-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سوريا .. اتفاق تاريخي يُجنّب البلاد الحرب والتقسيم

الشروق أونلاين
  • 1386
  • 0
سوريا .. اتفاق تاريخي يُجنّب البلاد الحرب والتقسيم

 وقّع الرئيس السوري، أحمد الشرع، والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، سهرة الاثنين، في القصر الرئاسي بالعاصمة السورية دمشق، على اتفاق يقضي باندماج قوات “قسد” ضمن مؤسسات الدولة، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.

ووفقا لنص البيان الذي نشرته الرئاسة السورية، فقد تضمن الاتفاق على “وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، ودعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول الأسد وكافة التهديدات التي تهدد وحدتها ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري”، مع “ضمان عودة كافة المهجّرين الى بلداتهم وقراهم وتأمين حمايتهم من الدولة السورية”.

وشمل الاتفاق أيضا “ضمان حقوق جميع السورين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناء على الكفائة بغض النظر عن الخلفية  الدينة والعرقية، ودمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز”، مؤكدا على “تشكيل لجان تنفيذية تسعى وتعمل على تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي”.

لقد شكّل هذا الاتفاق مفاجئة كبير للكثير من متابعي الشأن السوري، وذلك على اعتبار الأحداث التي وقت في منطقة الساحل شمال غرب سوريا، حيث اتُهمت قوات سوريا الديمقراطية، بتقديم دعم مادّيّ ولوجيستي لفلول النظام السابق، الذين هاجمو الجيش والأمن العام السوري في محافظتي طرطوس واللاذقية شمال غرب سوريا ليلة الخميس الماضي، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 170 شخصا بين عسكري ومدني.

وعلى وقع هذا الاتهام، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والأمن العام من جهة وقوات سوريا الديمقراطية، المتمركزة في حيّي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب، من جهة أخرى،ليتوجّه بعدها القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي إلى دمشق والتوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار ودمج التنظيم التي أسسه الجيش الأمريكي سنة 2015 في مؤسسات الدولة السورية، في تطوّر مفاجئ فُهم أن “قسد” فضّلت التراجع والتنازل للدولة السورية والقبول بمبدأ المساواة مع كل السوريين.

حاولت “قسد” اللعب على وتر العرقية والمناطقية ومحاولت تثبيت أمر واقع مستمد من قوتها العسكرية والنفطية في سوريا، وظهر ذلك جليا خلال اللقاء التشاوري الذي جمع مظلوم عبدي، بالرئيس السوري، شهر فيفري الماضي، غير أن ردّ أحمد الشرع آنذاك كان رافضا لكل أشكال التميّز، وهو ما دفع بمظلوم عبدي، إلى عدم المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، الذي نُظّم في دمشق أواخر الشهر الماضي، وأعلن عن رفضه لمخرجات هذا المؤتمر جملة وتفصيلا.

إن تمكن الدولة السورية من تحقيق تفاهم مع أكبر تنظيم مسلّح في سوريا والذي استطاع أن يُشكل نظاما موازيا بامتياز لما يتوفره من قوة عسكرية وموارد نفطية وزراعية في سوريا، يعدّ خطوة ثمينة لتحقيق الوحدة الشاملة وتجنيب سوريا التقسم الذي طالما حلم الاحتلال الصهيوني لفلسطين بوقوعه، كما سيسهم هذا الاتفاق في تعبيد الطريق أكثر لتحقيق توافق وطني مع مناطق وجهات أخرى، على غرار الطائفة الدرزية في جنوب سوريا، حيث تشهد محافظة السويداء التي تقطنها أغلبية درزية حالة غليان وانقسام كبير بين وجهائها فمنهم من يريد الانضمام الى الدولة دون شروط ومنهم من يريد تحقيق مكاسب مناطقية وعرقية على غرار ما حلُمت به “قسد”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!