-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد أن أصبح فضاء مهملا سياحيا وتجاريا

سلطات العاصمة تطلق مشروعا لإحياء مقام الشهيد

الشروق أونلاين
  • 7735
  • 12
سلطات العاصمة تطلق مشروعا لإحياء مقام الشهيد
ح.م

في الوقت الذي تراهن الكثير من الدول الأوروبية والعربية على معالمها الثقافية والتاريخية من أجل تشجيع السياحة وجلب السياح الأجانب، خصوصا بعد أزمة البترول التي ضربت العالم.. وتناسى المسؤولون الجزائريون الاهتمام بـ”مقام الشهيد” الذي تطلب تشييده ملايير الدينارات، حيث كان في وقت سابق رمزا للجزائر وثورتها، ولكن بعد مرور سنوات تعرض المعلم إلى الإهمال وعزوف الزوار، ويبقى السؤال المطروح: إلى متى يبقى الإهمال سيد الموقف؟

يتربّع ”رياض الفتح” على عرش ”صالومبي” وهو يطل على حي الحامَّة مشتركا مع بلوزداد وعلى حديقة التجارب، يتألف الشكل الهندسي لـ”المقام” كما يحلو للعاصميين مناداته من ثلاثة أركان أو أعمدة مائلة وعند كل ركن نجد تمثالا يرمز إلى إحدى حقب الثورة التحريرية، يحلق على ارتفاع 92 مترا والسعفات الثلاث يبلغ طولها 47 مترا وقطرها المصنوع على طراز الفن الإسلامي يبلغ 10 أمتار وارتفاعها 25 مترا وعرض القبة 6 أمتار، ويتواجد النصب في ساحة واسعة تقع تحت النصب مباشرة رمز يُسمى بالشعلة الأبدية ويتضمن سردابا ومدرجا ومتحفا تحت الأرض وهو متحف المجاهد.

 ويعتبر مقام الشهيد من بين أكبر الرموز في إفريقيا، وهو من أفكار الرئيس الراحل هواري بومدين، ولكن بني في عهد الرئيس السابق الشاذلي بن جديد في الفترة ما بين 1980 إلى غاية 1982 وافتتح رسميا سنة 1986، وهو يرمز إلى النهضة الجزائرية في المجالات الثلاثة: الصناعية والزراعية وكذا الثقافية.

 وبخصوص رياض الفتح مركز الفنون، فهو مجمع تجاري وثقافي تتخلله مساحات خضراء يضم أسواقا كانت حديثة في وقت سابق ومطاعم وقاعات السينما ومتحفا للمجاهدين وقرية للحِرفيين، المجمع العريق مبني تحت الأرض.

 

معلم مهم يستنجد

كان هذا الصرح التاريخي الذي تطلب تشييده ملايير الدينارات في الثمانينات والتسعينات مفخرة الجزائر، حيث كنا نجد بائع الأزهار والمصور الفوتوغرافي والرسام والمهرج… ولكن كل تلك المظاهر أصبحت ذكريات مرت على مقام الشهيد وأصبح مهملا وكسب سمعة سيئة في السنوات الأخيرة وأصبح يعاني من فراغ ثقافي ولامبالاة وسوء تسيير، يشهد الإهمال وعزوف الزوار بعدما هجره المسؤولون طوعا وعلانية فلا محلات ناشطة ولا نشاطات تشجيعية، حتى المحلات مغلقة والمراحيض بالهواء الطلق، وروائح كريهة في كل مكان، حتى يخيل لك أنك في مكان معزول، أين تراجعت السمعة التي كان يحظى بها في فترة التسعينات والثمانينات ونزلت سمعته إلى الحضيض بعدما فقد بريقه وصارت تلك المساحات تبحث عن مغيث.

وفي حديث جمعنا بأصحاب المحلات التجارية هناك، أكدوا أن أكبر مركز إفريقي يعاني في صمت في ظل سوء التسيير والإهمال، إضافة إلى غياب النشاطات الترفيهية والثقافية التي كانت تستقطب الجماهير خاصة منها العائلات من جهة أخرى، معتبرين أنه يعيش أسوأ أيامه بعد أن كان قبلة لزوار العاصمة والولايات المجاورة، وحسبهم، فإن السبب الرئيسي وراء هذا الوضع هو التسيير، وأكدوا أن الدولة إذ أرادت أن تعيد للمكان تألقه فبإمكانها ذلك، غير أن غياب الإرادة حوّله إلى مزار للأشباح.

وقد وصل عدد المحلات المغلقة إلى أكثر من 150 محل، وأسعار الإيجار هي من أدنى ما يوجد في سوق العقار في الجزائر، ولا يمكنك مقارنتها بأسعار في مراكز تجارية أخرى تؤدي نفس المهنة، والمشكل الذي تتخبط فيه المحلات هو أن أصحابها تقدموا في وقت سابق بطلب إلى المؤسسة المسؤولة بتغيير نشاطهم بسبب غياب الزوار، حيث قاموا بتهيئة حتى الممرات المؤدية لتلك المحلات ولكن الإدارة رفضت تغيير النشاط، الأمر الذي دفعهم إلى غلقها.

وأضاف آخرون أن بعض المستغلين للمساحات التجارية وعقارات رياض الفتح لا يحترمون دفتر الشروط؛ إذ أن القانون ينص على الإيجار بالمزاد ومنذ سنة 2012 لم يتم التعامل بهذه القاعدة القانونية المنصوص عليها في نظام المؤسسة، حيث إنه يتم استئجار المحلات لمرتين وعلى التوالي وهذا خرق للقانون الذي ينص أن الكراء يدخل المزاد، وكثيرا ما يتحجج المستأجر الأول بأنه مسير فقط، وأرجع كذلك أصحاب المحلات هذا التدهور إلى العديد من الأسباب من بينها غياب النقل من أيّ منطقة إلى مقام الشهيد وكذا غياب الإدارة المسيِّرة حيث اعتبروها إدارة ”نائمة”.

 

مشروع لإنقاذ المقام 

إلى ذلك، أطلق وزير الثقافة ووالي العاصمة عبد القادر زوخ، مشروعا كبيرا “لإنقاذ” وإعادة تهيئة مركب رياض الفتح وسمي هذا المشروع ”إعادة إنعاش الديوان”، بإعادة النظر في مرافقه الثقافية والتجارية والترفيهية في إطار مخطط إعادة تهيئة عاصمة البلاد.

وسيركز المشروع على إعادة التهيئة وإرجاع المقام إلى سيرته الأولى كمركز تجاري ضخم، حيث باشرت الوزارة والولاية بـ”تشخيص أوّلي” للمكان وإعادة النظر في الأمور التي بإمكانها أن تعيد استقطاب الزوار وكذا استرجاع وجهه الحقيقي من خلال تطويره وإرجاعه ”القلب النابض للعاصمة” من خلال تهيئة أفضل.

وحسب ذات المصدر، فإن ولاية الجزائر قامت بتشكيل لجنة بالتنسيق مع وزارة الثقافة لضبط نقاط قوة المقام ونقاط الضعف للقيام بالإجراءات اللازمة للإنقاذ، والسؤال الجوهري الذي يمكن طرحه هو: هل سينجح والي العاصمة عبد القادر زوخ وكذا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في استرجاع الوجه الحقيقي لرياض الفتح ومقام الشهيد لمنافسة العديد من المعالم العالمية…؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • بدون اسم

    ارحل من هذا البلد ان لم يعجبك الحال .

  • الغريب

    هذه نجمة سداسية اي نجمة اليهود و ليس مقام الشهيد.و من هو هذا الشهيد ان كنتم صادقين.اهل الرسم عندما يرونها من الفوق (dessus)ستعطي نجمة سداسية

  • بدون اسم

    كن في علمك ان الشهداء الابرار ابرياء لم يوصوهم ان استشهدوا وذعوا لهم نصب تذكارية حجرة صماء لاتضر ولا تنفع ولا اي شيء وما اكثر البنصب في بلادنا تفوق الالاف

  • الاستاذ ابومحمد

    وهو يرمز إلى النهضة الجزائرية في المجالات الثلاثة: الصناعية والزراعية وكذا الثقافية.!!!!
    يا خي كذب ياخي ..

  • Boalam

    في أوائل الثمانينات, إذا ذكر اسم مقام الشهيد أول شيئ يخطر على ذهني "متنزه عائلي". أما الأن عندما أسمع اسم مقام الشهيد أول شيئ يخطر في ذهني " "الباطة - تريونقل" "المثلث" الحنات والدعارة للأسف الشديد!
    التجديد يجب أن يكون على أرضية محافظة حتى يستقطب العائلات, لتبعث الروح فيه من جديد.

  • بدون اسم

    مقام الشهيد كدلك بعنابة والدي هو ايضا يحتوي علي متحف للمجاهد يعاني من النسيان والهجر.اللهم الا في المناسبات الوطنية يحضي بزيارة السلطات لولاية عنابة

  • بدون اسم

    مقام الشهيد له مكانة خاصة في قلبي كجزائري انتمي للاسرة التورية. لقد كان لي شرف زيارة هدا النصب التدكاري في سنة 1990 مع والدي المجاهد رحمه الله وزرنا كدلك متحف المجاهد.سوف ا عود لزيارته كلما سنحت لي الفرصة. رحم الله شهداء ومجاهدين جزائرنا الحبيبة.

  • حسب أقوال الناس

    انا لم ازره لكنه كمى قالوا انه مكان لشرب الخمور وممارسة الأخلاق السيئة بالقرب من مقابر الشهداء
    $$$$ ولهدا هجره الزوار حتى لايرتكبوا جرائم في حق أرواح من ضحوا بأنفسهم من اجل ان نعيش في جزائر حرة مستقلة تسودها الأخلاق الحسنة وتحترم فيها العاءلات المحافظة $$$$$
    يرحم والديكم علاه عندما تجدون شباب وشبات ينهكون الآداب العامة امام الناس لاتنهونهم وخاصة ادا صح قول الناس أمام مقابر الشهداء $$$$$...روحو اخطونا المقام راهو ليكم به بالفسق لي فيه....

  • ابن الجنوب

    مقام الشهيدأم مقام العربدة والسرقات والفسق وفسادالأخلاق ونهب الأموال العامةفي هيكل خالي من الروح إن إقامةمثل ذلك الصنم ونسبه إلى الشهداءهوإهانةلهم وتلطيخ أسمائهم وشتمهم بالجملةبدماتعذر شتمهم بشكل فردي لأن قائمتهم تفوق الملايين فكان ذلك الهيكل المسمى مقام الشهيدوالذي تمارس تحت إسمه كل أنواع الفسق والخمروالدعارةوغيرهامن السلوكيات الشاذةوهوماعجل بهروب العائلات الشريفةوالأفرادالصالحين وذووالسلوكيات الحسنةوحتى السكان القريبون منه لايقتربون منه وعندمايفكرزوخ أوغيره في إنعاشه معناه فتح ثغرةلنهب المال

  • بدون اسم

    مقام الشهيد سير بصفة عشوائية فوضوية من طرف اناس ليست لديهم مؤهلات و لا خبرة , من 1985 الى هنا تدهورت حالته عدة اماكن فيه انكسرت و لم يعاد ترميمها او رممت و لكن ليس بالصفة الاصلية كما كانت عليه لعدم وجود الخبراء و التقنية ناهيك عن القاذورات المتواجدة هنا وهناك منذ اعوام, الرذائل التي تمارس فيه و عدم اصلاح الحدائق ..اتذكر جيدا كيف تركه الكنديين في 85 حدائق مزهرة ممرات منتضمة نضيفة و عندما اتجول فيه اليوم اصيب بالاحباط

  • جزائرالعجائب

    سلطات العاصمة تطلق مشروعا لأحياء مقام الشهيد كما اطلقت مشروعا لأحياء مقام يناير وهو12يناير كعطلة مدفوعة الاجر وعليه مثل يناير لابد لهذا المقام تطلق عليه يوما كعطلة مدفوعة الاجر - كل الاوثان والنصب التذكارية تعطى لهم ايام عطلة مقدسة - هذا المقام ليس للشهيد والشهداء ابرياء لم يوصوا في حياتهم ان استشهدوا ان تقام لهم نصب تذكارية

  • كمال

    زرت مقام الشهيد بعد طول غياب في الغربة ما تأسفا له هو عدم الإستفادة من هذا الصرح
    على سبيل المثال المصعد الهوائي المتواجد في متحف المجاهد الذي يؤدي الى غاية قمة هرم مقام الشهيد
    (للعلم هناك مصعديين أحدهم للتقنيين و أخر لزوار) اللذي يعطي منظر رائع نهارا و ليلاً فالمصعد معطل و هو قديم جداً لك أن تتخيل أنه لو أعيد تأهيله و سعر 100دج لشخص لو فرضنا زيارة 100شخص في اليوم فستوفر مليون سنتيم في اليوم أي 365 مليون سنتيم في السنة و الأكيد أن العدد سيفوق 100 زائر نهارا وليلياً فما الذي يمنع!!