشهيرة. وهي من أكبر المعارك التي شهدتها يابوس، حيث ارتقى فيها البطل القائد علي النمر رفقة مجموعة من الأماجد الأبرار من الشهداء. كما يمكن ذكر معركة السكوم ، وكذلك اشتباك كرازة التاريخي (معركة الشهيد الوردي طورش، والسرك نكرازة). وهجوم عين داود في الأشهر الأخيرة من الثورة عام 1962، وذلك بديار أولاد عريف، حيث تم قتل آخر ضابط فرنسي برتبة نقيب (اقبطان نتيذيث) بقيادة الشهيد آقضي والمجاهد نواصرية سعد. علما أن يابوس لا تزال محافظة على ذاكرتها الثورية وحسها الوطني بفضل مجاهدين ومناضلين لا يزالون على قيد الحياة، مثل زايدي بلقاسم ومدور الحاج وغبروري محمود بن الصحراوي وعلي مزوز وسعد نواصرية ولمبارك مزوزي ومسعود ورتان ومحمد بن علي عشيقة والبقية.

خنساء يابوس الشيخة مجي.. زوجة مجاهد وأم لـ 4 شهداء
وتفتخر منطقة يابوس بماضيها الثوري مثلما تعتز بملاحم وبطولات نسائها، وفي مقدمتهم الخنساء الشيخة مجي، وهي زوجة مجاهد وأم لأربعة شهداء، حيث روى المجاهد علي مزوز في مذكراته، إنه في 1960 وبعد معركة خنقة بلوكيل بشلية، أخذ العدو جثامين الشهداء إلى وسط القرية (يابوس)، ثم أمر ضابط العدو بجمع المواطنين في الساحة وبدأ يتوعدهم قائلا: “فرنسا دولة قوية لا أحد يستطيع قهرها، و مصير أبنائكم وأزواجكم هو نفس مصير هؤلاء”. وكان من الحاضرين المرأة المجاهدة مجي الشيخة (زوجة المجاهد بلقاسم بولعزيز)، أم لـ 4 شهداء سقطوا في ميدان الشرف، اثنين استشهدا في هذه المعركة وإثنين آخرين في معركة سبقتها، حيث تقدمت بخطى ثابتة وفتحت على جثماني ابنيها فقبلتهما ثم زغردت وقالت مقولتها الشهيرة: “والله لو كنت قادرة على الإنجاب لأنجبت أولادا ثم أطلب منهم اللحاق بإخوانهم الشهداء في سبيل هذا الوطن المفدى”، لتتعالي الزغاريد والتكبيرات وصيحات “تحيا الجزائر”، ما خلف جوا حماسيا ثوريا في الساحة. كما نسجل صمود خنساء أخرى هي حفصية سغيري (زوجة براهمي محمد بن التريكي الرشاشي) التي فقدت أربعة من أبنائها خلال الثورة، وهم: الشهيد براهمي شعبان عام 1955، وشهدين آخرين سنة 1957 هما تريكي والطاهر، وأخيرا الشهيد القائد براهمي مسعود بريتا سنة 1960. كما فقدت أيضا حفيدتين هما الشهيدتين براهمي دزاير وبراهمي نجمة (إبنتا مسعود)، حيث استشهدتا بعد حرق منزل جدهن محمد يوم واحد بعد استشهاد مسعود بريتا سنة 1961. واستشهد ابن أختها فاطمة، البطل محمد لخضر غواري المدعو باريزيان الذي ربته بيدها وكان يناديها أمي.

نقائص كثيرة وسكان يابوس يطالبون بحقهم في التنمية
وإذا كانت بلدية يابوس قد استفادت مؤخرا من مشاريع استحسنتها الساكنة، خاصة في الأرياف والقرى، وذلك بربط شبكة الغاز الطبيعي الذي يعد مكسبا مهما لهم .في حين، لا يزال سكان مشتة بلوكيل وإيغالان وعشيقة يناشدون السلطات بفك العزلة والربط بشبكة الماء الشروب. كما يطالب فلاحو منطقة بولعزيز بكرازة بتوسيع محيط السقي، خاصة في ظل توفر المنطقة على أراضي فلاحية مقابل ندرة مياه السقي التي لم تصلهم . كما ينتظر شباب البلدية مرافق خاصة لهم تتماشى مع طموحاتهم وحاجياتهم (مركز ثقافي ودار شباب ومسبح وملاعب جوارية). كما يأمل سكان المنطقة في تفعيل الاستثمار السياحي، خاصة وأن هناك مستثمرين من يابوس لا يزالون ينتظرون الحصول على تراخيص لإنشاء مستثمرات سياحية، بحجة أن العقار فلاحي وليس سياحي). وفي السياق ذاته يتساءل الأستاذ أحمد عريف كيف لبلدية ثورية تاريخية لا تملك متحفا ولو صغيرا يحفظ إرث المنطقة وتاريخها. ناهيك عن أزمة التغطية الشبكية والألياف للهاتف والانترنت بالمناطق الريفية، وشبكة الكهرباء ، إضافة إلى التهيئة الحضرية لعدة مناطق في قلب يابوس، وكذلك مشكل عدم امتلاك البلدية لعقار يمكنها من تشييد مشاريع مختلفة (مدارس ومجمعات مدرسية بسبب الاكتظاظ الذي تعانيه المؤسسات التربوية الحالية)، وكذلك عدم الاستفادة من مجمعات سكنية كافية من عمارات وتجزئات سكنية. وفي السياق ذاته، يطالب سكان يابوس بتشييد عدة مرافق استعجالية مثل مقر للحماية المدنية وعيادة متعددة الخدمات ومركز للتكوين المهني وآخر خاص بالضمان الاجتماعي، وكذلك مركز سونلغاز ودار الشباب ومسبح بلدي، ناهيك عن ضرورة إعادة تعبيد الطرقات المهترئة، ورفع الحصة الخاصة بالبناء الريفي، والعمل على تدعيم مشارف سد تاغريست بأماكن للراحة والتسلية، مع تخصيص يوم وطني لشهداء المقصلة، وكذلك ترسيم ذكرى استشهاد عبد المجيد عبد الصمد، وذكرى استشهاد قائد الولاية علي النمر ومعركة شيليا.

موقع استراتيجي جعل يابوس تبرز سياحيا في الشتاء والصيف
ومن مميزات يابوس من الناحية المناخية هو أنها تتسم بطقس بارد ومناخ شتويا كغيرها من المناطق الجبلية بنواحي الأوراس، حيث يعرف فصل الشتاء تساقط الثلوج مع جليد وبرد قارس، بسبب الطابع الجبلي (ارتفاع يفوق 1200 م)، مع جو معتدل صيفا .وتحوي يابوس مناطق ومشاتي تابعة للسلسلة الجبلية مثل الكانطينة، اغلان، عشيقة، البير أوعجمي، والوضحة. مثلما تحتوي على مناطق منخفضة نسبيا يطلق عليها اسم “الشارع” كمناطق كرازة وعين داود وتيغزة والكركار والسكوم. وهي المناطق التي تجمع بين الطابع الفلاحي والرعوي، خاصة في ظل حركية الفلاحين في السنوات الأخيرة تزامنا مع انجاز مشروع سد مائي سهل مهمة سكان المنطقة في القيام في استصلاح الأراضي وتوسيع دائرة مناطق السقي، والاهتمام أكثر بالخضروات وشعبة أشجار التفاح وعديد المحاصيل الفلاحية التي تشتهر بها المنطقة. وفي السياق ذاته، فإن الموقع الاستراتيجي للمنطقة الذي يقع تحت سفوح جبال شيليا جعلها محل استقطاب سياحي سواء في إطار السياحة الشتوية، أو السياحة الجبلية التي تحظى باهتمام الزوار خلال فصل الصيف، مالا يتيح الفرصة لسكان المنطقة بممارسة عدة أنشطة تجارية لتقديم خدمات مهمة للسواح. وحسب الأستاذ أحمد عريف فإن هناك عدة مواقع ومناطق تزخر بها يابوس، ما مكنها من احتلال مكانة سياحية محترمة، على غرار سد تاغريست الذي يشكل حسب قوله حلة سياحية نوعية، وكذلك منبع “امان إيبركانن” بنواحي الكانطينة، ناهيك عن سحر جبال المنطقة مثل خنقة بلوكيل وتوشنت والوضحة .

الرياضة في بلدية يابوس.. تحديات رغم نقص الإمكانات
أما في الشق الرياضي فإن أنشطة شبان بلدية يابوس مقتصرة على رياضة كرة القدم، خاصة وأن المنطقة معروفة بماضيها الكروي منذ ثمانينيات القرن الماضي، بفضل فريق المشعل الرياضي لبلدية يابوس الذي ترك بصمته في مختلف ملاعب ولاية خنشلة، وهذا رغم الصعوبات ونقص الإمكانات، إلا أن ذلك لم يمنع من بروز عدة مواهب في تلك الفترة، مثل مداقو إبراهيم المعروف باسم مارادونا، إضافة إلى الوردي بالولي ولمبارك بالولي والطاهر رامول وبومعراف وغيرهم من الذين حملوا لواء الكرة اليابوسية حتى نهاية التسعينيات، ثم جاء جيل جديد رفع التحدي في البطولة الولائية رغم انعدام الإمكانات، وذلك بقيادة المشرف العام المرحوم “لاجودان عريف”، ومواهب كروية مثل الحارس مامون معاش ومولود تاغريست والمهاجم أحمد عريف ومحرك اللعب نبيل بالولي وغيرهم من شبان المنطقة تحت إشراف المدرب جمال بن زرارة، لتعيش بعد ذلك الكرة اليابوسية عقدين من السبات والجمود بسبب تحويل أرضية الملعب البلدي إلى مكان لتشييد مقر البلدية. وفي 2018 بدأ مشروع تشييد ملعب جديد أطلق عليه اسم الملازم الشهيد لكحل السبتي، ما فسح المجال لبروز جيل جديد بقيادة بلال معاش ولولو مدور وقرقوري محفوظ وعامر جبايلي وغيرهم من الشبان الذين أعطوا نفسا جديدا للكرة في بلدية يابوس، حيث ساهموا في تأسيس النادي الهاوي وفاق يابوس الذي باشر نشاطه موسم 2022/2023، وراهن على خطف الأضواء في البطولة الولائية، ما جعله يضيع الصعود في آخر أنفاس الموسم المنصرم 2023/2024، فيما عرف هذا العام تأسيس فريق جديد أطلق عليه اسم مولودية يابوس، يضاف إلى وفاق يابوس، ما يمنح نوعا من التنوع والتنافس من أجل تقديم الأفضل، ويضمن داربي يابوسي على وقع التنافس والروح الرياضية بين شبان المنطقة، وذلك بالاعتماد على شبان المنطقة، علما أن الفريق الجديد مولودية يابوس يشرف عليه إدارة وتدريبا كل من بوحافر وترقات. فيما برز وفاق يابوس هذا الموسم في بطولة ولاية خنشلة، وسط طموح كبير لاسترجاع أمجاد الماضي رغم الصعوبات وانعدام الإمكانات.

موروث ثقافي يابوسي في حاجة إلى عناية واهتمام
وبعيدا عن الجانب التاريخي والثوري الذي تفتخر به المنطقة، وهي التي قدمت الكثير من أجل استقلال الجزائر، فإنها في المقابل تتمتع بموروث ثقافي عريق في حاجة إلى مزيد من العناية والاهتمام. ويندرج ضمن الفولكلور الفني الأوراسي الذي عرف منذ القدم تحت اسم “الرحابة” أو “ايرحّابن”، وحسب الأستاذ أحمد عريف فقد تم تشكيل فرقة “رحابة يابوس” ثمانينيات القرن الماضي، وعرفت فيما بعد بجمعية “فرقة يابوس للرحابة” (فرسان الليل) بقيادة الفنان الراحل “الهادي بهلولي وقدور قعقاعي وحسن قعقاعي وحانو فرطاس والإخوة سالات، مضيفا أن” هناك أعمدة فنية أخرى من يابوس سجلت اسمها في تاريخ الفن والثقافة الأوراسية، مثل قدور أوسكوم (صاحب رائعة الدمام)، أو قدور اليابوسي، وبوحا أوالساكر، أو درديري محمد الذي عاش فنيا في بلدية إشمول، وكذلك الفنان علي غيلاني.. والفنان (بن زراري بغدوش المعروف فنيا بـ “غدوو”، وهو عازف على الزرنة”. ولا يزال موروث رحابة يابوس قائم إلى هذا اليوم، من خلال الحركيية التي تميز عديد الفرق والوجوه الفنية الناشطة في هذا الجانب، والحريصة على الطابع التراثي أو التي تسعى إلى مزجه بالطابع العصري، حيث حظي ذلك بعديد الدراسات، منها مذكرة لنيل شهادة الماستر للأستاذ أحمد عريف، في قسم اللغة والثقافة الأمازيغية بجامعة باتنة. كما تتسم منطقة يابوس ببروز أبنائها في الشق الإبداعي، خاصة ما يتعلق بفنون الشعر والنثر باللغتين العربية والأمازيغية، على غرار عديد المناطق المجاورة مثل بوحمامة ولمصارة، ناهيك عن وجوه ثقافية وازنة برزت في الساحة الإبداعية والأكاديمية محليا ووطنيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!