-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سكوت.. إننا نتراجع

حسن خليفة
  • 295
  • 1
سكوت.. إننا نتراجع
ح.م

من يستذكر سنوات الثمانينيات وما بعدها من أبناء جيلي يتذكَّر ـ دون ريب ـ ذلك الزخم الثقافي والفكري الكبير ممثّلا في عدد وافر من المطبوعات: مجلات وصحف وملاحق. وقد كانت العديد من الهيئات (وزارات وغيرها) تُصدر مطبوعاتها وجرائدها وتوزعها على نطاق لا بأس به.

كانت لدينا مجلاتٌ وصحف: الأصالة، الرسالة، العصر، ومطبوعات ملتقى الفكر الإسلامي في كتب ومجلدات سنوية تحمل كل ما دار في ملتقى الفكر الإسلامي للعام الذي مضى، تصدُر كلها عن وزارة واحدة هي وزارة الشؤون الدينية وقتئذ.

 وكانت لدينا مجلات: الثقافة، ألوان، آمال (أدب الشباب)، وكانت لنا ملاحق ثقافية في كثير من الجرائد: الشعب الثقافي، النصر الثقافي، الجمهورية… وغير هذا كثير من المطبوعات الجميلة التي تحمل الرأي والفكر والثقافة والأدب… بل كانت هناك مطبوعاتٌ شبه متخصِّصة كمجلة “الوحدة” التي تعبِّر عن الشباب وقد أشرف عليها البعض ممن هم اليوم مسؤولون وأسماء معروفة في ساحتنا الإعلامية… وخارج موضوع المطبوعات كانت الساحة تعج بالفرق المسرحية الهاوية؛ حتى إن مدينة كقسنطينة وجامعتها الوحيدة آنئذ كانت فيها أكثر من 10 فرق مسرحية تنشط في الساحة بشكل مستمرّ، تقيم أنشطة في الأحياء الجامعية (الإقامات الجامعية) وفي المدينة، وتذهب أحيانا إلى بعض المدن الصغيرة والقرى.

هذا كلّهُ دون الحديث عن قطاعات وأنشطة أخرى يمكن أن نسجل في معاينة صارمة  صريحة هذا الموقف الذي نطرحه في شكل تساؤل: هل نتراجع؟ هل صار أمسُنا أفضل من حاضرنا؟ ما السّر في اختفاء كل تلك المطبوعات النافعة المفيدة التي كانت تلقى رواجا مهمّا، وتصل إلى الكتَّاب والأدباء وعموم القراء بانتظام؟

لنأخذ مجلتين كالأصالة والثقافة.. إنهما مجلتان رصينتان قويتان يكتب فيهما أعلام الكتاب والأدباء في الوطن ومن خارج الوطن.. تشعر مع تينك المجلتين بأن ثمة شيئا اسمه “ثقافة” بالفعل؛ ممثلا في تلك الكتابات الرصينة، والأبحاث القوية، والمقالات المهمة والمتابعات والتحليلات.. وأن هناك كتّابا وأدباء وروائيين وأعلاما في شتى الفنون والمعارف.

اليوم.. كيف يمكن أن نصف حاضرنا؟ هل هناك مطبوعاتٌ رائقة رائجة تعكس حقائقنا الثقافية وتعبِّر عن قيمة الثقافة ـ بالمعنى الحقيقي للثقافة ـ في حياتنا ولدى هيئاتنا المعنية بالشأن الثقافي؟

ما هي أسباب هذا “التصحّر” الثقافي والأدبي في ساحاتنا كلها؟ لمَ لا نجد شيئا ذا بال يملأ العين والعقل والفؤاد؟ لمَ نعجز عن إصدار مهمّ كـ”عالم المعرفة” الذي تُصدره الكويت الشقيقة دون انقطاع على مدار عقود؟ ولمَ نعجز عن أداء حقّ المثقفين والكتَّاب بعمل جامع يكون في مستوى بلدنا ثقافيا يعكس ثراءنا وقوّتنا ويعبِّر عن هذه الأعداد الكبيرة من “المثقفين” والكتَّاب والأدباء والفنانين والمبدعين في شكل مجلة أو جريدة (ثقافية) أو موقع جامع ثريّ أو منصّة أو حتى هيئة في المستوى..

أليس من الحق القول: إن الثقافة كانت “حقل” تخريب أو تجريب أو تجريف.. جرى عليها ما جرى على باقي الحقول: الاقتصاد، السياسة، المال، الإدارة، التعليم… فهل من مخرج؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزائري حر

    عادي بالنسبة للجزائريين من بكري وهي ماشية على هدا الحال فالناس تتطلع للمستقبل ونحن نتطلع للماضي أااااه ياحسراه على داك الزمان ودوك ليام. أتعلم يا سي الخليفة لمادا !, لأن أغلبكم لا يفكر بل يقلق يفكر فلمادا تكسار الاس وهناك من يفكر في مكانه بل ينتج ويحل له مشاكله وإدا فكرتم فأن تفكيركم لن يتعى بطونكم وما تحت بطونكم فأنتم مستعجلون فالحياة قصيرة وأنتم تحبون الزهو والمظاهر