-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طوابير لاقتناء البوتان.. عودة إلى الاحتطاب ومخاوف من ظهور الكوليرا

سونلغاز والجزائرية للمياه تجبران سكان البويرة على العودة إلى البدائية

فاطمة عكوش
  • 650
  • 0
سونلغاز والجزائرية للمياه تجبران سكان البويرة على العودة إلى البدائية
ح.م

عاد منذ الخميس الفارط سكان عدة بلديات بالبويرة إلى الحياة البدائية، وهذا بسبب انقطاع الغاز الطبيعي. ومن جهة أخرى، تستمر المئات من العائلات على مستوى القرى والمداشر في جلب الماء من العيون باستعمال الأحمرة، لتفادي شرب مياه الحنفيات تخوفا من داء الكوليرا.

أجبرت منذ الخميس شركة سونلغاز لولاية البويرة سكان بلديات البويرة، عين الترك، آيت لعزيز، حيزر، الحجرة الزرقاء، عين الحجر وقريتي الزبارة والقرن الصافية التابعتين إلى بلدية تاقديت، على إخراج قارورات غاز البوتان من الأرشيف لتعبئتها، ما تسبب في تشكيل طوابير طويلة أمام محطات البنزين، فيما فضلت الكثير من العائلات بالقرى العودة إلى الأصل بجلب الحطب من الغابات لإشعال النار في المواقد لمواجهة أزمة انقطاع الغاز الطبيعي.

وتزامن انقطاع الغاز الطبيعي ببلديات البويرة مع تهاطل أمطار غزيرة، ما حتم على الكثير من العائلات نصب خيم لإشعال الحطب بغرض الطبخ، ما تسبب خلال اليومين الأخيرين في انتعاش ظاهرة المتاجرة بالحطب الذي أضحى الملجأ الوحيد للمواطنين الذين يدفعون مقابل ذلك ما لا يقل عن 2000 دج لحمولة لا تكفي إلا ليومين على أكثر تقدير، وظهرت معها كذلك المتاجرة بالمدافئ التقليدية التي اختفت منذ عقود لتعود الأسبوع الفارط بعدما لم يجد المواطنون حلا غيرها، أما عن الطبخ بالطاقة الكهربائية، فإن المواطنين يرون في ذلك مصاريف باهظة لا يمكن تحملها خصوصا مع الارتفاع المستمر للكهرباء وكان الحل يكمن في غاز البوتان، لكن لوحظ ارتفاع ثمنه، حيث تباع القارورة حاليا في المناطق الريفية بما لا يقل عن 250 دج.

وكانت المكلفة بالأعلام على مستوى مؤسسة توزيع الغاز والكهرباء بالبويرة أكدت في وقت سابق أن شركة سوناطراك باشرت أشغالها على مستوى قناة نقل الغاز الطبيعي بولاية البويرة، ما يتسبب في انقطاع التموين بالغاز الطبيعي عبر 8 بلديات، وذلك منذ منتصف ليلة الخميس لمدة 3 أيام كاملة إلى غاية انتهاء الأشغال. ومس الانقطاع بلديات البويرة، عين الترك، آيت لعزيز، حيزر، الحجرة الزرقاء، وقريتي الزبارة والقرن الصافية التابعتين إلى بلدية تاقديت، وهو الانقطاع الذي أتي بعد نفاد مخزون البلديات المذكورة من الغاز الطبيعي، المقدرة مدته بـ 33 ساعة بكل من بلديات البويرة، عين الحجر، تاغزوت، عين الترك وآيت لعزيز، وبمدة تقل عن 17 ساعة عبر بلديتي تاقديت والحجرة الزرقاء بجنوب الولاية، فيما بلدية عين الحجر مدة المخزون تقدر بـ 7 ساعات، وتكون في البداية على شكل اضطرابات في التموين، قبل أن ينقطع كليا ويستمر إلى غاية الانتهاء من الأشغال على مستوى قناة النقل للغاز الطبيعي.

ومن جهتها، مديرية الطاقة بالولاية، أكدت اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتجاوز انقطاع الغاز، من خلال توفير أزيد من 20 ألف قارورة غاز بوتان على مستوى مركز التوزيع بمنطقة سيدي خالد بوادي البردي، وذلك لضمان تموين المناطق المعنية بالانقطاع بهذه المادة الحيوية.

وبالإضافة إلى أزمة انقطاع الغاز الطبيعي ببلديات ولاية البويرة التي غيرت بشكل سريع من سلوكات المواطنين وحتمت على بعض العائلات إرغام أبنائهم على تناول وجبات باردة تقتصر على الخبز والجبن والطماطم، يحملونها اليوم في محافظهم لتناولها بالأقسام، فإن ظاهرة جلب الماء على الحمير بمناطق بعيدة وبشق الأنفس عادت بقوة بقرى ومداشر البويرة منذ أواخر شهر أوت الفارط الذي تزامن مع الظهور المفاجئ لأول الإصابات بداء الكوليرا الفتاك، وهذا بسبب تخوف المواطنين من شرب مياه الحنفيات خاصة مع استمرار تقاذف الجهات الرسمية في تحديد السبب الحقيقي في انتشار الكوليرا، حيث يفضل الأولياء عدم المجازفة بصحة أطفالهم بالتنقل إلى العيون لجلب المياه لتفادي شرب مياه الحنفيات إلى إشعار آخر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!