سمكة التونة تغيب عن موائد “الزوالية”

أحدثت أسعار سمك التونة التي لا تزال ملتهبة، ضجة بين المستهلكين الذين يترقبون بين الفنية والأخرى انهيار ثمنه نظرا للوفرة التي يتميز بها هذا النوع من السمك بالأسواق في مثل هذه الفترة من السنة والتي تنزل عادة إلى ما دون ألف دينار وتصل في بعض الأحيان إلى ما بين 700 و 900 دينار، تجعله في متناول شريحة كبيرة من المستهلكين في ظل الغلاء الفاحش في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء.
لم يهضم المستهلك استمرار ارتفاع أسعار سمك التونة، إلى غاية هذه الأيام الموافقة لنهاية شهر ماي، وهو الصنف الذي يعرف عادة انخفاض في الأسعار في مثل هذه المرحلة من السنة قد تصل إلى ما دون 1000 دينار، وتساءلت مختلف التعليقات عن الأسباب التي حرمتهم من شراء “التون” الذي حافظ على سعر بداية فتح باب بيعه ما بين 2000 و 1600 دينار للكيلوغرام الواحد منذ نهاية شهر رمضان الكريم، رغم أننا في أوج فترة صيده المحددة ما بين شهري ماي وجوان، فضلا عن رفع حصة الجزائر هذه السنة إلى 2023 طن، مخصصة نسبة منها للصيد التقليدي الذي يباع حاليا للمستهلك وحصة الأسد منه، تذهب للبواخر الكبيرة لصيد التونة بالمياه الإقليمية، الموجهة للمزارع قصد التسمين ومن ثم بيعه بالعملة الصعبة في السوق العالمية -حسب ما أكده نائب رئيس غرفة الصيد البحري لولاية تيبازة ورئيس الجمعية الوطنية التضامنية مع البحارة، هشام بوفريوة في تصريح لـ”الشروق”، وهو واحد من أصحاب بواخر المعنيين بصيد التونة الموجهة للتسمين بالمزارع، الذي أعطى تحليلا مفصلا عن أسباب استمرار ارتفاع أسعار التونة هذه الأيام رغم ترشيحه فيما سبق، بإمكانية انخفاضها حسب ما يمليه المنطق والوفرة إلى 900 دينار، مرجعا الأمر إلى سوء الأحوال الجوية التي حرمت الصيادين النزول إلى عرض البحر والمخاطرة بأنفسهم طيلة هذه الفترة المتزامنة مع الاضطرابات الجوية المتتالية، وهي الأوضاع ذاتها التي دفعت أمس، حتى أصحاب السفن الكبيرة إلى تأجيل الخروج للصيد، إلى غاية تحسن الأوضاع الجوية، مضيفا أن الغلاء يسير مع مبدأ العرض والطلب، وبما أن العرض قلَ للأسباب المذكورة، مع امتناع الصيادين الخروج إلى البحر إلا القلة منهم الذين يخاطرون بالنزول خلال ساعة من الزمن حين يهدا البحر قبل أن يعود للاضطراب من جديد، عائدين بسمكة تونة واحدة بسبب صخر سفنهم التي لا تتعدى 6 أمتار، يجدون في انتظارهم طوابير من أصحاب المطاعم والمسمكات وبائعي الطاولات لشراء التونة.
وكانت المنظمة الجزائرية للدفاع عن المستهلك، قد نددت في بيان لها بارتفاع سمك التونة، وصافة الثمن بالمبالغ فيه بعدما تراوح ما بين 1600 و 2000 دينار في بعض الولايات، الأمر الذي يستدعي –حسبها- تدخل وزارة التجارة خاصة ونحن في أوج موسم اصطيادها مع ضرورة محاربة بيعها في الشوارع والطرقات دون احترام شروط النظافة، محملة مسؤولية ارتفاع الأسعار، إلى المضاربين الذين يستغلون الوضع لتحقيق الكسب المبالغ فيه، وأشار بيانها في الأخير، أنه ما دام تواجد المضاربين متواصل، فان أسعار السمك لن تنزل مثل السردين تماما الذي لا يزال سعره مستقرا في 1200 دينار منذ أشهر.