-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سنقرّ بالإسلام عاجلا أو آجلا

سنقرّ بالإسلام عاجلا أو آجلا

يعتبر الأديب الألماني الكبير جوهان وولف جانج جيته (1749 – 1832)  “قامة وقيمة” ليس في الأدب الألماني فقط، ولكن في الأدب الأوروبي .. ولحد الآن، لم يلفّه عالم النسيان ولم تسدل عليه ستائره .

وأما بالنسبة لي، فإن أول أديب غربي أسمع عنه وأقرأ له هو هذا الأديب، وذلك عندما كنت في السنة الثانية من التعليم المتوسط (1963 – 1964) بثانوية “رمضان عبان” بحي المحمدية في الجزائر. في ذلك العام، كان مدرّسنا في الأدب العربي هو الأستاذ محمد الحفيظ بدري – رحمه الله – وكان مميزا وممتازا جسما وطلاقة لسان، وليوم الناس هذا – وما أنا عن الثمانين ببعيد – لم أسمع أفصح منه في لغة الضاد، رغم العدد الكبير من الفصحاء الذين عرفتهم واستمعت إليهم مغربا ومشرقا .

فرض علينا الأستاذ بدري أن نقرأ في كل أسبوع كتابا، وقد يسأل أيّ تلميذ عن محتوى الكتاب الذي ألزمه بقراءته في ذلك الأسبوع.

كان مما افترضه عليّ في أحد الأسابيع كتاب اسمه «آلام فرتر” للأديب الألماني جيته، قرأت بضع صفحات منه ثم طويته، فلما عدنا بعد العطلة الأسبوعية، سألني – وكنت جالسا أمامه – عن الكتاب الذي أمرني بقراءته، وهو مسجّل عنده في دفتر، فقلت له اسم الكتاب، وأكدت له – وكنت كاذبا – قراءة الكتاب …

قال لي الأستاذ: إن كنت قرأته، فلا بدّ أن كلمة غريبة قد استوقفتك، وهي مشروحة في أسفل الصفحة فما هي هذه الكلمة؟ قلت – في غرور –  لم تستوقفني أي كلمة، فقد فهمت كل شيء .. حدجني بنظرة وقال لي: إنك تكذب، وكان صادقا، ثم أمرني – عقاباً لي – أن أنتقل إلى آخر طاولة في القسم، واستمر غاضبا عليّ فترة من الزمن، حتى اعترفت بذنبي واستغفرت أستاذي.

كانت تلك الكلمة المشئومة هي “الأهراء”، ومفردها “هري”، وهو المخزن الذي تخزّن فيه الحبوب.. وهذا الكتاب عرّبه الأديب المصري المتميز أحمد حسن الزيات صاحب مجلة “الرسالة” المشهورة .

أما الكتاب الثاني الذي قرأته لهذا الأديب الألماني، فاسمه: “الديوان الشرقي للمؤلف الغربي”، وقد عرّبه الدكتور عبد الرحمن بدوي .

ذكّرني بهذا كله ما قرأته من كلام منسوب إلى وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت وهو: “إن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا”، (جريدة “الخبر” 12-6-2025 ص: 19)، وهو كلام ينبئ

عن عنصرية نتنة، ويدل على صليبية حاقدة، وكلتاهما من مميزات الثقافة والفكر الغربي كما يؤكد ذلك الكاتب الأمريكي في كتابه “العالم والغرب”، ونرد على هذه المقولة بمقولة لهذا الأديب الألماني الذي طبقت شهرته الآفاق وهي “يتعيّن علينا أن نلوذ مجدّدا بالإسلام، وهذا أمر لن يكون عسيرا علينا مستقبلا … وأن الإسلام لهو الرأي الذي سنقرّ به جميعا إن عاجلا أو آجلا”، (كاتارينا مومزن: جوتّه والعالم العربي، كتاب عالم المعرفة، الكويت: فبراير 1995، ص: 222 – 223)، والله متمّ نوره ولو كره الكارهون، وحقد الحاقدون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!