سنة لبيتكوفيتش مع “الخضر”

بانقضاء شهر مارس 2025، تكون قد مرت سنة كاملة على إشراف المدرب فلاديمير بيتكوفيتش العارضة الفنية لـ”الخضر” خلفا لجمال بلماضي الذي تمكن في الخمس سنوات التي قضاها مدربا للمنتخب الوطني من تحقيق اللقب القاري الثاني سنة 2019، لكنه فشل في التأهل إلى مونديال قطر في آخر ثانية من مباراة الحسم أمام المنتخب الكاميروني. كما خرج مرتين متتاليتين من الدور الأول من نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وهو ما جعل الاتحاد الجزائري يبحث عن خليفة له، ليختار المدرب السابق للمنتخب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش.
وتمكن المدرب بيتكوفيتش خلال سنة كاملة من الإشراف على 12 مباراة نشطها المنتخب الوطني، حيث فاز في تسع منها، وتعادل في اثنتين، مقابل انهزام واحد.. نتائج مكّنت “الخضر” من التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا بالمغرب المرتقبة نهاية السنة الجارية، والسير بخطى ثابتة نحو التأهل إلى خامس مونديال في تاريخ الكرة الجزائرية، حيث يحتل المرتبة الأولى قبل نهاية التصفيات بأربع جولات، يلعب فيها رفقاء العائد يوسف بلايلي مباراتين داخل الديار أمام كل من بوتسوانا وأوغندا، ومثليهما خارج الديار أمام كل من غينيا والصومال.
المحللون والنقاد أجمعوا على أن الناخب الوطني تمكن في ظرف سنة من إعطاء شخصية جديدة للمنتخب الوطني، بدليل أنه أصبح يلعب بخطط تكتيكية عديدة، وبلاعبين زرع فيهم روح المنافسة، وأصبح لا يتأثر بالغيابات. ورغم أنه عانى في التربص السابق من إصابة تسعة لاعبين، لكنه عرف كيف يتحكم في زمام الأمور، وزرع في كتيبته ثقافة الفوز، وحقق نتيجتين إيجابيتين، وبأداء ارتاح له كل الجمهور الذي خرج راضيا بمردود كل اللاعبين، وخاصة “توليفة” الثنائي عمورة وغويري اللذين تمكنا من إعطاء هجوم الخضر دفعة قوية مكنته من تسجيل ثمانية أهداف في مقابلتين خلال تجمع الفيفا لشهر مارس المنصرم، وأداء باهر لبعض المغضوب عليهم في فترة سابقة، على غرار قندوسي وبوداوي وزرقان الذين أثبتوا أنهم يملكون كل الإمكانات للتواجد في التشكيلة الوطنية.
بيتكوفيتش لا يتحدث كثيرا في وسائل الإعلام، ماعدا في الندوات الصحفية للمباريات، لكنه كثير العمل، بدليل أنه عاين أكثر من 50 لاعبا، تمكن في ظرف سنة من إيجاد العمود الفقري للمنتخب، ويملك العديد من الخيارات في كل المناصب، ما عدا الخط الدفاعي الذي لم يجد فيه حلولا كثيرة، وهذا لندرة اللاعبين المتألقين، وهو ما جعله يستدعي البعض لمعاينتهم على غرار لاعب غانغون ناير وربما آخرين في قادم التربصات.
وسيكون المدرب الوطني أمام فرصة كبيرة لمعاينة لاعبين جدد خلال شهر جوان القادم، الذي تتخلله مباراتان. الأولى أمام منتخب النيجر بالجزائر والثانية بالسويد، خاصة وأن توقيت المباراتين يتزامن مع نهاية الموسم الكروي وعيد الأضحى المبارك.. فترة صعبة غير أن المدرب فضّل التواجد مع لاعبيه في تربص جديد من أجل تحضير الاستحقاقات القادمة، حيث يبدأ المدرب في التحضير لنهائيات كأس إفريقيا للأمم وسط طموح للعودة إلى المكان الحقيقي للكرة الجزائرية، ولم لا التنافس على العودة باللقب القاري.