-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سلاح الجزائر الاستراتيجي

صالح عوض
  • 3255
  • 3
سلاح الجزائر الاستراتيجي
أرشيف

تقترب الجزائر من امتلاك السلاح الاستراتيجي لتحقِّق المنعة التي بها يظل القرارُ مستقلا وسيِّدا.. وهو بلا شك لا ينحصر تحت عناوين الأسلحة وتنوعها، فهذه أدواتٌ مهمة وضرورية، لكنها ليست الحاسمة في صراع الحياة.. إنما هو ذاك الذي تتعين به قوة المجتمع وتماسكُه وسيرُه في الاتجاه السليم الحكيم.

لقد هُزمت اليابان وألمانيا عسكريا ولكن ما يكتنزه المجتمع الألماني والياباني من قيمة للعلم والإنتاج والتفكير المنهجي انطلق بالمجتمع لتصل البلاد إلى ذروة التقدم العلمي والتكنولوجي والرفاه الاجتماعي، وفي صورة عكسية، كان الاتحاد السوفيتي أكبر مخزّْن أسلحة في العالم وبأعظم جيش وكليات عسكرية متنوعة، إلا أن خواء المجتمع من الحريات والدوافع الإنسانية للإنتاج رسَّخ في المجتمع قيم البلادة والاتكال والروتين القاتل، فكان انهيار الاتحاد السوفيتي برغم أنه كان أقوى دولة عسكريا في العالم.

الجزائر وهي تمتلك شعبا متميزا في حيويته ونباهته وغيرته الوطنية وتشرُّبه لروح الحرية والكرامة، تمتلك بذلك قاعدة السلاح الاستراتيجي والتي تؤهل المجتمع للإقلاع من وضعيته الراهنة إلى بناء دولة قوية على كل الأصعدة.. ويبقى بعد ذلك الإشارة إلى ثلاثة عناصر؛ الأول: الاهتمام بالشبيبة وفتح مجالات الإنتاج أمامها والتطوُّر المنهجي والعلمي في شتى المجالات الإنتاجية مرفوقا بزيادة الأجور والمحفزات المالية والمعنوية والاستفادة من عنصر الشباب في المجتمع إلى أقصى درجة، العنصر الثاني: استرداد الثروة والحرص عليها وتوظيفها في برامج ذات جدوى وبمنهجية تعتمد قيمة الأولويات وتوسيع أبواب الثروة الثابتة والمكتسَبة بنقل المجتمع إلى مرحلة الإنتاج والاكتفاء الذاتي على صعيد الغذاء والكساء والدواء إلى حدٍّ كبير، العنصر الثالث: التركيز على توفير القوة اللازمة للقانون ليأخذ مجراه حمايةً للفرد والمجتمع والانتباه إلى الإدارة ومصالح الناس، على أن توضع كل الآليات لشفافيةٍ واضحة حاسمة ترتقي بحياة الإنسان إلى الأمن والطمأنينة في مجال الرزق والاستقرار الاجتماعي.

لقد أضاف الشعب الجزائري إلى انجازاته الحضارية منجزا كبيرا، إذ أصبح مدركا لطريق التأثير وصناعة المناخ المناسب للتغيير والإصلاح، فكانت هبَّتُه الرائعة، والتي حماها جيشه اليقظ، نقلة كبيرة نحو مستقبلٍ ستكون لمجموعة التراكم في انجازاته الدورُ الكبير في قوة المجتمع وحماية الدولة وسيادتها.

أمام الجزائر مَهمَّاتٌ كبيرة وحاسمة لتفعيل ما تراكم من منجزات، فلعل ما حصل خلال الأشهر الأخيرة لم يحصل مثله منذ الاستقلال، ولعلنا بعد اليوم لن نرى مسئولا مفرِّطا بالمال العام ولن نسجل تسيُّبا في الثروات والمشاريع بعد الآن، فلقد أصبح من غير المسموح به تكرار الفساد.

الشعب الجزائري يتَّجه إلى امتلاك سلاحه الاستراتيجي.. شعب متفاعل ويقظ ومنتِج ومتمتِّع بثرواته ومطمئن إلى نفاذ القانون.. وهو جديرٌ بذلك، والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • السعيد أحمد

    هذا استغباء ومحاولة للتنويم المغناطيسي .
    السلاح الاستراتيجي هو العلم والاخلاق والالتفاف حول عقيدة واحدة وامتلاك السلاح النووي ، وانتاج الحليب ، والقمح . وماعدا ذلك فهو ضرب من الخرافة

  • HOCINE HECHAICHI

    من إنجازات النظام الأ فلاني أنه "دمقرط" الفساد ونهب "البايلك" ليشمل جميع أجيال و فئات الشعب الجزائري بما فيها " الهشة والمحرومة" . فعلى سبيل المثال:
    الجامعيون ينهبون منح البحث العلمي في الخارج
    الفلاحون ينهبون أموال الدعم الفلاحي
    الشباب ينهبون قروض أنساج
    الموظفون يعملون "فوطوكو بي بلاش" في مصالحهم
    عاملات النظافة ينهبن مواد التنظيف
    و..................
    الفرق بين هؤلاء وبين رجال الأعمال والوزراء الفاسدين المسجونين حاليا يكمن فقط في "عدد الأصفار"المنهوبة.
    أهذا هو السلاح الاستراتيجي الذي تقصده يا أستاذ؟

  • ابن الجبل

    شكرا يا أستاذ على هذا المقال القيم . الجزائر تملك السلاح الاستراتيجي ويتمثل في ثلاثة عناصر أساسية : الأرض الشاسعة المتنوعة ــ الثروات الباطنية ــ الاطارات الكفأة .... لكن المشكل في هذا البلد ، لا تترك الفرصة لرجل قادر ، يريد لااصلاح ا! ، والا لما وصلنا الى هذا الركود الاقتصادي والعلمي !! . تلكم هي المعضلة التي تواجهها الجزائر منذالاستقلال ... !! ولتصحيح الأخطاء يجب : اطلاق الحريات للابداع ، والتشجيع على البحث العلمي ، ووضع الرجل الكفء في المكان المناسب ، واطلاق مخططات زمنية محددة في الميادين الصناعية والعلمية والزراعية ... ولا يتأتى ذلك الا بتوفر نية صادقة ،مخلصة ، عاشقة لبلدها ...