-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
 الوزير عون يتحدث لـ"الشروق" عن أولويات القطاع  في 2023

.. سيف الحجاج لتطهير صناعة الدواء!

كريمة خلاص
  • 6920
  • 0
.. سيف الحجاج لتطهير صناعة الدواء!
ح.م

وصل “سيف الحجاج” الذي رفعته الدولة لمحاربة الفساد والتسيّب إلى قطاع الصناعة الصيدلانية، الذي “عششت فيه ممارسات وتلاعبات على مدار سنوات، حالت دون النهوض بهذا القطاع الحساس، وخسارة عشرات الملايير من الدولارات”.

وقد أزاحت زيارة الوزير علي عون لعدد من المؤسسات الصيدلانية، الإثنين، إلى ولاية البليدة، الستار عما وصفه بـممارسات غير مقبولة وغير لائقة من قبل شركات صيدلانية وطنية وأجنبية عمومية وخاصة، أين وعد باتخاذ إجراءات صارمة بحقها إذا لم تراجع استثماراتها وتساير الاستراتيجية الوطنية لترقية الصناعة الصيدلانية في الجزائر، في إطار توصيات رئيس الجمهورية.

لهجة شديدة لمراجعة حجم ونوع الاستثمارات

وأبدى عون صرامة غير مسبوقة، حيث شدّد اللهجة مع المتعاملين الصيدلانيين بضرورة تسريع تجسيد الوعود بالاستثمار في الجزائر والوفاء بالالتزامات المتفق عليها ورفع مستوى الاستثمارات الحقيقية في البلاد.

وعلى مدار المحطات الأربع التي وقف عندها في ولاية البليدة لم يتوان عون في إبداء ملاحظاته وتوجيه تعليمات بتصحيح أوضاع غير سوية متوارثة منذ سنوات وكانت البداية مع المخبر الصيدلاني الدانماركي “نوفونورديسك” الذي دشّن به وحدة تركيب أقلام الأنسولين، حيث ثمن هذه الخطوة التي ستوفر نحو 42 مليون أورو على الخزينة العمومية، إلا انه طالب بالتعجيل في الإنتاج الكامل للأنسولين في غضون 15 شهرا.

وقال عون “كان يجب أن ننتظر 85 عاما لكي تستثمر نوفونورديسك في الجزائر، هذا لا يجب ان ينسينا الهدف الأساسي للاستثمار وهو الإنتاج الكامل وعدم الاكتفاء بالتركيب فقط…”.

لا نريد استثمارات الغسول… بل أولويتنا صناعات الأدوية الهامة

وفي محطة أخرى كانت من نصيب شركة “تبوك” الصيدلانية، عبّر الوزير عون عن انزعاجه من استثمار 16 مليون دولار فقط في الجزائر وهي قيمة لا ترقى ولا تعبر، كما قال، عن مكانة مخبر عالمي مثل “تبوك” العالمي، مبديا غضبه من الاستثمار في انتاج الغسول في وقت تحتاج الجزائر إلى استثمارات ثقيلة في أدوية السرطان والأنسولين، وقال عون بصريح العبارة “لازلتم تصنعون الغسول… دعونا من هذه الاستثمارات الخفيفة، نحن نحتاج أدوية للسرطان والسّكري… فعلا أتأسف للمكانة التي وضعتم فيها أنفسكم في بلادنا”.

وطالب عون بالإسراع في مراجعة حجم الاستثمار ونوعيته في الجزائر قبل انقضاء العام الجاري، متوعدا المخالفين لتنفيذ التعليمات والسياسة الوطنية للصناعة الصيدلانية باتخاذ أقصى التدابير القانونية بحقهم والتي قد تصل حد إقصائهم من السوق الوطنية.

ممارسات مشبوهة وتلاعبات حطّمت “صيدال”

المجمع العمومي “صيدال” هو الآخر لم يسلم من النقد الصارم لتصحيح واقع مريض أدخل الشركة مصلحة الإنعاش، حيث أصبح يتذيّل الترتيب الوطني والقاري في قائمة المؤسسات الصيدلانية، إذ انتقلت نسبة تغطيته لاحتياجات السوق الوطنية إلى 2 بالمائة بحقيبة إنتاج قاربت 70 دواء بعد أن كان ينتج قرابة 350 دواء ويغطي 45 بالمائة من السوق.

وشدّد عون على ضرورة انطلاق المجمع في إنتاج الأنسولين مع حلول شهر مارس المقبل وتحسين ترتيبه في السوق الجزائرية إلى مراتب متقدمة تليق بهذا القطب الصناعي “العتيد”، كما أمر بإعداد هيكل تنظيمي جديد يحقق عدالة بين العمال والمستخدمين كل ومجهوده.

وفضح عون ما وصفه بممارسات مشبوهة لإطارات في مجمع “صيدال” حالت دون تحقيق الأهداف المرجوة موجها كلامه إلى الرئيسة المديرة العامة للإسراع في تطبيق التعليمات لجعل “صيدال” قاطرة الصناعة الوطنية، ووعد بالكشف عن تفاصيلها في حينها…

عازمون على تطهير القطاع من التلاعبات

ومن جهة أخرى، أكّد وزير الصناعة الصيدلانية، علي عون، في تصريح لـ”الشروق” أنّ السياسة الوطنية للصناعة الصيدلانية المنتهجة حاليا هي تطبيق لتوصيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في هذا القطاع والذي يجب أن ينهض ليكون في مستوى متطلبات المريض الجزائري كمّا ونوعا.

وقال عون “إذا أردنا بلوغ هذه الأهداف لا بد من تطهير كامل وشامل في القطاع سواء في الإنتاج أو التوزيع أو في الصيدليات وهذا ما ينسجم مع الحملة الوطنية التي نقودها ضد كل التلاعبات الموجودة في سوق الدواء في الجزائر”.

وأوضح الوزير أن التعليمات والتوصيات والتوجيهات المقدمة للشركات الصيدلانية في الزيارات الميدانية تستوجب الامتثال والالتزام، مذكّرا بأنّ أوّل ما قامت به الوزارة هو رفع القيود عن المستثمرين كي تقيم عليهم الحجة للانطلاق الفعلي في الاستثمار”.

وأضاف الوزير “اتخذنا هذه القرارات من أجل الاستثمار في أدوية صالحة للاستشفاء في الجزائر.. أدوية ثقيلة تخفف العبء على المريض الجزائري”.

لن نقبل أن يكون المريض رهينة علبة دواء مستوردة

وشدد الوزير على أن عام 2023 سيكون عام إنتاج الأدوية الثقيلة التي لها وزن في فاتورة الأدوية، على غرار أدوية مكافحة السرطان وأدوية محاربة السكري “الانسولين” وعلى المستثمرين التوجه نحو هذا النوع من الإنتاج.

وقال عون “هدفنا الوحيد هو تغطية السوق الجزائرية بأدوية مصنوعة محليا… طموحنا في الوقت الحالي ليس أن تغطية السوق الوطنية بالمنتج المحلي بنسبة 100 بالمائة، لأن هذا غير ممكن، لكن هدفنا هو بلوغ نسبة 80 بالمائة من التغطية بالمنتج الوطني في الأدوية الثقيلة التي تخفف فاتورة الاستيراد وتخفف العبء على المريض الجزائري الذي تبقى حياته رهينة علبة دواء أو حقنة أنسولين يجلبها من الخارج… أمر لا نقبله ولا نرضاه أبدا على بلد بحجم الجزائر”.

وأبدى المسؤول الأول في قطاع الصناعة الصيدلانية عزمه على الاستمرار في نفس النهج وبنفس الصرامة والحرص فكل التوصيات للمستثمرين، كما قال، تصب في هذا الإطار وهي تعليمات وتوجيهات عملية ومدروسة بعناية.

وأستطرد الوزير “أنا لا أتنقل إلى أي مكان أو أي مؤسسة إذا لم أدرس الملف بدقة لكي تكون التوجيهات في محلها وفي الصميم”.

ووعد الوزير عون بمواصلة العمل من خلال تكثيف الخرجات الميدانية نحو بعض المصانع من أجل العمل على تطهير القطاع الصيدلاني من تلاعبات بعض اللوبيات وممارسات عششت فيه لسنوات.

“صيدال” ستقود قاطرة الإنتاج بتغطية 30 بالمائة من السوق

ويحظى مجمع “صيدال” باستراتيجية خاصة في أجندة وزارة الصناعة الصيدلانية ضمن توصيات الرئيس تبون، حيث صرح الوزير عون في هذا السياق “نحن دوما نقول إن صيدال يجب أن تكون قاطرة الصناعة الصيدلانية في الجزائر، يجب أن تأخذ المكانة والمرتبة التي تستحقها في أقرب وقت وأن تصل إلى نسبة تغطية تتراوح بين 20-30 بالمائة، لكن طريقة التسيير الحالية من المستحيل أن تقودنا إلى تحقيق هذا الهدف، لهذا قدمنا توجيهات من أجل إعداد هيكل تنظيمي جديد لهذا المجمع وإعادة النظر في شبكة الأجور، فمن غير الممكن أن نطلب من عامل بذل المجهودات اللازمة بنفس الأجور المقدمة حاليا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!