سنتان حبسا للمعتدين على طاقم مستشفى عنابة
صدرت، الخميس، الأحكام في قضية اعتداء ثلاثة شباب على أفراد من طاقم مستشفى “ابن رشد” الجامعي بمدينة عنابة، حيث أدين المتهمون بسنتين حبسا نافذا مع تعويض قدره 180 مليون سنتيم للضحية الذي فقد أربعة من أصابع يده اليمنى، إضافة إلى غرامة قدرها 60 مليون سنتيم تدفع بالتضامن بين المدانين.
وكان أربعة من الطاقم الطبي الضحية، قد تنازلوا عن التعويض كطرف مدني، قبيل المحاكمة التي جرت أطوارها خلال نهاية الأسبوع الماضي، فيما آل التعويض إلى الضحية الأكثر تضررا بعد قيام أحد المعتدين على غلق باب حديدي على أصابع يده. ومعلوم قانونيا، بأن التنازل لا يلغي العقوبة الجزائية بل يلغي التعويض فقط، وتبقى العقوبة الجزائية سارية المفعول من حق النيابة أن تتمسّك بها وبالغرامة أيضا، ويتصرف الضحية في التعويض فقط.
وكان المتهمون الثلاثة، وجميعهم في العشرينيات من العمر، قد مثلوا قبل أسبوع أمام هيئة المحكمة، ضمن إجراءات المثول الفوري بمحكمة عنابة، حيث استمع إليهم القاضي واستمع لفريق من المحامين، وحدث حينها جدل وتبادل للتهم، حول هوية المتسبّب في بتر أصابع الضحية، ما جعل النيابة تلتمس سبع سنوات نافذة للمتهمين، قبل أن يتقرر تأجيل النطق بالأحكام، إلى غاية نهاية الأسبوع.
وحدثت الواقعة، التي شغلت الأسرة الصحية بولاية عنابة، يوم السبت قبل الماضي عندما حضرت إلى المستشفى الجامعي ليلا مجموعة من الشباب، كانوا برفقة مريض يشكو آلاما حادة، وبعد دخولهم إلى مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية بمستشفى “ابن رشد” الجامعي، طلبوا من العاملين توفير سرير لمريضهم، فحاول الأعوان والعمال إفهامهم بأن من يأمر بذلك هو الطبيب المعالج أو رئيس المصلحة، فحدث جدل شديد، قبل أن تثور ثائرة الشباب، فحوّلوا المستشفى إلى فضاء لفوضى عارمة، في ظرف لحظات، وكانت الحصيلة إصابة خمسة موظفين بينهم إطارات وأعوان أمن، بإصابات وجروح متفاوتة الخطورة، وأدى غلق عنيف لباب حديدي في المصلحة، إلى بتر أصابع يد أكبر العمال سنا، والضحايا هم عون أمن بالمستشفى في الثامنة والخمسين من العمر، فاقد لأصابع يده، المراقب الطبي الذي تلقى لكمات قوية أصابته على مستوى الأنف ما تطلب تحويله على جناح السرعة إلى أخصائيين في أمراض الأنف والحجرة، عون أمن آخر أصيب في ذراعه، وتقني بمصلحة الأشعة أصيب بجروح مختلفة وموظف خامس كان ضمن المصدومين في الهجوم، وقد خضعوا جميعا للعلاج اللازم، وسلمت لهم شهادات طبية تؤكد تعرضهم للاعتداء، ولحسن الحظ، فإن تدخل عناصر الأمن السريع منع هذا الاعتداء من التطور، ولكنه مع ذلك، خلّف حالة من الهلع والفزع في أوساط مستخدمي المستشفى والمرضى والزوار على حد سواء، وبوشر بمجرد تحويل المعتدين على مقر الأمن التحقيق معهم.
إدارة مستشفى “ابن رشد” الجامعي ومديرية الصحة بعنابة، تكفلت بالضحايا صحيا ونفسيا، وندّدت في بيانات بهذه الحادثة وتحركت إداريا برفع شكوى رسمية ضد المعتدين، لضمان تطبيق القانون وحماية حقوق الطاقم الطبي وشبه الطبي المتضرر، ضمن القوانين التي صدرت خلال جائحة “كورونا” التي ضربت بيد من حديد كل من يعتدي على الطواقم الطبية أثناء تأدية مهامها النبيلة في العيادات والمستشفيات.